إن الخائض في الحديث عن «حزب الله» كالخائض في بحر لجي متلاطم الأمواج، هذا الحزب الذي اكتسب هالة من البريق الزائف على مدار ثلاثة عقود من نشأته الأولى بفعل ماكينته الإعلامية الهائلة التي أكسبته تعاطفاً عربياً وإسلامياً قلَّ نظيره، كحزب مقاوم تصدى لـ «إسرائيل» في وقت سكتت فيه كل الجبهات باتفاق ذليل كاتفاقية «كامب ديفيد» بين «إسرائيل» ومصر، واتفاقية «وادي عربة» بين الأردن والكيان الصهيوني، واتفاقية «الكيلو 54» (المرتبة مسبقاً) التي عقدها «حافظ الأسد» مع الدولة العبرية عام 1974م لتصمت جبهة الجولان ولا تزال حتى اليوم، التي لا يسمع في مستنقعاتها إلا نقيق الضفادع، وفي أكماتها إلا نعيق الغربان.
على الرغم من عامل السرية الشديدة الذي يحرص الحزب عليه في أغلب نشاطاته، فإن ذلك لم يمنعه من الإعلان عن وجود بعض الهياكل التنظيمية التي تنظم عمله، منها على سبيل المثال: هيئة قيادية، مجلس سياسي، مجلس تخطيطي، كتلة النواب، مجموعات تنفيذية، هيئات استشارية.
ويتخذ القرار داخل تلك الهيئات بأغلبية الأصوات، ويعتبر «مجلس شورى الحزب» أعلى هيئة تنظيمية حيث يتكون من 7 أعضاء، تسند إليهم مسؤولية متابعة أنشطة الحزب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وكان للخدمات التي نشط الحزب في تقديمها للجماهير وبخاصة في الجنوب اللبناني أكبر الأثر في زيادة شعبيته، فقد نشط الحزب في إقامة المدارس والجمعيات الخيرية التي تعنى بأسر الجرحى والشهداء.
يميز الحزب في تحركاته السياسية على الساحة اللبنانية بين الفكر والبرنامج السياسي، فيرى أن الفكرة السياسية لا تسقط إذا كان الواقع السياسي غير مواتٍ لتطبيقها.
العلاقات الدولية للحزب
على الرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت «حزب الله» في لائحة «المنظمات الإرهابية» بسبب أعماله تجاه «إسرائيل»، واعتقادها بأن الحزب هو من قام بتفجير مقر القوات الأمريكية والفرنسية في بيروت في أكتوبر عام 1983م، كما تتهمه أيضاً بالمسؤولية عن مسلسل خطف الرهائن الغربيين إبان حرب لبنان عام 1982م؛ مما يعني تقييد تفاعله خارج لبنان، إلا أن الحزب استطاع أن ينسج علاقات متينة مع عدة دول في محيطه الإقليمي وحتى خارجه.
أما على الصعيد الدولي؛ فإن الحزب تعامل مرّات عدة مع الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بوقف الأعمال الحربية مع «إسرائيل» وملف الأسرى، وكان له اتصال في الشأن ذاته مع ألمانيا التي مارست دور الوسيط بينه وبين «إسرائيل» في عمليات تبادل الأسرى، واستقبلت فرنسا وفداً رسمياً للحزب في إطار محاولتها حل الأزمة اللبنانية بخصوص الحكومة في عام 2008م، كما قامت الحكومة البريطانية بالسماح لإجراء اتصالات بينها وبين الجناح السياسي له في إطار العلاقات الثنائية بين بريطانيا ولبنان، ورغبتها في أن تكون صديقاً أكثر فاعلية للبنان.
العلاقات الإقليمية للحزب
تميزت العلاقة بين «حزب الله» وسورية بخصوصية واضحة منذ عقد «اتفاق الطائف» برعاية سعودية سورية، الذي تم بموجبه نزع أسلحة الفصائل اللبنانية المتصارعة وحل المليشيات العسكرية، وأبقت على الأسلحة بحوزة «حزب الله» الذي لم يكن طرفاً في الحرب الأهلية، بل كان مجال نشاطه متركزاً في منطقة الحزام الأمني الذي أقامه الكيان الصهيوني جنوب لبنان، وزاد من خصوصية تلك العلاقة أن سورية لم تتوقف عن دعم الحزب، باعترافه.
