– جيل الشباب اليوم لا يدري أن النعمة التي بين يديه كادت أن تزول لولا فضل الله ورحمته
– شباب الاتحاد كانت لهم أدوار عسكرية حيث شاركوا في جيش التحرير وقدموا سليمان الفايز شهيداً
– الاتحاد وجه رسائل للرموز السياسية بالعالم وكانت له مؤتمرات خارجية بالتنسيق مع حكومة الطائف
– عدم ارتباط الاتحادات الطلابية بالجهات الرسمية يعطيها مصداقية أكبر في طرح القضايا الشعبية
أكد أ.د. عثمان الخضر، أمين سر اتحاد طلاب جامعة الكويت فرع بريطانيا أثناء فترة الغزو العراقي الغاشم، أن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت له سجل ناصع في الأعمال الوطنية، خاصة في فترة الغزو العراقي الغاشم؛ حيث كان الاتحاد يمثل طليعة الشباب الكويتي في الداخل والخارج الذين كان لهم دور مميز في شرح القضية الكويتية العادلة عبر عدد كبير من الأنشطة التي استقطبت اهتمام وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية في إطار التفاعل مع هذا الحدث الأليم.
قال د. عثمان الخضر، في حواره مع «المجتمع»: إن الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة قدم أحد أبنائه شهيداً للكويت وهو سليمان الفايز رحمه الله.
كما أشار الخضر، وهو الآن أستاذ دكتور محاضر بقسم علم النفس بجامعة الكويت، متخصص في التنمية الذاتية والسلوك الإداري، إلى أن الاتحاد وجه عدة رسائل للرموز السياسية في العالم، وكان له مؤتمرات وجولات خارجية كثيرة بالتنسيق مع الحكومة في الطائف.
- ·نرحب بكم في «المجتمع»، ونشكركم على هذا اللقاء بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم، واسمح لنا في البداية أن تعبر لنا عن شعورك عندما تمر عليك هذه الذكرى.
– ذكرى الغزو ذكرى مؤلمة، كُتب على الكويتيين تذكرها في ٢ أغسطس من كل عام، إنها تعني الكثير للذين عاشوا أحداث الغزو المؤلمة وفصول التحرير الملهمة، ولكنها قد تمر مرور الكرام للذين لم يعيشوا هذه التجربة، وأكاد أقول: إن نصف الكويتيين اليوم لم يكونوا قد وُلدوا عندما غزا العراق الكويت، أو كانوا صغاراً بدرجة لم تسعفهم على تذكر شيء من فصولها.
وما يحزنني أن جيل الشباب اليوم يعيش بطريقة لا تشعرك بأنه ممتن لفضل الله على هذا البلد بالتحرير، تجده مغيَّباً وكأنه ملك الدنيا بين يديه، ولا يعلم بأن هذه النعمة التي بين يديه اليوم كادت أن تزول، بل زالت لسبعة أشهر، لولا فضل الله ورحمته بنا لكنا مشردين اليوم في بقاع الأرض؛ (وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {26}) (الأنفال).
* كان للطلاب الكويتيين دور مهم في فترة الغزو الغاشم، فما ملامح هذا الدور؟
– يظل الشباب ذخيرة الأمم في السلم والحرب؛ فكان للشباب بقيادة الاتحاد الوطني لطلبة الكويت سجل ناصع في الأعمال الوطنية، تجلى ذلك في فترة الغزو العراقي الغاشم؛ حيث كان اتحاد الطلبة يمثل طليعة ونخبة الشباب الكويتي في الداخل والخارج الذين كان لهم دور مميز في شرح القضية الكويتية العادلة عبر عدد كبير من الأنشطة التي استقطبت اهتمام وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، في إطار التفاعل مع هذا الحدث الأليم والمتمثل في الغزو، كما قدم الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الجامعة أحد أبنائه شهيداً للكويت؛ وهو سليمان الفايز رحمه الله، وكان لاتحاد الجامعة دور مؤثر ومشارك في صنع القرار خصوصاً من خلال إيفاده للاتحادات الطلابية العربية لبيان موقف الكويت الرافض لهذا العدوان.
