تنتشر في مكة المكرمة العديد من المعالم التاريخية المرتبطة بسيرة الرسول، وتاريخ الإسلام، تشكل بحسب متخصصين مسارات سياحية متكاملة، تجعل من المدينة المقدسة مزاراً سياحياً، وليس وجهة دينية فقط.
ومن أبرز هذه المعالم، التي تتوزع داخل المدينة وعلى أطرفها، وينال معظمها اهتمام المعتمرين والزوار في رمضان:
– شعب بني هاشم؛ حيث ولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
– غار حراء فوق جبل النور؛ حيث نزل الوحي على رسول الله لأول مرة، ويقع في جبل النور شمال شرق المسجد الحرام، وسمي الجبل بهذا الاسم لظهور أنوار النبوة فيه.
– وادي ذي طوى الذي نزل فيه الرسول ثلاث مرات في عمرة القضاء، وفي فتح مكة، وحجة الوداع، ويقع الآن في منطقة جرول بمكة، وهو أحد خمسة أودية تاريخية في المدينة المقدسة هي وادي عرنة من الشرق، ووادي مر الظهران من الغرب، ووادي فخ من طرف المدينة، ووادي إبراهيم في وسطها، وتوجد في هذا الوادي بئر ذي طوى التي اغتسل من مائها النبي في فتح مكة.
– مسجد البيعة في منى، حيث بايع الأنصار الرسول على النصرة، ما مهد لهجرته من مكة إلى المدينة المنورة.
– مسجد الخيف، وهو مسجد تاريخي صلى فيه 70 نبياً قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان فيه موضع مصلى الرسول في حجة الوداع، ويقع في سفح جبل منى الجنوبي بالقرب من الجمرة الصغرى.
– معالم عرفة، مثل مسجد نمرة الواقع إلى الغرب من مشعر عرفات، ويقع جزء من غرب المسجد في وادي عرنة، إلى جانب قرن عرفة، أو ما يسمى جبل الرحمة، والصخرات التي وقف عندها صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
– سوق ذي المجاز، وهي من أسواق العرب التي كان الرسول يقصدها للدعوة إلى الإسلام، وتقع هذه السوق على يمين القادم من عرفة من جهة المغمس، وتبعد عن علمي حدود مكة الشرقية حوالي 8 كم، وشمال شرق عرفة على بعد 5 كم.
– غار ثور حيث اختبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هجرته، ومن هناك انطلق مهاجراً إلى المدينة في الهجرة التي غيرت تاريخ الإسلام، وأدت إلى قيام الدولة، وعز الإسلام وانتشاره بين الناس، ويقع الغار في جبل يبعد أربعة كيلومترات في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام.
– الحديبية، حيث وقع صلح الحديبية بين المسلمين وقريش في العام السادس للهجرة، وتقع الحديبية غرب الحرم المكي، في المنطقة التي تعرف الآن بالشميسي.
وأكد أستاذ التاريخ في جامعة أم القرى د. عبدالله بن حسين الشنبري، أن هناك الكثير من المعالم التاريخية في مكة، يمكن توظيفها كمسارات سياحية، لافتاً إلى أن هذا ما تباشره بالفعل، جهات سعودية، مثل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
ونقلت “وكالة الأنباء الإسلامية الدولية” عن الشنبري، على هامش ندوة عن موقع الآثار المكية في رؤية السعودية 2030، نظمها نادي مكة الأدبي الإثنين، إلى أن أعمال التطوير في مكة كشفت عن بعض الآثار مثل بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، الذي اكتشف على بعد حوالي 10 أمتار من باب السلام.
ولفت إلى أن الرؤية السعودية 2030 تعمل على الإفادة من عمقنا التاريخي والروحي في السعودية، والاستفادة من الآثار النبوية والتاريخية.
وقال الشنبري: إن من محاور هذه الرؤية إنشاء متحف في كل منطقة، يكون وعاء للآثار المنقولة كالمسكوكات والأواني والموروثات وغيرها.
وأضاف: لهذا آمل أن يكون المتحف العالمي الأكبر في مكة المكرمة لأن رؤية السعودية 2030 تستهدف وصول عدد المعتمرين إلى 30 مليوناً عام 2030م، وبالتالي نحن نحتاج لمتحف مثل هذا.
وأكد أن المتحف سيكون جاذباً ليس فقط للمعتمرين، وإنما للمقيمين في المملكة، وسيكون مورداً اقتصادياً، ونافذة معرفية تنشر الثقافة، وتعمق روح الإيمان، وتعرف الأمة الإسلامية بتاريخها المجيد، وسيرة نبيها، ما دام يستلهم عبق النبوة وتاريخها.