أجّلت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم الأحد، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، أولى جلسات إعادة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إلى 10 سبتمبر/ أيلول المقبل، لبدء المرافعات.
وتعرف هذه القضية بـ”التخابر مع حماس” وحزب الله والحرس الثوري الإيراني إبان ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وذلك بعد إلغاء أحكام الإعدام والسجن الصادرة ضد مرسي وآخرين من محكمة أول درجة.
وواجهت المحكمة المعتقلين في بداية جلسة اليوم، بالاتهامات الموجهة إليهم، والتي نفوها جميعا مؤكدين أنها من وحي خيال الأجهزة الأمنية والمخابراتية المصرية بهدف الانتقام والتشويه السياسي.
بعد ذلك، سمحت المحكمة لمحمد مرسي بالتحدث. وقال: “مع احترامي للمحكمة إلا أني مُصرّ على موقفي وأؤكد على رفضي للمحاكمة، لأن المحكمة غير مختصة ولائياً بالنسبة لي لأني رئيس الجمهورية، وما زلت رئيس الجمهورية”.
واستمعت المحكمة بعد ذلك لطلبات عدد من هيئة الدفاع عن المعتقلين، حيث استمعت إلى المحامي محمد الدماطي، بصفته دفاع المعتقل جهاد الحداد، إذ طالب بإجراء أشعة رنين لإثبات تدهور حالته الصحية داخل السجن.
كما طالب دفاع المعتقل خالد حسنين بالسماح بإجراء عملية “فتاق”، وألح دفاع المعتقل خليل العقيد على عرضه على الطب الشرعي لتعرضه للتعذيب داخل السجن.
وطالبت هيئة الدفاع بالتصريح لذوي المعتقلين بزيارتهم وإرجاء باقي الطلبات إلى لحين الالتقاء بالمعتقلين.
وكانت محكمة النقض قضت في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بقبول طعن محمد مرسي وآخرين من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، على أحكام الإعدام والسجن الصادرة ضدهم في القضية، وقررت المحكمة إلغاء الأحكام الصادرة من محكمة أول درجة، وإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى مغايرة للدائرة التي أصدرت الحكم.
وقد أوصت نيابة النقض، أمام محكمة النقض، في رأيها الاستشاري بقبول الطعن المقدم على كافة الأحكام الصادرة، وطالبت بإلغاء الأحكام وإعادة المحاكمة أمام دائرة أخرى مغايرة للدائرة التي أصدرت الحكم.
ودفعت هيئة الدفاع عن المعتقلين، خلال مرافعتها أمام محكمة النقض، بعدم اختصاص محكمة الجنايات التي أصدرت حكم أول درجة ولائيًا لنظر القضية، على سند قول إن محمد مرسي لم يتنح عن الحكم، أو يتنازل عنه، وإنه ما زال يتمتع بصفة رئيس الجمهورية.
وأوضحت هيئة الدفاع أن الثورات التي مرت بتاريخ مصر لم تُزِل صفة رئيس الجمهورية عمن كانوا يحكمونها، والدليل على ذلك الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي ظل يتمتع بصفته رئيساً للجمهورية منذ اندلاع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 وحتى 11 فبراير/ شباط 2011 أي لمدة 18 يوما كاملة لم تزل عنه صفة رئيس الجمهورية، إلا حين إعلانه التنحي عن منصبه.
وكذلك ملك مصر الأسبق “فاروق”، فلم تزل صفته عنه إلا عندما قرر التخلي عن عرش البلاد، وأشارت هيئة الدفاع إلى أن الرئيس مرسي لم يتنح أو يتنازل عن سلطاته كرئيس، لأن زوال الصفة لا يتحقق إلا بإقرار أو كتابة.
وطالبت هيئة الدفاع بمراجعة البنود التي تم تقديمها للمحكمة، وطالبوا بضم ملف قضية اقتحام السجون إلى ملف قضية التخابر لوحدة الموضوع بينهما.
وقالت هيئة الدفاع إن محكمة الجنايات بأول درجة، رفضت طلبها بضم القضيتين رغم تشابه الاتهامات والوقائع محل الاتهام، وعاقبت الجنايات 10 متهمين ورد اسمهم في القضيتين بعقوبة مزدوجة عن نفس الاتهامات.
وطالب الدفاع ببطلان الحكم المطعون عليه بسبب الخطأ في تطبيق القانون والفساد في الاستدلال والإخلال بحق الدفاع وبطلان إجراءات الضبط الجنائي وبطلان تحقيقات النيابة العامة وقاضي التحقيق، ونقض الحكم، وإلغائه وإعادة إجراءات المحاكمة أمام دائرة أخرى مغايرة للتي أصدرت حكم أول درجة.
وجاء الطعن على حكم محكمة جنايات القاهرة “أول درجة”، برئاسة المستشار شعبان الشامي، والذي قضى بمعاقبة “مرسي”، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمد بديع، و15 آخرين من قيادات الجماعة بالسجن المؤبد، ومعاقبة 16 آخرين (بينهم 13 هاربا) بالإعدام شنقا في مقدمتهم النائب الأول للمرشد العام للجماعة، خيرت الشاطر، ومعاقبة اثنين آخرين بالسجن لمدة 7 سنوات.
واستمرت جلسات القضية وقتها لمدة 471 يوما، حيث بدأت أولى الجلسات يوم 16 فبراير/ شباط 2014، وعقدت خلالها قرابة 45 جلسة، حتى حُجزت للحكم بجلسة 16 مايو/ أيار 2015، والتي أصدر فيها القاضي قرارا بإحالة أوراق عدد من المتهمين إلى المفتي لأخذ رأيه الشرعي في إعدامهم، وحدد لها جلسة 2 يونيو/ حزيران 2015 للنطق بالحكم، إلا أن جاء قراره بمدّ أجل الحكم لجلسة 16 يونيو/ حزيران 2016، وصدر الحكم في ذلك التاريخ.