بداية:
كلمة الزوج –لغة- تطلق على طرفي الزواج من زوج زوجة.
أما الزواج الناجح فهو:
من يعرف حقه ويتعهد نفسه بالعفو عنه، ويعرف واجبه ويزيد بالفضل عليه.
هو من لا يترك زوجته لأي عوز عاطفي أو مادي، لا يقرأ وجهها فقط ليعرف احتياجاتها بل يشعر بإحساسها ويلبيها.
يولد الدوافع الطيبة لديها ويطلق طاقاتها الوجدانية ويخرج أجمل ما فيها ويغض الطرف عن زلاتها.
لا يجرح حياءها عندما تخطئ بل يحيطها بالأعذار، ويكفيه منها نظرة ندم أنها سببت له ما لم يكن متوقعا منها، وهذا أكبر اعتذار من حبيبته.
رسالته مع زوجته حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ” لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى يَدَيْكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ”، وقوله عليه السلام: “خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي”؛ فهو يتعبد لله في زواجه ورسالته مع زوجته بالدلالة على الخير وبيان الشر وبأن يذلل لها طريق الفردوس الأعلى..
بدءا من الرؤية الملهمة وهو اللقاء مع الحبيب صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، وأن يتعايشا مع أقوال أهل الجنة ويتحاكا بها في جلساتهما.
أن يكون هناك يوميا جلسة ذكر لهما معا لينقيا غبش ما علق في نفوسهما خلال اليوم.
التواصل الوجداني؛ فما أروع همسة حب منك لزوجتك وهي وسط أعباء البيت والأولاد، مهما كانت الأعباء العملية؛ فدقائق في وسط هذا الإنهاك في العمل ستزيد من طاقاتك الذهنية وتزيد الوشائج العاطفية بينكما.
لقاء صداقة على الأقل أسبوعيا يتميز بالشفافية (الصراحة مع الحفاظ على الحياء)، وباستخدام أرق الألفاظ وأطيب المعاني يمكن مناقشة كل الأمور -وأؤكد كل الأمور- مهما كانت حساسيتها بكل حب وثقة.
كن مستمعا جيدا لأنك إن لم تعط زوجتك الراحة النفسية للحديث مستمعا لها بكل مشاعرك واهتماماتك فسيستمع غيرك!! فلن تعدم أذن صديقاتها وهن متلهفات لذلك.
قبل أن تطالبها بشيء ما أعط أنت النموذج العملي لما تطلبه.
ولد لديها القناعات اللازمة لأداء ما تطلب منها (سواء أكانت قناعات دينية أم منطقية أم وجدانية أم براجماتية….).
كثيرا ما يتشدق بعض الأزولاج بمفهوم القوامة، وفهمه له على أنه الآمر الناهي، وعلى الأَمَة التي اشتراها بصك عبودية اسمه عقد الزواج السمع والطاعة.
لكن يجب أن يفهم القوامة بمفهومها الصحيح، ولنا في حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- القدوة الحسنة، أرجو قراءة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة كيف كان زوجا رغم مسئولياته الجسام، وكيف تعامل مع أمنا عائشة رضي الله عنها في أسوأ ما يمكن أن يشعر به زوج من زوجته وذلك في حادثة الإفك !
أن تشعر زوجتك بالأمان في جنبك.. هذه قيمة عظيمة {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً}.
المسئولية عن السعادة الزوجية
من المسئول عن نجاح الزواج؟
طبعا الكل سوف يجيب بأنها مسئولية مشتركة..
لكن ما حدود مسئولية كل طرف؟
من واقع خبرتي مع المشاكل الزوجية تقع الكارثة دائما بأن يحمل كل طرف الآخر المسئولية عن الفشل ويعتبره مقصرا لعدم التزامه بـكذا وكذا….
وفي الواقع يصعب بل يستحيل أن نحدد خطوطا واضحة وفاصلة للمسئوليات الزوجية تجاه الطرف الأخر؛ لأنها تختلف من بيت لآخر حتى داخل البيت الواحد تتعدل وتتغاير بناء على المرحلة الزوجية التي يمر بها الزوجان.
وقبل أن أقول لك رأيي في المسئولية الزوجية، دعنا نتخيل أيها (الزوج / الزوجة) الكريم أن هناج قارب تجديف في سباق وسط بحر مضطرب بالأمواج وبه أسماك مفترسة !!
