وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للرياض في الثالث والعشرين من الشهر الجاري بـ”التاريخية بكل المقاييس”.
يقول المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية جيف غوردون: إن زيارة السعودية تستهدف إصلاح المشاعر السيئة التي تولدت في الماضي عقب الهجمات الإرهابية في أوروبا وأمريكا.
رمزية سعودية
ويضيف لبرنامج “ما وراء الخبر” على قناة “الجزيرة” أن السعودية تكتسي رمزية حيث سيستمع ترمب فيها لكيفية قتال الإرهاب ومحاربة سرطان الأيديولوجيا المتطرفة.
والزيارة التي يقوم بها ترمب إلى “إسرائيل” المحطة الثانية في المنطقة تؤكد حسب غوردون التحرك السليم للجولة الخارجية.
بدوره، قال الأكاديمي والمحلل السياسي السعودي خالد باطرفي: إن الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما ابتعدت عن حلفائها التقليديين، ومالت إلى من كانت عدواً لها وهي إيران وغضت الطرف عن تدخلاتها ودعمها للمليشيات الإرهابية.
وأضاف أن كل هذا انتهى بعد تسلم ترمب الحكم، واستقباله ولي ولي العهد محمد بن سلمان في لقاء تاريخي جدد الشراكة، كما أن هناك رؤية موحدة في إدارة ترمب تدعم الدول الحليفة التقليدية بوجه العدوان الإيراني.
الإفراط في التفاؤل
أما محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في كلية قطر للدراسات الإسلامية، فذهب إلى أن هناك حاجة لعدم الإفراط في التفاؤل تجاه هذه الزيارة.
ووفقاً له، فإن ملفات عديدة، وأهمها الملف السوري، ما زالت تحسم بعيداً عن أمريكا وحلفائها، والحال في رأيه أن الحاجة الأمريكية تنحصر في تبديد المشاعر السلبية والاستثمارات الضخمة في الولايات المتحدة التي وعدت السعودية بها.
في هذا السياق، أعلن دونالد ترمب أنه سيلتقي عدداً من قادة العالم الإسلامي من أجل مكافحة الإرهاب، وهنا يقول خالد باطرفي: إن الرئيس الأمريكي يبني على ما أسسته السعودية من تحالف إسلامي ضخم لمكافحة الإرهاب الذي عنوانه الأساسي هو إيران وأذرعها.
الإصلاح الديني
من المنظور الأمريكي يقول جيف غوردون: إن مكافحة الإرهاب تتضمن تشجيع الإصلاح الديني ومواجهة الإسلام المتطرف وإيران المهدد الأكبر للشرق الأوسط والتي ما زالت تواصل تطوير قدراتها النووية.
“الإصلاح الديني” الذي أشار إليه غوردون لا يبدو في عين الشنقيطي هو الأساس، وإنما الإصلاح السياسي والمصالحة بين الحكام والشعوب.
وخلص إلى أنه مهما كانت أهمية الولايات المتحدة للمنطقة، فإن المناعة الذاتية أهم بكثير، وقال: إن محاربة الإرهاب – وهو عرض لمرض سياسي مزمن – هو مجرد تهدئة للمرض وليس علاجاً جذرياً له.