شهدت المناطق الخاضعة للثوار في الشمال السوري مؤخراً الإعلان عن تشكيل “حكومة إنقاذ” برئاسة د. محمد الشيخ، رئيس جامعة إدلب سابقاً، إلا أن الآراء تباينت حول هذا الجسم السياسي الجديد بين مؤيد لهذه الخطوة التي قد تساهم في حل بعض المشكلات العالقة ومعارض يرى فيها غطاء مدني لهيئة تحرير الشام.
أبدى أبو جميل (معلم ابتدائي) في قرية سنجار تخوفه من عدم تعاون المنظمات الخيرية مع “حكومة الإنقاذ”، مما قد يؤدي إلى تقلص المساعدات القادمة للشعب السوري، واقتصار التعامل مع حكومة السورية المؤقتة.
بدوره، اعتبر مالك أبو محمد الراصد في ريف إدلب الشرقي، أن وجود “حكومة الإنقاذ” في الداخل يسهل الوصول إلى الوزراء والتواصل معهم.
من جهته، أوضح أبو مالك عساف، رئيس مجلس الشورى في قرية تابعة لريف مدينة معرة النعمان بإدلب، أنه يحبّذ أن يكون هناك كيان واحد يدير المنطقة، سواء فُرض فرضاً أو انتخب انتخاباً.
وأضاف أبو مالك عساف الذي قضى 15 عاماً في سجن تدمر، أن الذين تم اختيارهم ضمن “حكومة الإنقاذ” رفضوا مغادرة البلد رغم الإغراءات التي عرضت عليهم في الخارج ورغم الضغوطات التي تعرضوا لها في الداخل، مؤكداً أن معظمهم قدموا الكثير لخدمة الثورة السورية.
من جانبه، يعتقد مصطفى الإسماعيل، أحد الإداريين في مدرسة عبد الله بن رواحة في مدينة معرة النعمان، أنه إذا هناك مباركة من تركيا لـ”حكومة الإنقاذ” فهي مقبولة، أما إذا لم يكن هناك تعاون بين تركيا وهذه الحكومة فلن تكون مقبولة.
أما “حسام سلامة” القيادي في حركة “أحرار الشام” فيرى أن “حكومة الإنقاذ” هي عبارة عن غطاء مدني لهيئة تحرير الشام، مشيرا إلى أنها حكومة لم تتشكل بإرادة شعبية.
وعن موقف د. محمد الشيخ، رئيس “حكومة الإنقاذ” من ممثلي الثورة في الخارج ومن الحكومة السورية المؤقتة، قال: بالنسبة لنا من هم بالخارج إخوة لنا، منهم من أُجبر على الهجرة ومنهم من ضعف ولم يتحمل قسوة الحياة وهول القصف، ونحن نعتبر أنفسنا جسراً يعبر عليه أهلنا للعودة إلى بلدهم آمنين، حسب وكالة “مسار برس” السورية.
يشار إلى أن “حكومة الإنقاذ” تضمن 11 حقيبة وزارية، هي: وزارة الداخلية ويدير الوزارة العميد أحمد نوري محمد ديب من مواليد إدلب 1962، وزارة العدل ويديرها إبراهيم محمد شاشو من مواليد حلب 1972، وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد يديرها أنس محمد بشير الموسى من مواليد حماة 1974، وزارة التعليم العالي يديرها الدكتور جمعة العمر من مواليد إدلب 1974، وزارة التربية والتعليم يترأسها محمد جمال شحود من مواليد إدلب 1970.
ووزارة الصحة يديرها د. أحمد إبراهيم الجرك من مواليد إدلب 1966، وزارة الزراعة يترأسها فايز أحمد الخليف وهو من مواليد إدلب 1981، وزارة الاقتصاد يقود الوزارة عبد السلام الخلف من مواليد إدلب 1953، وزارة الشؤون الاجتماعية والمهجرين يترأسها محمد علي عامر من مواليد دمشق 1980، وزارة الإسكان وإعادة الإعمار يديرها المهندس ياسر غسان النجار من مدينة حلب 1969، وزارة الإدارة المحلية والخدمات يترأسها المهندس فاضل عبد القادر طالب من مواليد إدلب 1967.