فإذا ما ركز أحد المتسابقين جهده على ذاته وكان جهده مثاليا ولم يراع إمكانيات شريكيه بالمركب وقال: لا يهمني أداؤه، هو يتحمل نتيجة جهده، المهم أنا عملت واجبي على أكمل وجه!!
النتيجة الطبيعية أن المركب ستفشل في السباق، وستتقاذفها الأمواج، ويكون قد فشل الاثنان في الفوز بالسباق، وقد يتعرضان للضياع في البحر. وطبعا مهما قال الشريك الذي أدى واجبه على أكمل وجه عن مسئولية الآخر عن الفشل، لكن -وهذا هو المهم- إنه فشل.
إما إذا أدرك المتسابق الذي يعتقد بكفاءة ذاته أن سلامة القارب مسئوليته هو، وتفهم قصور وإيجابيات شريكة وتناغم في أدائه معه، وتذكر قيمة الفوز ومرارة الخسارة حتى ولو كان شريكه هو المسئول عنها بالكامل، فبذل الجهد في معالجة قصور شريكه، وولد لديه الدوافع للتفاعل الإيجابي والتنسيق معه، وساعده على إطلاق الطاقات الكامنة داخله، فينعم وصديقه.. ليس فقط بالفوز، لكن بنزهة طيبة عبر مراحل السباق.
مثال آخر: إذا ما افترضنا أنك تقود سيارتك بطريقة مثالية في طريق مزدوج، ولاحظت أن البعض في الاتجاه المعاكس لا يلتزم بالخطوط الأرضية ويتعداها إلى الاتجاه المخصص لك فماذا ستفعل؟ هل ستستمر في الطريق ويحدث ما يحدث ما دمت أنت على صواب ويتحمل الآخر المسئولية كاملة لأنه هو الذي تعدى على طريقك؟ أم إنك ستدرك أنه لا يهم من المسئول ولكن المهم أن تتجنب الحادث؟
لذا فإنني أرى أنه يجب أن يكون هناك قناعة عقلية لدى كل من الزوج / الزوجة بأنه هو / هي المسئول عن نجاح زواجه أيا كان أداء الطرف الآخر؛ لأن الفشل يعني أنني فشلت مهما أوضحت لكل العالم أن الطرف الآخر هو المسئول عن الفشل؛ فأنا وأنا فقط المسئول عن نجاح زواجنا، وما دمت أنا الزوج وقد اخترت زوجتي بإرادتي وعلي القوامة، ولأن القوامة تكليف فمن مسئوليتي أن أسوس أمر زوجتي.
وفي المقابل وما دمت أنا قد وافقت بإرادتي على أن أكون زوجة لزوجي من دون كل من تقدم لخطبتي؛ فمن مسئوليتي أن أحسن تعاملي معه متذكرة حديث الرسول صلى الله عليه وسام “وحسن تبعل الزوجة لزوجها يعدل ذلك كله”.
إن الشعور بالمسئولية عن نجاح الزواج ينبع من الرؤية الذهنية عن الذات؛ بمعنى إذا كان الزوج/الزوجة يرى في نفسه الكفاءة والقدرة على التفاعل الإيجابي مع زوجه؛ فإن ذلك يساعد على تحمل المسئولية، ويطلق طاقاته الإبداعية في فنون التواصل مع زوجه.
وهناك العديد من العوامل المؤثرة في ذلك منها على سبيل المثال:
(1) إخلاص النية لله في الزواج، واحتساب كل جهد يبذل في سبيل إنجاح الزواج، خاصة إذا ما تذكرنا أن الوحيد الذي يسعى للوقيعة بين الأزواج هو إبليس؛ حيث اعتبر أن ذلك العمل هو أهم من السرقة والفاحشة .
(2) إحسان الظن بالله ولنستحضر قول الله جل وعلا في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله، وإن ظن شرا فله”، وأنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا
(3) تحسين الصورة الذهنية عن الزوج، وإحسان الظن به، من الناحية الشرعية هذا توجيه إلهي، كما أنه يساعد على البذل لتوقع مردود طيب. إن سوء الظن بالزوج يجعلنا للأسف نتصرف تجاهه بسلبية ونحاسبه على تخيلاتنا السيئة عنه.
(4) الدفع بالتي هي أحسن {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت) بدءا من المشاعر الوجدانية والكلمة الطيبة…
(5) التواصل الروحي: من المهم أن يكون هناك خلوة معا في معية الله تجمعهما جلسة ذكر ومدارسة لكتاب الله وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فتحفهما الملائكة، وتغشاهما الرحمة، ويتخيلان نفسهما في الفردوس الأعلى.
