الإلحاد من الظواهر القديمة التي لوحظ انتشار مظاهرها حديثاً في المجتمع المسلم، خاصة لدى شريحة الشباب الذين يعاني كثير منهم من بعض الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تدفعهم لهذا الاتجاه دفعاً، فضلاً عن توافر وسائل انتشاره في ظل الطفرة التكنولوجية وثورة الاتصال التي جعلت كل شيء متاحاً ومباحاً.
لقد تعددت الأسباب الدافعة للإلحاد والبعد عن الدين، وهو ما يحتاج إلى تكاتف كل المؤسسات والهيئات في الأمة لمواجهته وإنقاذ الشباب من براثنه المدمرة؛ فخطره أكثر فتكاً من الأدواء التي تصيب الجسد؛ حيث يسهل علاجها بجرعة دواء أو دورة علاجية مكثفة، أما ما يصيب العقيدة والفكر فعلاجه أكثر تعقيداً وخطره أكثر تأثيراً على المجتمع والأمة.
وفي هذا الملف، تسعى “المجتمع” لدق ناقوس الخطر من خلال استعراض ظاهرة الإلحاد من حيث تعريفه واستعراض تاريخه واستقراء أبرز أسبابه وتشخيص مظاهر علاجه، مستنهضة المؤسسات الدينية للقيام بدورها المنوط بها وواجبها الذي ستُسأل عنه أمام الله تعالى، وذلك بتحررها من قيود أي سلطة عليها؛ حتى تستعيد ثقتها التي فُقدت كثيراً منها في أعين الشباب، فلجأ إلى ما كان فيه دماره وهلاكه.