اقتحمت قوات الأمن المصرية مبنى نقابة الصحفيين، مساء أمس الأحد، وألقت القبض على عدد من الصحفيين، هذا وقد استنكر سياسيون وإعلاميون عبر مواقع التواصل الاجتماعي اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين.
وقال حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق: “انتهاك حرمة نقابة الصحفيين واقتحام الأمن لها جريمة لهذا النظام الذي تجاوز كل المعقول والمقبول في التعامل مع نقابة الرأي العريقة العتيدة”.
وانتقد خالد البلشي، وكيل نقابة الصحفيين، الاقتحام، قائلاً: “تلقيت أنا والزميل جمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة خبر الاعتداء السافر والغاشم وغير المسبوق على نقابة الصحفيين بعد وصولنا للمغرب بساعات ونحن الآن نبحث عن وسيلة لعودة بأسرع ما يمكن”.
وأضاف: “لابد من وجود رد قوي وسريع من جانب كل الجماعة الصحفية، أعتقد أن الأمر تعدي نطاق مجلس النقابة للجمعية العمومية التي يجب أن تكون حاضرة بقوة في هذا المشهد، وفي مواجهة هذا الاعتداء غير المسبوق على مؤسسة النقابة وعلى الصحافة المصرية”.
وأكمل: “لابد من تدارس رد أيضاً على مستوى الصحف المصرية سواء بتسويد صفحاتها أو بالاحتجاب أو بالخروج بمانشيتات موحدة ضد العدوان على نقابة الصحفيين”.
وواصل: “وكذلك لابد أن تحضر الجمعية العمومية للدفاع عن نقابتها وعن المهنة، ما حدث أمر جلل وخطير ولا يجوز أن يتم تجاوزه دون وقفة حقيقية للدفاع عن المهنة وعن النقابة، مرة أخرى نحاول أنا وجمال عبدالرحيم البحث عن وسيلة سريعة للعودة لنكون بجانب زملائنا في مجلس النقابة وفي الجمعية العمومية”.
واستنكر الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قائلاً: في 3 مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، في 1 مايو من كل عام، سيتذكر العالم أن وزارة الداخلية اقتحمت نقابة الصحفيين في مصر”.
وأضاف الكاتب الصحفي، عمر الهادي: “النظام يقول بصراحة: إنه لا يريد صحافة في مصر، هذه لحظة الحقيقة لكل أبناء المهنة وكل المؤمنين بالديمقراطية أياً كانت مواقفهم السياسية”.
واستنكر رسام الكاريكاتير إسلام جاويش، قائلاً: “إحنا بنحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة باقتحام الأمن لنقابة الصحفيين والقبض على اتنين صحفيين، في حادثة هي الأولى في العالم، شكراً يا مصر”.
وقال الكاتب الصحفي وائل قنديل: “إن لم يدع نقيب الصحفيين الجماعة الصحفية للاحتشاد وإعلان الاعتصام داخل مبنى نقابتهم الليلة، فمتى يدعوها؟”.
وأضاف الإعلامي عمرو عبدالحميد: “اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين مصيبة، عدم علم الرئاسة بذلك مصيبة أكبر، لأن الحديث يدور عن نقابة الصحفيين وليس عن وكر لمجموعة مشبوهة”.
فيما رأى المحلل السياسي ياسر الزعاترة في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر “تويتر”: “ما جرى اليوم في مصر من اقتحام لنقابة الصحفيين، يؤكد أن السيسي ماض في تكريس دولة البوليس، نظام غبي لا يفقه طبيعية التغيرات الراهنة”.
واستنكر ممدوح الولي، نقيب الصحفيين الأسبق، اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “انتهاكات مستمرة، اقتحام حرم نقابة الصحفيين واعتقال صحفيين منها، حلقة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات، التي ارتكبها النظام الحالي تجاه الإعلاميين طوال السنوات الثلاث الماضية من قتل واعتقالات وإصابات وتعذيب وإحالة للمحاكم العسكرية، ومداهمة لبيوت الإعلاميين وللمقار الإعلامية، وإغلاق للصحف ومنع بث للفضائيات والتشويش عليها ومنع نشر أو بث آراء المعارضين”.
وتابع: “وبيوت الصحفيين والمواطنين لا تقل حرمة عن مقر النقابة حسب دستور 2014 المعطل منذ إقراره”.
وأعلنت نقابة الأطباء عن تضامنها مع نقابة الصحفيين بعد اقتحام الأمن لها والقبض على عمرو بدر، ومحمود السقا، وذكرت النقابة في بيان عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “نقابة أطباء مصر تدعم نقابة الصحفيين”.
وتابعت: “تدين نقابة أطباء مصر وبقوة اقتحام قوات الأمن لمقر نقابة الصحفيين فيما يعد مخالفة صريحة للدستور والقانون الذي يضع قواعد صارمة لدخول الأمن إلى مقر النقابات بعد الحصول علي إذن من النيابة وفي حضور النقيب ووكيل النيابة”.
وأضافت: “إن واقعة اقتحام مقر نقابة الصحفيين تهدم أبسط قواعد احترام النقابات والحريات النقابية التي تعتبر من أسس الحريات العامة والحياة الديمقراطية، وأحد أهم أسس تقدم الوطن والحفاظ عليه”.
وواصلت: “وتعلن النقابة العامة للأطباء تضامنها مع نقابة الصحفيين ودعمها الكامل لكافة الإجراءات القانونية المشروعة التي تتخذها نقابة الصحفيين ضد الانتهاكات الأمنية التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ النقابات في مصر”.
ومن جانبه، رأى د. محمد محسوب، وزير الدولة لشؤون المجالس النيابية في عهد الرئيس محمد مرسي، أن اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين والقبض على عمرو بدر، ومحمود السقا بمثابة عقاب لاستضافة تظاهرات “جمعة الأرض” ضد ضم جزيرتي “تيران وصنافير” للمملكة العربية السعودية.
وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر “تويتر”: “اقتحام نقابة الصحفيين عقاب لاستضافة تظاهرة جمعة الأرض وتنكيل بأبنائها الرافضين لعار التنازل، جنون عكس حجم الجريمة يحتاج تضامناً يعكس حجم الرفض”.
وذكر الكاتب الصحفي أنور الهواري أن قرار تأديب النقابات تم ترتيبه مسبقاً، في إشارة إلى اقتحام الأمن لنقابة الصحفيين والقبض على عمرو بدر، ومحمود السقا.
وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “قرار تأديب وإسكات النقابات ذات الدور السياسي قرار تم ترتيبه من عدة أشهر، وتمت دراسته على أعلى مستوى، وأشار ولمح وكاد يصرح به السيد الرئيس في خطاب له، وقد جاء وقت التنفيذ، وتصادف أن بدأ العمل به في نقابة الصحفيين”.