دعا مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني إلى وجوب اتخاذ خطوات عملية لإيقاف الجرائم وعدم الوقوف عند الاستنكارات والإدانات، مشيراً إلى أن التحقيقات في الجرائم لا وجود لها في ظل تغييب القضاء.
وأكد الغرياني أنه صدرت أوامر عدة بالتحقيق في قضايا قتل كثيرة سابقاً، دون الوصول إلى نتائج لأي منها.
وقدم الغرياني في برنامج “الإسلام والحياة”، الذي يبث على قناة “التناصح”، تعازيه إلى أهالي ضحايا بنغازي ودرنة، مردفاً أن ما يجري يهدف إلى إخافة الناس وترهيبهم.
وأوضح أن ما حدث للأسر في درنة يمكن أن يحدث في أي مكان بالبلاد، إذ لم يجر التخلص من السلبية، داعياً الليبيين إلى الخروج بالآلاف للميادين.
كما تساءل الغرياني عن شعور المسؤولين في الحكومات والمجالس لو طال القصف أسرهم، مؤكداً أن ما يحدث في ليبيا مخطط له من قبل مشروع الصخيرات.
وكان مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني قد استهجن صمت العالم إزاء حصار مدينة درنة قائلاً: إن تحرير درنة من عناصر “تنظيم الدولة” هو أحد الأسباب التي قادت المجموعات التي وصفها بالمفسدة والمجرمة إلى حصار المدينة.
وأشار المفتي إلى أن مدينة درنة سكانها أكثر من 120 ألفاً، أطفال وكبار ونساء، ويمنعها حفتر على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من ضرورات الحياة.
وقال الغرياني: إن درنة لم يشفع لها أنها أول مدينة دحرت الإرهاب بمجهودها الذاتي، دون دعم من أحد، وقدمت المئات من خيرة شبابها، فكوفئت بالحصار والتجويع والحرمان.
في سياق ذي صلة، قال مفتي الديار الليبية د. الصادق الغرياني: إن مشروع الصخيرات لم يأت لا بالرفاهية ولا بالاستقرار لليبيا ولا التوافق بين أهلها.
ووصف المفتي في مقال له نشر على صفحة دار الإفتاء بعنوان “هل الأمم المتحدة حقاً تريد الاستقرار لليبيا؟”، ارتهان مصير ليبيا بالأمم المتحدة؛ بالتجربة القاسية، عاداً إياه درساً لكل من يصدق أن هذا المشروع جاء لتحقيق الاستقرار بالبلاد، ومؤكداً في الوقت ذاته أنه أجّج الصراع ولم يسع إلى الوفاق، وفق تعبيره.
وأضاف الغرياني أن الأمم المتحدة ورغم علمها بأن حفتر منقلب على الشرعية، فإنها رفعت شعار الخروج عن القانون، لتأجيج الصراع، وأعطت الضوء الأخضر لتدخل أجنبي.