أصدرت رابطة علماء أهل السنّة، الأربعاء، بياناً استنكرت فيه اعتقال طلاب تركستان الشرقية الذين يدرسون بجامعة الأزهر في مصر.
وطالبت الرابطة بالإفراج الفوري عن الطلاب المعتقلين، كما طالبت كل من الحكومات الإسلامية، وعلماء الأزهر وشيوخه، والمؤسسات الحقوقية في العالم أن يقوم كل بواجبه تجاه إخوانهم في هذه الأزمة، كلٌ بما يستطيع.
فيما علقت منظمة “هيومن رايتس وتش”، عبر صفحتها بموقع “تويتر”، قائلة :”في تطور مثير للقلق قبضت السلطات المصرية على عشرات الطلاب الإيجور، لترحيلهم بطلب من الحكومة الصينية”. وطالبت المنظمة السلطات المصرية الإفصاح عن أماكن المحتجزين، وتكشف عن سبب حبسهم، منوهة: “بعدم ترحيلهم إلى الصين حتى لا يتعرضوا إلى السجن والتعذيب”.
وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الصيني، هونغ لي، اليوم الخميس: إنه قد جرى اعتقال مواطنين صينيين في مصر. وأضاف، في بيان مقتضب، أن أعضاء من القنصلية سيقومون بزيارتهم، من دون أن يدلي بأي تفاصيل إضافية.
وحسبما ذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المداهمات استهدفت أماكن إقامة الطلاب الإيجور، في العاصمة المصرية القاهرة، والمطاعم والأماكن العامة التي كانوا يترددون عليها.
وبحسب موقع “رابطة علماء أهل السنة”، طالبت السلطات الصينية الطلاب التركستانيين بإلغاء دراستهم بالأزهر والعودة إلى تركستان الشرقية، ومن يمتنع عن العودة والإصرار على استكمال الدراسة فسيتم اعتقال ذويهم والزج بهم في السجون، ومن عاد إلى تركستان وامتثل للأمر، قامت السلطات الصينية بمحاكمته، وواجه عقوبة تتراوح ما بين السجن 15 سنة إلى السجن المؤبد، وقد تصل إلى الإعدام في بعض الحالات.
وعلى سبيل المثال، حبيب الله توختي والذي حصل على شهادة الدكتوراة في العلوم الإسلامية، وعاد إلى بلاده امتثالا لأمر السلطات الصينية وخوفا على ذويه من الاعتقال والتعذيب، وقد تم اصطحابه من المطار إلى السجن ليواجه عقوبة السجن 15 عاماً.
وكذلك الأكاديمي الإيجوري إلهام توختي، والمتهم بالسعي لانفصال إقليم تركستان الشرقية (شينجيانغ)، عن الصين، والذي أعربت ماري هارف، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، عن قلقها بشأن وضع توختي، وناشدت السلطات الصينية إطلاق سراحه في إطار الحريات، وحقوق الإنسان، وردت السلطات الصينية على تلك التصريحات على لسان الناطق باسم وزارة خارجيتها هونغ لي، بدعوة الولايات المتحدة إلى التوقف عن الإدلاء بأي تصريحات حول الشأن الداخلي الصيني.
ويطالب سكان إقليم تركستان الشرقية ذي الغالبية المسلمة، والذي تطلق عليه الصين اسم “شينجيانغ”، بالاستقلال عن الصين، “التي احتلت بلادهم قبل (64) عامًا”، ويشهد الإقليم أعمال عنف دامية منذ عام (2009)، في عاصمة الإقليم “أورومجي”، قتل فيها حوالي (200) شخص، وذلك حسب الأرقام الرسمية.
وهذا نص بيان رابطة علماء أهل السنة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبة وسلم أجمعين وبعد:
تستنكر رابطة علماء أهل السنّة ما حدث في مصر، من إلقاء القبض على طلاب تركستان الشرقية الدارسين بجامعة الأزهر الشريف، وحرمانهم من استكمال دراستهم بالجامعة، بناءا على طلب الحكومة الشيوعية بالصين، والتي تجرم دراسة الدين الإسلامي، وتضطهد المسلمين بإقليم تركستان الشرقية والذين يمثلون الأغلبية العظمى بالإقليم.
وانطلاقا من قوله تعالى: ({وإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخْذُلُه ولا يحقره)، فهذه النصرة واجب شرعي تفرضه آصرة الدين لقوله تعالى (إِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون) فالمسلمون أمّة واحدة دون الناس يسعى بذمتهم أدناهم، وتلك النصرة أيضا من واجبات الأخوة الإيمانية، لقوله تعالى: (نَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)
وقد كنا ننتظر من بلد الأزهر الشريف والدول الإسلامية كافّة أن تحتضن مثل هؤلاء الطلاب الذين سعوا لطلب العلم والتفقه في الدين.
ونحن إذ نرى ما حدث محض مشاركة للنظام الشيوعي الصيني في اضطهاد إخواننا المسلمين في تركستان الشرقية
فإننا : –
أولاً: نطالب بالإفراج الفوري عن الطلاب المعتقلين وتمكينهم من استكمال دراستهم الشرعية، ومعاملتهم كضيوف يجب إكرامهم شرعا، فضلا عن أن نجمع عليهم ظلم بلادهم وظلمنا لهم.
ثانياً: أن يقوم شيخ الأزهر وعلماء الأزهر الشريف بدورهم تجاه حماية طلاب الأزهر.
ثالثاً: أن تقوم الدول الإسلامية كافّة بالضغط على الحكومة الصينية للإفراج فورا عن ذوي هؤلاء الطلاب، والتي قامت باعتقالهم للضغط على الطلاب ليوقفوا دراستهم بالأزهر.
وأن تتوقف عن اضطهاد المسلمين في تركستان الشرقية، وإعطاءهم حرية ممارسة الشعائر الدينية ببلادهم.
رابعاً: نناشد المؤسسات الحقوقية أن تقوم بدورها بتسليط الضوء على حقوق هؤلاء الطلّاب والمطالبة بحقوقهم المشروعة والتي كفلتها لهم كل العهود والمواثيق الدولية.
ونذكر الأمة كلها بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه، وتنتهك فيه حرمته؛ إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته) رواه أبو داود من حديث جابر وأبي طلحة.