بالإضافة إلى العلاقات الإستراتيجية الوثيقة للحزب مع سورية، فإنه استطاع نسج علاقات متينة مع دول الخليج التي كانت كثيراً ما تتوسط بين الفرقاء في لبنان عند وقوع أي خلاف بينهم، وكان للسعودية وقطر مواقف مشهودة لرأب الصدع بينهم، وكان للحزب علاقات مصلحية مع السودان وليبيا والحركات الفلسطينية.
بعد عام 2006م، اعتبر الحزب مقاومة وطنية لدى معظم العرب والمسلمين، إلا أن الوضع تغير بعد اتهام الحزب باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وبدأ ينظر له من معظم المسلمين السُّنة كخنجر إيراني فارسي في ظهر العرب، يعمل لخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة، وفي عام 2009م وضع الرئيس المصري الأسبق «حسني مبارك» الحزب كمنظمة إرهابية.
بعد الثورة السورية في 2011م، دعم «حزب الله» النظام السوري؛ مما تسبب في زيادة الانتقادات ضده في العالم العربي والإسلامي خصوصاً عند المسلمين السُّنة.
وفي عام 2013م، أعلن الحزب تدخله عسكرياً في الحرب بسورية، ووقوفه مع النظام السوري؛ مما أدى إلى تصنيف الحزب كمنظمة إرهابية لدى مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
حزب مقاوم أم إرهابي؟
تختلف الحكومات والدول حول شرعية وجود «حزب الله» من الناحية العسكرية أو السياسية أو كليهما؛ فمنها من يعتبره حركة مقاومة شرعية بكل أجنحتها العسكري منها والسياسي، ومنها من يعتبر الجناح السياسي للحزب هو الأمر المقبول والشرعي دون جناحه العسكري، وذلك لاعتبارها عمل الحزب العسكري «إرهاباً»، والبعض الآخر يرى الحزب بِكلا جناحيه «منظمة إرهابية» غير شرعية.
وفيما يلي قائمة بأسماء بعض الدول التي تعتبر «حزب الله» أو أحد أجنحته تنظيماً إرهابياً:
1- البحرين: تعتبر «حزب الله» بالكامل إرهابياً.
2- مجلس التعاون الخليجي: يعتبر الحزب بالكامل منظمة إرهابية.
3- فرنسا: تعتبر الحزب بالكامل منظمة إرهابية.
4- الولايات المتحدة: تعتبر الحزب بالكامل منظمة إرهابية.
4- كندا: تعتبر الحزب بالكامل منظمة إرهابية.
5- هولندا: تعتبر الحزب بالكامل منظمة إرهابية.
6- بريطانيا: تعتبر الجناح العسكري للحزب فقط منظمة إرهابية.
7- أستراليا: تعتبر منظمة الأمن الخارجي للحزب فقط منظمة إرهابية.
أما روسيا؛ فإنها لم تجد الكثير من الحرج حين أعلنت أنها لا تعتبر مليشيا «حزب الله» منظمة إرهابية، وجاء تصريح موسكو بذلك عقب مؤتمر فيينا كردٍّ مباشر على ما تناقلته الوكالات عن أنباء بمطالبات لتصنيف المليشيا اللبنانية التي تتبع لإيران ضمن قائمة الإرهاب، بالرغم من سجل المليشيا الحافل بالمجازر ضد الشعبين السوري واللبناني.
علاقة الحزب بالداخل اللبناني
للحزب حضور في الحياة السياسية اللبنانية منذ توقيع «اتفاق الطائف» عام 1990م الذي أيده مع التحفظ على بعض بنوده، ويقف الحزب في صف المعارضة، وقد فاز في أول انتخابات برلمانية يشارك فيها في عام 1992 بـ12 مقعداً، وهو أكبر عدد من المقاعد تفوز به كتلة حزبية منفردة.
