إن الإبداع فكرة وعمل وتجديد؛ روح جديدة بمبادرة ذاتية فردية كانت أو جماعية، مختصِرةً طريق النجاح باكتساح لمعاني الخير في دنيا الناس، بساطة وتركيز رغم الظروف الصعبة وقلة الموارد، ولكنها استعانة بالله انبثقت بعد إيمان وحسن ظن وثقة بنفس وفكر استودع الله فيهما؛ فكانت قفزات ذكية وإنجازات هائلة بل قمم من هِمم!
إبداع نابع من طاقة إيجابية، وفأل حسن يؤهل لمقاومة كل الإحباطات والمثبطات بمداد من علم، وإمداد من خبرة، وإقدام وخطة «تصارع القدر بالقدر، وتدفع قدر الجهل والانزواء الذي كَلْكل على بعضهم بقدر العلم والجرأة على مواجهة الناس..» (محمد أحمد الراشد – صناعة الحياة).
ولعل من الخطوات الأولى للإبداع في المؤسسة أن تعرف المؤسسة طاقات أعضائها ومواهبهم «فإن بعض أو ربما معظم الناس ليس لديهم أي فكرة عن قدراتهم ومواهبهم، والكثير يعتقد أنه بلا موهبة على الإطلاق، ورغم ذلك فإنني أؤكد أننا ولدنا جميعاً بمواهب طبيعية هائلة، لكن القليل جداً من الناس يستطيعون اكتشاف تلك المواهب، والأقل يستطيعون تطويرها بصورة مناسبة» (كين روبنسون – حرر أفكارك تعلم أسرار الابتكار).
إن الإبداع يأتي بعد اكتشاف اعتمدته المؤسسة وفق أنظمة مبتكرة، أو ربما اكتشفت مواهب أفراد وفق كرامات ربانية كفراسة ونحوها!
وبعد اكتشاف المواهب لا بد من:
– التعليم.
– التدريب.
فقد أدرك الخبراء حول العالم أن التعليم والتدريب هما مفتاح المستقبل.
ثم لا بد من الابتكار، وتوليد الأفكار الجديدة والرؤى الحالمة التي يراها البعض أحلاماً ويراها المبدعون حقائق في بيئة تتوافر فيها ثلاثية الإبداع:
– إيجابية.
– منظَّمة.
– محفِّزة.
«تقودنا إعادة صياغة المشكلات إلى حلول أكثر فاعليّة وإبداعاً» (كين روبنسون – حرر أفكارك تعلم أسرار الابتكار).
وهذا الذي جعل طلاباً مشاركين في دورات مشروع خاص في الري وكان تعاملهم مع مزارعين فقراء، فقد لاحظ الطلاب استخدام المزارعين للشموع أو مصابيح الكيروسين كمصادر للإضاءة نظراً لانعدام الكهرباء.. هنا تحول تفكير الطلاب إلى ابتكار خطة للإضاءة بدل الري، فنجح الطلاب في تطوير أجهزة إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية وصديقة للبيئة وزهيدة الثمن!
إن «الابتكار يعني عمل الشيء على نحو مختلف» (مجموعة من الكتاب – ثلاثية الشخصية القوية).
إن مؤسستنا اليوم لتحتاج إلى روح الإبداع من حيث:
– الخطة والقرار.
– الهياكل الإدارية وتوزيع المهام.
– الشراكة والتعاون.
– المشاريع والاختراعات.
– التطوير والتعليم والتدريب.
– إدمان التحسين المستمر والجودة.
– توجيه طاقات الأعضاء واستثمارها.
– استثمار واستغلال عنصر الوقت.
– إتقان فنون الدعوة والحياة.
– التحفيز المتواصل.
ويتوّج كل ذلك ثقة نحو انطلاقة إبداع وتميز، وكل عضو في المؤسسة يفكر ويعزم العمل فيما يحسن فلا نُحجّر واسعاً.
«كلا، بل نحن في عرصة واسعة وليس الخندق الضيق، ومعنا الخُطَب المتنوعة الفصيحة، ومعنا ثوابت الإمام، وحماسات الظلال، وواقعيات مشهور، وواضحات يكن، وتفريعات القرضاوي، وعقلانيات وتسبيحات النورسي..» (محمد أحمد الراشد – صناعة الحياة).
والحمد لله رب العالمين.