أرجأ مجلس الأمن الدولي، في ختام جلسة طارئة عقدها الأربعاء، للبحث في الهجوم الكيمياوي الذي استهدف بلدة خان شيخون السورية، التصويت على مشروع قرار يدين النظام السوري، وذلك لإفساح الوقت أمام الدول الأوروبية للتفاوض مع موسكو.
وبحسب دبلوماسيين، فإن التصويت على مشروع القرار الذي قدمته واشنطن ولندن وباريس قد يتم اعتباراً من الخميس، وفقاً لـ”فرانس برس”.
واعتبرت روسيا مشروع القرار الذي يدعو لفتح تحقيق كامل في الهجوم “غير مقبول على الإطلاق”، ورأى مساعد السفير الروسي لدى المنظمة الدولية، فلاديمير سافرونكوف، أن المشروع أعد على عجل وليس مفيداً، داعياً إلى “تحقيق موضوعي” فيما حصل، وعقب انتهاء الجلسة، قال السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماتيو ريكروفت للصحفيين: إن المفاوضات مستمرة مع زملائنا في مجلس الأمن (…) ومن غير المتوقع أن تنتهي الأربعاء، أما نظيره الفرنسي فرنسوا دولاتر، فأوضح أن المفاوضات تجري “بروح طيبة”، معرباً عن الأمل في أن يتم التصويت على مشروع القرار في أسرع وقت ممكن.
ولكن دبلوماسيين آخرين بدوا أكثر تشاؤماً، إذ إنهم رجحوا أن تستخدم روسيا حق النقض مجدداً لدعم حليفها السوري، وبينما كانت الدول الكبرى تخوض في نقاش حام في مجلس الأمن، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن الهجوم الكيمياوي جعله يغير موقفه حيال الرئيس بشار الأسد، متوعداً برد أمريكي على ما اعتبره “إهانة للإنسانية”، وقال ترمب من البيت الأبيض: إن هذا الهجوم على أطفال كان له تأثير كبير عليَّ.
وخلال جلسة مجلس الأمن، هاجمت السفيرة الأمريكية نيكي هايلي روسيا بسبب دعمها نظام الأسد، وقالت: كم من الأطفال يجب أن يموت بعد لكي تبدي روسيا اهتماماً بالأمر؟ وأضافت: إذا كانت روسيا تملك التأثير الذي تدعيه في سورية، فعليها أن تستخدمه، عارضة أمام أعضاء المجلس صورتين قالت: إنهما لبعض ضحايا الهجوم الكيمياوي، وطالبت هايلي موسكو أيضاً بوضع حد لهذه الأفعال الوحشية، قائلة: انظروا إلى هذه الصور.
وعقدت جلسة مجلس الأمن في وقت يحاول الأطباء إنقاذ المصابين الأكثر تأثراً من بين أكثر من 160 شخصاً تتم معالجتهم بعد هجوم الثلاثاء.