تتمثل المفاهيم الأساسية لنموذج التميز المؤسسي في ثمانية مفاهيم، وهي على النحو التالي:
١- القيمة المضافة للمتعاملين:
تقوم المؤسسات المتميزة بصفة منتظمة بتقديم القيمة المضافة لمتعامليها من خلال تفهمها وتوقعها وتلبيتها للاحتياجات والتوقعات والفرص.
وهذا يكون بحسن التواصل مع المتعاملين، ودراسة حالاتهم واحتياجاتهم وتوقعاتهم من المؤسسة، ومعرفة الأولوية المطلوبة من المؤسسة مع عملائها وزبائنها.
٢- خلق مستقبل مستدام:
تؤثر المنظمات المتميزة بصورة إيجابية على العالم الذي حولها؛ بواسطة تحسين أدائه، ودفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام، وتحسين البيئة والظروف الاجتماعية في المجتمعات التي تتواصل معها.
ويكون هذا بوضوح إستراتيجية المؤسسة عبر خطط المؤسسة ووضوح رؤيتها ورسالتها، ووضوح مؤشرات النجاح ومؤشرات الأداء بتقييم دائم ودقيق.
٣- تطوير القدرة المؤسسية:
تطور المؤسسات المتميزة لقدراتها بواسطة إدارة التغيير بفعالية داخل وخارج حدودها المؤسسية.
وذلك عبر الدورات والمؤتمرات والحوارات المتواصلة التي تسهم في تطوير القدرة المؤسسية عبر التالي:
– تفهيم رؤية المؤسسة وأهدافها ورسالتها وللجدد من العاملين على وجه الخصوص.
– رسم خطوط القناعة لدى العاملين بضرورة التطوير.
– التحفيز المستمر.
٤- دعم الإبداع والابتكار:
تولد المؤسسات المتميزة قيماً مضافة بصورة متزايدة، وتقوم كذلك بالارتقاء بمستوى الأداء من خلال التحسين المستمر والإبداع بصورة دائمة بواسطة دعم ابتكار كافة المعنيين.
ودعم الإبداع والابتكار عامل مهم في حماس العاملين للعطاء والإيجابية في عملهم؛ فدعم الإبداع والابتكار، إنما عامل تحفيز للعمل المتميز والمتجدد والمبتكر، ودعم الإبداع تقدير واعتبار إنساني حضاري وراقٍ للعامل المبدع.
٥- القيادة بالرؤية والطموح والمثل:
لدى المؤسسات المتميزة القادة الذين يشكلون المستقبل ويصنعونه من خلال التصرف كنماذج رائدة لقيمها وأخلاقها.
وهذا الذي يعزز دور المؤسسة محلياً وإنسانياً وعالمياً؛ حيث تكون المؤسسة نموذجاً مقدراً ومحترماً للقيم والمثل والقدوات.
٦- الإدارة بالتكيف:
تعرف المؤسسات المتميزة بصورة كبيرة بقدرتها على التعرف والتعامل مع الفرص والتحديات بفعالية وكفاءة.
وذلك من خلال:
– البرامج المتميزة والمناسبة للوطن والأمة.
– المرونة الذهنية للمديرين والعاملين.
– تقديم الحلول والعلاج للمشكلات.
– الشراكة الواضحة مع الآخرين.
٧- النجاح من خلال مواهب العاملين:
تقدر المؤسسات المتميزة قيمة عامليها، وتخلق ثقافة التمكين لتحقيق كل من الأهداف المؤسسية والأهداف الذاتية.
ويكون ذلك:
– بمعرفة العاملين وقدراتهم.
– تنمية مواهب العاملين.
– متابعة الموهوبين وتشجيعهم باستمرار.
– تأصيل الاهتمام بالموهوبين باعتبارهم عنصراً أساسياً في صناعة الحياة.
٨- استدامة النتائج المتفردة:
تحقق المؤسسات المتميزة استدامة لنتائجها المتفردة والتي تلبي الاحتياجات على المدى القريب والمدى البعيد لكافة المعنيين بها في إطار سياق عملها في بيئتها.
ويكون ذلك بتبني منهجية التحسين المستمر والجودة العالية والأداء المتميز المستحق للمؤسسة المتميزة.
وهذا التميز المؤسسي هو العنصر الأساس في البقاء والارتقاء للمؤسسة في المجتمع الإنساني؛ فالتطوير والتحسين والإبداع والتشجيع ووجود القدوات والتحلي بالقيم والمثل العالية؛ إنما هي لَبِناتٌ لصرحٍ معتبر يؤتي أكله كل حين بإذن ربه، بل هو صرح يمكث في أرض الله إلى ما شاء الله؛ لأنه يحمل في طياته نفعاً للناس ورحمة وخيراً كثيراً وحكمة.
قال تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) (البقرة).