تشير الأبحاث التي أجريت في المملكة المتحدة إلى أن 3 آلاف شخص يموتون سنوياً في إنجلترا وحدها جراء الاستخدام طويل الأمد للأسبرين أو أدوية مماثلة، ولكن تناول أدوية حرقة المعدة يمكن أن يساعد في الحد من هذه المخاطر.
إن خطر استخدام الأسبرين على المدى الطويل يسبب نزيفاً هائلاً قد يؤدي للموت بنسبة أعلى مما كان يعتقد سابقاً، حيث إن من يزيد عمره على 75 عاماً بشكل خاص عرضة للخطر، وفقاً للدراسة.
وقالت الدراسة: إن حوالي 40% من الكبار الذين تتراوح أعمارهم بين 75 أو أكثر في المملكة المتحدة يتناولون الأسبرين يومياً، ويوصى بالعلاج به مدى الحياة للمرضى الذين سبق أن أصيبوا بأزمة قلبية أو سكتة الدماغية.
والآثار الوقائية راسخة في الناس الذين عانوا من حدث رئيس في القلب، وهو يحد من الخطر بنسبة 20%.
ولكن البروفسور بيتر روثويل، من جامعة أكسفورد والمؤلف الرئيس للدراسة، قال: إن هناك نحو 20 ألف نزيف كبير وحوالي 3 آلاف حالة وفاة تنتج عن الأسبرين أو الأدوية المشابهة.
والحل هو أن يتناول من يتعاطون الأسبرين عقاقير حرقة المعدة المعروفة باسم مثبطات مضخة البروتون؛ مما يقلل من خطر النزيف بنسبة 70 – 90%، وهي لا توصف حالياً إلا في عدد قليل من الحالات.
ووجد البحث الذي نشر في مجلة “لانسيت” أن المرضى الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً يأخذون الأسبرين يومياً لمنع السكتة الدماغية أو النوبات القلبية المتكررة، وكان المعدل السنوي للنزف الذي يتطلب دخول المستشفى حوالي 1.5%، مقارنة مع 3.5% للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 75 – 84 سنة، و5% للذين تتراوح أعمارهم بين 85 أو أكثر.
وكان المعدل السنوي للنزيف المهدد للحياة أو القاتل أقل من 0.5%، للمرضى الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً، 1.5% للذين تتراوح أعمارهم بين 75 و84 عاماً، و2.5% تقريباً للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 85 أو أكثر.
وقال روثويل: إن خطر النزيف الحاد أعلى بكثير فيمن يزيد عمره على 75 عاماً، وفي أخذ الأسبرين للناس دون سن 75 عاماً فوائد للوقاية الثانوية علي إثر نوبة قلبية أو سكتة الدماغية تفوق بوضوح خطراً صغيراً نسبياً من النزيف، وبالنسبة لهؤلاء الناس لا داعي للقلق.
وفي أكثر من 75 عاماً، فإن خطر النزيف أعلى، ولكن النقطة الرئيسة هي أن هذا الخطر يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال أخذ عقار آخر جنباً إلى جنب مع الأسبرين، وبما أنه يمكن الوقاية من العديد من حالات الوفاة الزائدة البالغة 3 آلاف حالة سنوياً عن طريق أدوية حرقة المعدة للذين تزيد أعمارهم على 75 عاماً مع الأسبرين، وبغض النظر عن العمر، لا أحد يجب أن يتوقف فجأة عن تناول الأسبرين دون استشارة الطبيب.
وأشارت دراسة أكسفورد الوعائية على 1663 مريضاً أصيبوا في السابق بسكتة دماغية أو نوبة قلبية ووصفت لهم مضادات الصفيحات (معظمها الأسبرين) أنه على مدى فترة السنوات العشر الأخيرة تم نقل 314 مريضاً إلى المستشفى لنزفهم، وأظهر التحليل خطر النزيف، ولا سيما خطر النوع القاتل منه مع زيادة العمر.
كما قالت الدراسة: إنه لا يمكن أن تثبت أن خطراً متزايداً يكون هو السبب الوحيد، ولكن البحوث السابقة تشير إلى أن نصف حالات النزيف قد حدثت بسبب عقاقير غير الأسبرين.
النتائج أظهرت أيضاً أن الأشخاص الذين يختارون أخذ الأسبرين يجدون آثاراً وقائية أولية – كما أنه يقلل من خطر الإصابة بالسرطان – أي الذين لم يعانوا سابقاً من السكتة الدماغية أو النوبة القلبية، ويمثل هذا حوالي نصف العدد الإجمالي للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً فأكثر، والذين يتناولون الدواء يومياً.
وقال روثويل: إنه شخصياً لن يأخذ الأسبرين للوقاية الأولية، لكنه قال أيضاً: إنه لأسباب تتعلق بالسلامة لا ينبغي لأحد يأخذ الأسبرين حالياً يومياً أن يتوقف عن القيام بذلك دون استشارة الطبيب.
وقال د. تيم شيكو، المتخصص في طب القلب والأوعية الدموية ومستشار أمراض القلب في جامعة شيفيلد: وصف أي دواء هو التوازن بين فوائد الدواء ضد مخاطره، والأسبرين لا يختلف، ومن المؤكد أن الناس لا ينبغي أن يتوقفوا عن الأسبرين إذا ما وصفه الطبيب بعد السكتة الدماغية أو النوبة القلبية؛ لأن وقفه يمكن أن يسبب نوبة قلبية أخرى أو سكتة الدماغية.
وأضاف: لكنني أوصي بشدة أن يناقش الأشخاص الذين يفكرون في تناول الأسبرين لمنع المشكلات المستقبلية المحتملة مثل السرطان أو النوبة القلبية (أي للوقاية الثانوية) هذا الأمر مع طبيبهم.