كما شارك في انتخابات عام 1996م، ويمثله حالياً 8 نواب، ويسعى إلى تشكيل قوة ضغط سياسية، ولذلك فللحزب حضور فاعل ومشاركة في انتخابات النقابات وبخاصة نقابتي المهندسين والأطباء، والاتحادات الطلابية والمهنية والعمالية.
ثارت تساؤلات كثيرة بشأن مستقبل «حزب الله» بعد الانسحاب الصهيوني من الجنوب عام 2000م، وهل سيتجه نحو إلقاء السلاح وحل جناحه العسكري أم لا؟ وقد أجاب الحزب عن هذه الأسئلة الكثيرة عبر رفضه التخلي عن سلاحه طالما لا تزال «إسرائيل» تحتل أجزاء من لبنان.
ويملك الحزب من العمل السياسي والاجتماعي ما يفوق العمل العسكري، ويستطيع الاكتفاء بالعمل السياسي إذا قرر ذلك، ويبدو أنه مستمر في العمل العسكري حتى توقع سورية اتفاقاً مع «إسرائيل».
التورط في اغتيال الحريري
اتهمت المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري «حزب الله» في التورط والضلوع في اغتياله، وذلك بالتنسيق مع بعض قادة الجيش السوري، وقد قدمت المحكمة أسماء أربعة أشخاص ينتمون إلى الحزب بصفتهم المدبرين الرئيسين لعملية الاغتيال، وهم: مصطفى بدر الدين، وسليم العياش، وأسد صبرا، وحسين عنيسي، بينما ينفي الحزب ذلك، وقام بتقديم بعض الفيديوهات التي تظهر مراقبة طائرة «إسرائيلية» لسيارة رفيق الحريري قبل الانفجار.
وبحسب المصادر السياسية؛ فإن مصطفى بدر الدين هو شقيق زوجة عماد مغنية، القيادي في «حزب الله» (الذي اغتيل عام 2008م بدمشق)، قائد العمليات الخارجية في الحزب، وبحسب المذكرة، هو من خطط وأشرف على تنفيذ العملية التي استهدفت رفيق الحريري.
سليم العياش؛ هو أحد كوادر «حزب الله»، وبحسب مذكرة التوقيف هو مسؤول الخلية المنفذة للاغتيال، ومشارك في التنفيذ، أما أسد صبرا، وحسين عنيسي (من مواليد 1974م)، فمتهمان بالتواصل مع أبو عدس وإخفائه في مرحلة لاحقة، وأحمد أبو عدس هو من اتصل بقناة «الجزيرة» بعد اغتيال الحريري في عملية التفجير في 14 فبراير 2005م لتبني العملية.
نام الجولان السوري وحدود سورية مع فلسطين في ظل هدوء اتفاق الهدنة بين النظام السوري ودولة «إسرائيل» منذ عام 1974م، ليعود ويتحرّك اليوم على وقع تحركات «حزب الله» في تلك المنطقة، وفي حين لا تزال آثار العدوان الصهيوني الأخير على لبنان في يوليو 2006م حاضرة عسكرياً وسياسياً واجتماعياً، تأتي عملية شبعا الأخيرة لتشرع الأبواب أمام مجهول من لهب ونار على الجبهة اللبنانية.
وعلى الرغم من الخطابات المتكررة للأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصر الله، عن «استعداد المقاومة للرد على أي عدوان بالدخول إلى الجليل وما بعده» (في 15 يناير 2016م)، فإنّ الظروف التي يعيشها الحزب ليست هي نفسها لتمكّنه من تكرار سيناريو عام 2006م لجهة منع «إسرائيل» من تحقيق انتصار، حتى إنّ مقارنة العدوان الأخير مع ما يمكن أن يحصل اليوم لا تجوز بالمطلق، نتيجة الكثير من المتغيّرات التي طرأت إقليمياً وعربياً ولبنانياً، على المستويات كافة.