وكانت هناك العديد من الأدوار التي قامت بها الاتحادات الطلابية، أبرزها إيصال القضية الكويتية إلى مختلف المحافل الدولية من خلال التنسيق مع جميع المؤسسات الطلابية في العالم، في مؤتمر لعرض القضية الكويتية العادلة، وكسب تأييد القضية ومناصرتها، ثم أصدرت بياناً موحداً يدعم القضية.
كما انخرط شباب الاتحاد في العمل التطوعي داخل الكويت لتيسير الأمور العامة، بالإضافة إلى الأدوار العسكرية مثل المشاركة في جيش التحرير، كل يعمل في الجانب الذي يستطيع من خلاله خدمة الكويت من خلال العمل الإداري أو الترجمة أو الجانب الطبي.
* ما أبرز الأنشطة التي قمتم بها في لندن؟
– كانت هناك أنشطة مثل المهرجان الخطابي في 5/ 8/ 1990م في «الهايدبارك»، والأمسيات الشعرية مثل الأمسية بتاريخ 19/ 9/ 1990م بمشاركة الشاعرة سعاد الصباح، والشاعر عبدالرحمن النجار، وكذلك المهرجان التضامني يوم 3/ 10/ 1990م، ومعارض فنية تجول العواصم الأوروبية التي بدأت في بودابست 19/ 11/ 1990م، وكذلك الأنشطة الإيمانية مثل الإفطار الجماعي في يوم 27/ 9/ 1990م، والتراويح في رمضان 1991م، وكانت هناك أنشطة اجتماعية مثل ديوانية الكويتيين في لندن التي استمر عملها 3 سنوات بعد التحرير، وأقيمت عدة محاضرات فيها.
ووجه الاتحاد عدة رسائل للرموز السياسية في العالم، وكذلك كانت له مؤتمرات وجولات خارجية كثيرة بالتنسيق مع الحكومة في الطائف.
* ما سر تميز الحركة الطلابية أثناء الغزو؟
– يتمتع الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بشتى فروعه بالعديد من المميزات التي ساهمت في إنجاح مساعيه؛ منها الانتشار الطلابي في مختلف دول العالم؛ مما شكل شبكة اتصال سريعاً، عندما تم استثماره بصورة إيجابية، كذلك تميز بسهولة توصيل الرسالة الإعلامية ومخاطبة الشعوب التي يدرس بها الطلبة الكويتيون بسبب الإحاطة باللغة ومعرفة طبيعة المجتمع، بالإضافة إلى عدم التقيد بالرسميات والإجراءات الروتينية التي تفرض على تحرك السفارات أو الجهات الحكومية.
ويجب التأكيد على أن عدم ارتباط الاتحادات الطلابية بالجهات الرسمية يعطيها مصداقية أكبر في طرح القضايا الشعبية، بالإضافة إلى ارتباطها بالعديد من المنظمات والاتحادات الخارجية.
* قمت بتأليف كتاب بعنوان «طلاب الكويت في معركة التحرير»، هل لك أن تلقي لنا الضوء على فكرة الكتاب والهدف من تأليفه؟
– الكتاب يستعرض دور الاتحادات والقوى الطلابية الكويتية بشتى الأفرع والدول إبان الغزو العراقي الغاشم، من خلال البرامج والفعاليات والتحركات والبيانات الصادرة من الاتحادات الطلابية، كما يبرز القوة التنظيمية لدى الاتحادات الطلابية وعملهم الإداري المميز، وتنسيقهم مع مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية والإسلامية.
وأحببت أن يصدر هذا الكتاب بعد مرور عشرين عاماً على الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت والذكرى الخمسين للاستقلال؛ ليوثق دور الحركة الطلابية الكويتية ومساعيها التي ساهمت في تحرير الكويت.