قضية الشهيد أحمد نصر جرار (23 عاماً) الذي استشهد في بلدة اليامون قضاء جنين، صباح اليوم الثلاثاء، وهو نجل الشهيد نصر جرار الذي اغتيل عام 2002 بعد محاصرته، واكبها الشعب الفلسطيني منذ بدايتها التي استمرت فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر الواحد، إلا أنها أربكت حسابات جيش الاحتلال ومخابراته بعد فشل ذريع في تصفيته وبقائه على قيد الحياة حتى لحظة استشهاده ومحاصرته داخل منزل شبه مهجور.
“المجتمع” ترصد ردود الفعل الشعبية والتعليقات التي أشادت بتضحيات الشهيد أحمد وإسقاط لقب “أرطغرل فلسطين” على الشاب الشهيد الصغير.
مواقع التواصل الاجتماعي تزاحمت فيها التعليقات التي تناولت الشهيد أحمد نصر جرار ووالده، بالإشادة لهما.
الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة النجاح د. عبدالستار قاسم قال لـ”المجتمع”: منذ شهر والناس بشكل عام يتابعون لحظة بلحظة أخبار الشهيد أحمد جرار، وكيف فشل الاحتلال في تصفيته مبكراً في عدة محاولات، والفرحة التي كانت تغمرهم عندما يفشل، والحزن والعبوس الذي ظهر عليهم بعد خبر استشهاده خير دليل على مدى تعلقهم بما قام به الشهيد أحمد جرار.
وأضاف: الشهيد أحمد جرار نفذ عملية نوعية ضد مستوطن متطرف في وقت انخفضت المعنويات لدى الشعب الفلسطيني، ووجود شعور باليأس من الوضع الحالي، فقد أوقد الأمل فيهم، وأن الشعب ليس بميت، وهناك من يستطيع المقاومة، وكان التفاؤل واضحاً بعد عملية الشهيد أحمد جرار، وأنه أصبح رمزاً من رموز المقاومة في فترة قصيرة.
وتابع قائلاً: بعد استشهاده شعر الجميع بخسارة وتساءلوا: هل سيكون هناك بديل للشهيد أحمد يرفع شعار المقاومة التي تؤذي الاحتلال.
ولفت د. قاسم قائلاً: ما تم العثور عليه في المكان الذي استشهد فيه الشهيد أحمد له دلالات كبيرة، فلم يكن بحوزته أي شيء من الرفاهية، وهذه رسالة أن المقاومة لا تحتاج إلى رفاهية بل إلى إرادة.
الإعلامي محمد عتيق من جنين الذي غطى عملية استشهاده باليامون من خلال تصوير منطقة الاغتيال قال لـ”المجتمع”: الحشد الشعبي الجماهيري الذي واكب اقتحامات جيش الاحتلال لم يسبق له مثيل، وكانت تأتي إلى بلدة برقين وفود متضامنة من كافة بلدت وقرى جنين بسياراتهم الخاصة ومن خلال حافلات لكي يعلنوا تضامنهم مع الشهيد أحمد جرار، ويمكن وصف ما جرى على المستوى الشعبي في قضية الشهيد أحمد جرار بطفرة نوعية، شكلت تصدياً لجيش يعتبر من أقوى جيوش العالم، من خلال الالتفاف الشعبي، فالتفاعل الشبابي كان واضحاً في كل عملية اقتحام من أجل اعتقال أو تصفية الشهيد أحمد جرار، وكانت عملية التصدي لدوريات الاحتلال يشارك فيها قطاع واسع من الشباب لا يمكن حصره، وهذا يؤكد أن الشهيد أحمد جرار كانت له حاضنة شعبية واسعة، فلم أشاهد مواجهة لاقتحامات جيش الاحتلال بشكل واسع مثلما حدث مع اقتحامات الجيش من أجل الشهيد جرار، وهذا يشير إلى مدى التفاعل والتضامن والحرص على تشويش أي عملية اقتحام تستهدف الشهيد أحمد جرار.
وأضاف: ما شاهدته هو تضامن شعبي واسع في الميدان، فلم يكن التضامن فضائياً في الفضاء الإلكتروني، بل كان على أرض الواقع.
أما الإعلامي د. أمين أبو وردة، المختص في الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، قال في حديث معه: المنصات الإلكترونية دائماً تعبر عن الحالة الشعبية والمزاج العام في القضايا الملحة والمستجدة، وقضية الشهيد أحمد جرار من خلال تحليل ورصد المشاركات يتبين أن هناك إجماعاً فلسطينياً على عدالة قضيته، ولم يكن هناك تطرق إلى الضرر الذي يلحق بالشعب والمجتمع جراء هذه العملية، وهذا تطور نوعي من خلال وجود رضا عام على تضحية الشاب الشهيد أحمد جرار.
بدوره، قال الطالب الجامعي أحمد من الجامعة الأمريكية في جنين: المزاج العام للطلبة بكافة توجهاتهم السياسية يعتبرون الشهيد أحمد جرار بطلاً قومياً، فهو استهدف حاخاماً مستوطناً يحرّض على قتل الفلسطينيين، وهناك إجماع على مهاجمة المستوطنين واستهدافهم في أراضي عام 1967م، من الكل الفلسطيني.
محافظ جنين إبراهيم رمضان، قال في تصريح صحفي له عقب استشهاد أحمد جرار: هذه أرض محتلة وبحاجة إلى نضال واسع وسيل من الدماء لتحريرها، مشيداً بعملية الشهيد أحمد جرار.
د. حاتم جرار، رئيس بلدية جنين سابقاً وعميد عائلة جرار، نعى الشهيد أحمد جرار، وأكد أن فلسطين كلها خسرته، وتوجُّه المسيرات الشعبية إلى ديوان العائلة شاهد على التفاف الجميع حول قضية الشهيد أحمد وما شكلته من رمزية وطنية.