أولاً: وسّع «حزب الله» رقعة نشاطه لتشمل الأراضي السورية بدءاً من كسب شمال غرب سورية، وصولاً إلى درعا والقنيطرة (أقصى الجنوب)، مروراً بمدينتي حلب ودمشق والقلمون على الحدود الشرقية مع لبنان، كما كشفت التوترات الحاصلة في العراق تقديم الحزب مساعدات لوجستية للمليشيات العراقية، بالإضافة إلى دور استشاري لعدد من قياديي الحزب في بغداد والبصرة، كما أنّ عين نصر الله توجّهت إلى البحرين، إذ قال في معرض حديثه عن كون الثورة البحرينية «لم تنحدر إلى العنف ليس لأنه لا يمكن استخدام السلاح في البحرين أو إيصاله للمقاتلين، بل لكون القادة السياسيين فيها يصرون على المسار السلمي»؛ بما معناه أنّ الحزب، أو المحور الذي يمثله الحزب قادر على مدّ المعارضة البحرينية بالسلاح لمواجهة النظام فيها، يقود هذا الواقع إلى القول: إنّ «حزب الله» بات مشغولاً على أكثر من جبهة أمنية وعسكرية وسياسية، ومنتشراً على مساحة جغرافية واسعة تستوجب منه أضعاف ما كان مطلوباً منه فعله قبل عشرة أعوام.
ثانياً: على المستوى الميداني، لم تعد للحزب أرض تنصره عسكريّاً كما كانت الحال عام 2006م، كانت تأتي الإمدادات العسكرية المختلفة للحزب عن طريق سورية، بينما اليوم الحزب مشغول في الدفاع عن النظام السوري والمحافظة عليه وعلى مواقعه ومراكزه، حتى إنّ الحزب تلقى أكثر من ضربة أمنية وعسكرية من الكيان الصهيوني على الأرض السورية، سواء اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية (12 فبراير 2008م)، أم استهداف الطيران الصهيوني لشاحنات ومواكب للحزب طيلة السنوات الأربع الماضية.
ثالثاً: لا تبدو الساحة اللبنانية مهيأة لحرب ضد «إسرائيل» تحديداً في البيئة التي تختلف جذريّاً مع «حزب الله» سياسياً حول الملفات الداخلية وإدارة البلد أو حتى تجاه الثورة السورية.. في يوليو 2006م فتحت العاصمة بيروت أبواب مدارسها ومجمّعاتها، كما فتح السوريون بيوتهم لاستقبال النازحين الفارين من نار العدوان في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت (الخزانان البشريان للحزب)، لكن ما تبع العدوان في السنوات السياسية من أعوام 2007م إلى اليوم يؤكد أنه صعب لهذه الأبواب أن تُفتح بذلك الترحيب من جديد، إذ لا تزال تكمن آثار اجتياح «حزب الله» لبيروت في مايو 2008م، كما أنّ إقصاءه لزعيم تيار المستقبل، سعد الحريري، عن الحكم عام 2010م لا تزال مفاعيله سارية، يضاف إلى كل ذلك قتال «حزب الله» في سورية ودعمه النظام في وجه المعارضة السورية.
لمن يغيب عنهم واقع الأمور في لبنان، فإنّ المجتمع المتعدّد في بيروت أصابته حمّى توزيع الحلويات لدى وقوع المصائب والجرائم لدى الخصوم؛ وزّع أنصار الحزب الحلوى ابتهاجاً بقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، اللواء وسام الحسن، عام 2012م، كما فعل جمهور المستقبل الأمر نفسه لدى تفجير أكثر من سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية.
كل هذا الواقع يقود إلى القول: إنّ «حزب الله» غير مرتاح داخلياً وخارجياً للوقوف في وجه عدوان صهيوني جديد، ولو أنّ تلويحه بعشرات آلاف الصواريخ قد يكون رادعاً أمام أي تهوّر «إسرائيلي» باتجاه الأراضي اللبنانية.
