عرضت قناة “العربية” فيلماً وثائقياً بعنوان “حكاية حسن” يتحدث عن حياة “حسن نصر الله” زعيم حزب الله.. لم توفّق “العربية” في هذا البرنامج، إذ إن من يتابع الفيلم سيخرج بانطباع أنه تمجيد أكثر من كونه نقداً.
حيث صور الفيلم وأظهر “حسن نصر الله” بأنه قومي ومجاهد ضد “إسرائيل”، ووصف في الفيلم بأنه رجل حرب، وأظهر الفيلم مدى ولاء “حسن” لملالي إيران، وأنه مؤمن بولاية الفقيه التي لابد أن تصل إلى لبنان، وعرض الفيلم لقطات من الخطابات الحماسية لنصر الله التي كان يخدع بها الجماهير، ويشحن بها من حوله!
أهمل الفيلم الجوانب المظلمة، والوجه الآخر لهذا الزعيم ولحزبه، فـ”حسن” له تصريحات نارية ضد السعودية، ووقف ضد “عاصفة الحزم”، وانحاز للحوثيين الذين دمروا اليمن، وسبق أن شجع وبتصفيق حار للمظاهرات التي عمت البحرين، وارتكب جرائم إنسانية شنيعة ضد الأبرياء، وتدخل الحزب في سورية ليكون ذراع إيران، حيث القتل على الهوية.
لما قامت الثورة الخمينية في إيران استبشر بها من ليس لديه إلمام بالتاريخ الصفوي، والأحداث التي حصلت من احتلال العراق، وسورية، واليمن عرت إيران وكشفت خيوط مؤامراتها بالدول العربية، و”حزب الله” يقوم على أيديولوجيا تتبع إيران عقيدة وفكراً وتسليحاً.
نصر الله وحزبه خطر على العالم؛ إذ إن ثلث ثروة “حزب الله” من المخدرات باعترافات تقارير دولية، وأنه يعبر بها الحدود، وهذا الحزب وجه نكبة للبنان، فقد ورط لبنان في حروب ومستنقعات، وزرع الطائفية اللعينة، وتسبب في قطع المساعدات السعودية، ومع أن إيران تقول: إنها ستعوض هذه المساعدات، لكن التقارير بينت الفارق الكبير بين الدولتين، فمساعدات إيران للحزب لا تتجاوز 2.5% من مساعدات السعودية لبنان كاملاً من شمالها إلى جنوبها.
“نصر الله” حوّل حزبه إلى مليشيا إرهابية عابرة للحدود، فلم يكتفوا بتدمير لبنان، بل قاتل في سورية جنباً إلى جنب مع بشار، تفنن في القتل، وسحق للأبرياء، وحصار وتجويع للشعب السوري.
وقد وصفه مؤسس الجيش الحر، العقيد رياض الأسعد في تغريدة له؛ بأنه العدو الأخطر للعالم العربي والإسلامي، وأنه امتداد للاحتلال الإيراني القذر، وإرهاب “حزب الله” يقر به حتى المنتمون إليه، فها هو الشيخ صبحي الطفيلي، أمين سابق للحزب، يؤكد أن الحزب شريك في الفتنة السورية، وأن عليه تحمل إرث دماء الأبرياء.
يقول الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير عرف بها عدوي من صديقي
“حسن” وحزبه الذي كان يسوق على أنه حزب مجاهد يدافع عن قضايا الأمة، ويقاوم أعداءها، سقط من قبل الأزمة السورية، لكن أزمة سورية كشفته أكثر للعالم، وأظهرت جرائمه في حق الإنسانية بشكل فاضح لا يمكن التحايل والتستر عليه، وعليه فالذي لا يزال مخدوعاً بهذا الحزب مع معرفته بجرائمه في سورية عليه أن يتحسس إنسانيته، ويبحث عن دينه، وعقله، وضميره!