مما لا شك فيه أن فترة الاختبارات والتقييم تعد فترة قلق وتوتر لدى العديد من الطلاب؛ فالكثير من الطلاب والطالبات يعيشون أوقاتا من الخوف والقلق خلال فترة الاختبارات وما يسبقها من أيام قليلة. وقد يتمثل القلق في الشعور بالخوف والحذر والتوتر وعدم الارتياح أثناء فترة الاختبارات، بالإضافة للضغوط النفسية على الطلاب والطالبات في مختلف مراحلهم التعليمية. ويمثل قلق الاختبارات أهمية بالغة في مجال التعليم وهو يعتبر أحد جوانب القلق العام الذي يستثيره موقف الاختبارات والتقييم بشكل عام، وهو يعبر عن حالة نفسية انفعالية فردية يمر بها الطلاب والطالبات خلال فترة الاختبارات تتمثل في الخوف من عدم النجاح وتحقيق معدلات عالية.
ولا شك أن خبرات الطلاب السابقة بخصوص الاختبارات وعمليات التقييم وما يرتبط بها من أمور أخرى قد تؤثر سلبا على الحالة النفسية للطلاب والطالبات، ونتيجة لتنامي وتزايد قلق الاختبارات لدى بعض الطلاب والطالبات فإنهم قد يضطرون إلى الغياب أثناء الاختبارات وعدم الذهاب لمدارسهم، ويعد ذلك من الوسائل الدفاعية التي قد يستخدمها البعض للهروب من هذا القلق وذاك التوتر الرهيب.
وعلى الرغم من خطورة القلق والتوتر على الصحة النفسية والجسمانية لدى الطلاب والطالبات أثناء فترة الاختبارات فإن التربويين قد اتفقوا جميعا على أهمية الاختبارات كأسلوب من أساليب تقويم العملية التعليمية وتحديد مستويات الطلاب الأكاديمية والعلمية من أجل الحكم على مستوياتهم واتخاذ القرارات المناسبة حيال ذلك بما يضمن استمرار تقدمهم في العملية التعليمية بصورة متوازنة وسليمة، ولذلك من المهم في هذا الشأن أن نقدم لطلابنا وطالباتنا بعض النصائح والتوجيهات التي يمكن من خلالها الاستعداد الجيد للاختبارات والتغلب على كافة أشكال القلق والتوتر المرتبطة بها، ومن هذه النصائح والتوجيهات:
أولاً: يجب على الطلاب والطالبات الانتباه الجيد لجدول الاختبارات ووضع نسخة أو صورة منه على مكاتبهم أو في حجراتهم أو في أي مكان ظاهر لهم في البيت.
ثانياً: يجب على الطلاب والطالبات أن يضعوا لأنفسهم جدولا زمنيا للمذاكرة والمراجعة وأن يحددوا أهدافا يتوجب عليهم تحقيقهـا وإنجازها يومياً.
ثالثًا: من المهم إعداد الطلاب والطالبات مذكرات وملخصات دقيقـة ومركزة ومحكمة ومتميزة للاطلاع عليهـا عند المراجعة.
ويجدر بنا أن نذكر أن المذكرات المطبوعة يصعب حفظها؛ لأنها تتسم بنمط وشكل واحد، وذلك على عكس المذكرات التي يعدها الطالب بنفسه ويحرص على جعلها متميزة في كل صفحة من صفحاتها من خلال استخدام أقلام ملونة والجداول والأشكال التوضيحية والرسومات ووضع الخطوط تحت الأفكار المهمة، ومن أن هذه المذكرات أن تساعد الطالب على استدعاء المعلومة التي ترتبط في ذهنه بعدّة أشياء كمكانها وموقعها والخط الذي سُجلت به وهكذا.
رابعاً: إذا استصعب عليك أمر في أثناء المذاكرة لا تنس هذا الدعـاء “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحَزَنَ إذا شئت سهلاً”.
خامساً: لا تزاول أي نشاط يأخذ منك وقتًا ومجهوداً كبيرًا إلا في أيام العطلة الأسبوعية.
سادسًا: ابتعد عما يشغلك أثناء وقت المذاكرة والاستعداد للاختبارات مثل: قراءة الصحف ومشاهدة التلفزيون، وغيرهـا.
سابعًا: لا تتسمَّر أمام سؤال ما وتظل عاجزًا عن التقدم للأمام فالوقت يمضي سريعا والمحاولة أفضل من لا شيء.
ثامنًا: اجلس الجلسة الصحيحة؛ فالجلسة الصحيحة التي تجلسها وأنت تذاكر أو تجيب عن الأسئلة لها أثر كبير في درجة الفهم والتركيز.
تاسعًا: تأكد من وجود الأدوات اللازمة للاختبار معك مثل: الأقلام والآلة الحاسبة والمسطرة وأدوات الهندسة وغيرها.
عاشرًا: تجنب فعل المعاصي وتذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي.
المصدر: “مدونات الجزيرة” (بتصرف يسير).