يوضح مسار المواجهة الأمنية بين «حزب الله» و «إسرائيل» بأنّ التوتر الحاصل، اليوم، على الحدود يستوجب ردود فعل متبادلة، منذ اغتيال مغنية عام 2008م، شهدت الحدود الكثير من العمليات على الجبهة اللبنانية أو داخل الأراضي السورية، فبينما عمد الجيش الصهيوني إلى استهداف شحنات أسلحة قرب العاصمة السورية في ثلاث مناسبات: بين يناير وأكتوبر 2013م، ردّ الحزب بتفجير عبوات ناسفة بقوات صهيونية راجلة بالقرب من الحدود اللبنانية في أغسطس ونوفمبر من العام نفسه، وتلا ذلك اغتيال القيادي في «حزب الله»، حسان اللقيس، في 4 ديسمبر 2013م، في مرآب منزله في ضاحية بيروت الجنوبية كان لها بصمات صهيونية وتوعّد الحزب بالرد على العملية.
وفي عام 2014م، استمرّ الحوار الأمني بين الطرفين، فكررت «إسرائيل» استهداف شحنات للحزب على الأرض السورية، في فبراير وديسمبر، وصولاً إلى استهداف قافلة للحزب في القنيطرة أدت إلى مقتل ضابط إيراني وستة مقاتلين من الحزب أبرزهم جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، كما شهدت الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، منذ عام 2006م إلى اليوم، حالات إطلاق صواريخ «لقيطة» باتجاه المستعمرات لم تتبنها أي جهة حزبية أو سياسية.
اليوم يكون قد مرت قرابة 10 سنوات هادئة على «إسرائيل» من جبهة «حزب الله»، مرت بلا رصاصة على الكيان الصهيوني من الجنوب اللبناني، إنها أطول فترة تمر على الغاصبين بهذا الأمان في لبنان، إنها تتويج لعملية معقدة انتهت بتفريغ جنوب لبنان من المقاومة الفلسطينية واللبنانية الحقيقية، التي لأجلها تم تهجير الفلسطينيين من جنوب لبنان إلى بلاد عربية.
الآن، بوسع «إسرائيل» أن تحتفل بالنصر؛ فالجنوب اللبناني معزول عن فلسطين بقوة متعددة الجنسيات «يونيفيل» بعمق 15 كيلومتراً، ومعزول تالياً بـ «حزب الله» الذي يؤكد دوماً أنه في مقابل خمسة آلاف اختراق لقرار (1701) الأممي القاضي بوقف إطلاق النار بين الحزب و «إسرائيل»؛ ظل «ملتزماً» بالقرار؛ وبالتالي صارت «إسرائيل» في أمان تماماً كل هذه السنوات.
التشبيح المحلي والبلطجة الدولية
في اليوم الذي قبلت فيه مليشيا «حزب الله» التقهقر في العمق اللبناني قبل 10 سنوات، يعيش الحزب أجواء حرب ضروس في سورية، تولى الحزب فيها أمر «التشبيح» وقتل المدنيين، وعندما انفضح الحزب تماماً مع أسْر عنصر من عناصره في قلب دمشق حيث انضم مع الآلاف من زملائه إلى قطاعات المرتزقة الذين جاؤوا من قلب إيران والعراق للقتال إلى جانب السفاح «بشار الأسد»، بادرت شيعته في لبنان إلى تفجير الموقف، وممارسة تشبيح مماثل في لبنان؛ فاختطفت سوريين أبرياء وسعودياً وتركياً لمبادلتهم بأسيرها الشبيح الأسير في دمشق.
ونختم تقريرنا بموقف الأمين العام الأول لـ «حزب الله» الشيخ صبحي الطفيلي (الذي أقيل من الحزب بعد خلافات عميقة معه)، حيث يقول في لقاء له مع صحيفة «المستقبل» اللبنانية الشهر الماضي:
1- الوضع في إيران ذاهب للانفجار، وقد يعيد مشهد سقوط الشاه.
2- قرار انسحاب «حزب الله» من سورية في يد إيران التي تختلف حساباتها عن حسابات شيعة لبنان.
3- «حزب الله» اللبناني شريك في الفتنة السورية، وسيحمل إرث الدماء في سورية ولبنان.
4- من واجب جميع المسلمين الدفاع عن الشعب السوري.
5- منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران والمنطقة تشهد توتراً مذهبياً.
6- التحالف بين أمريكا وإيران قديم، والتوقيع على الاتفاق النووي مجرد إعلان متأخر لزواج قديم.