(6) التواصل الوجداني: كثيرا ما يعبر الزوجان بأن الطرف الآخر مقصر في حقه عاطفيا، وكل منهما ينتظر الآخر!! وبعد فترة يشتكيان من الفتور والملل..
أيها الزوج / الزوجة بادر بالنظرة وبالكلمة.. عبر عن مشاعرك إن كنت محتاجا لسماع كلمة حب، اعزف أنت سيمفونية عاطفية وأنت كنت تتمنى وردة حمراء من زوجتك، ازرع لها الأرض حدائق غناء ترفرف بها طيور السعادة وتذكر الوصية الإلهية {وقدموا لأنفسكم}، وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم ما معناه “وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”
(7) الحرص على بناء صداقة تتمتع بالثقة والشفافية؛ فمن المهم أن تتميز العلاقة الزوجية بالشفافية، وهي الصراحة بأرق الألفاظ، والحرص على حياء الطرف الآخر، وهذا لا يتم إلا إذا توافرت الثقة بينهما.
برنامج عملي
(1) البدء بالذات وإعطاء النموذج، بمعنى بدلا من أن تطلب من زوجتك العناية الشخصية بذاتها (من نظافة / تجميل / وزن / …. ) قدم لها أنت النموذج الحي لما تطلبه، وبالمثل بدلا من أن أطلب من زوجي أن يحسن معاملة أهلي أُحسن أنا إلى أهله.
(2) بمناسبة العناية الشخصية بالذات يجب الحذر كل الحذر مهما طالت فترة الزواج أو تقدم بكما العمر أن تفقدا تقدير العلاقة الزوجية من عاطفة… مهما بلغ حبنا وتقديرنا لأولادنا فلا يمكن أن يكون ذلك خصما من حساب علاقاتنا الزوجية، وأحب أن أؤكد أن أنجح والدين هما الأنجح في الزواج؛ فلا يمكن أن أكون أما أو أبا مثاليا خصما من حساب زوجي، إن العلاقات الزوجية – وأؤكد إنها علاقات لأنها لا تقوم فقط على العلاقة الحميمية بل هي مجموعة متكاملة من العلاقات – مثل أي كائن هي يحتاج إلى التغذية والرعاية، وإلا ذبلت مهما كانت قيمة العائد من التضحيات ومسئوليات الأولاد التي لا ولن تنتهي، فلا بد من العناية بأنفسنا وأزواجنا حتى نستطيع أن نربي أولادنا.
(3) إن إحلال لفظ “نحن” بدلا من “أنا” و”أنت” يساعد على إيجاد مساحة أوسع من التلاقي والتفاهم (مثال ذلك: الحمد لله ربنا وفقنا وتم ترقيتي، وهذا بفضل الله لأنك زوجة مباركة).
(4) يجب أن تتميز العلاقة الزوجية بالثقة (ومحاورها الثلاثة: الثقة بالذات والثقة بالزوج والثقة بكل أنواع العلاقات معه) بما يتيح الشفافية (وهي الصراحة مع الحرص على حياء الزوج)، وتستغل الأوقات المناسبة لذلك مثل ما بعد جلسات الذكر والنفس في تسام رُوحي أو بعد لقاء حميم أو نزهة رياضية..
أ) يبدأ كل زوج بنقد ذاته، ثم يسأل زوجه أن يهدي إليه بعض عيوبه، وعلى الزوج عند عرض سلبيات زوجه أن يبدأ بذكر فيض من ميزاته لكنه يرى أن هناك بعض الملاحظات البسيطة، وينتقي أرق الألفاظ، ويحاول أن يجد مبررا لها ولكن رغبة منه في كمال الصورة الجمالية ليتك تفعل كذا وكذا. ويجب التنبيه هنا إلى نقطة مهمة جدا وهي عدم التبرير، ودائما أؤكد أنه لا يهم منطقية السلوك، لكن المهم الأثر الذي أحدثه، بمعنى ما دام زوجي لا يروق له تصرف ما مني، فإما أقنعه حتى يروق له أو أحرص على تغييره.
ب) تجمع كل السلبيات وتقسم إلى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى مجموعة السلبيات المشتركة بين الزوجين (مثل أن كليهما غير منظم)، ثم مجموعة خاصة بكل زوج على حدة.
ت) يتم تناول مجموعة السلبيات المشتركة فقط، ويتم اختيار أسهلها معالجة، ويوضع لها برنامج تنمية مهارات مرتبط بفترة زمنية لتحويلها إلى إيجابية، وتعقد منافسة بين الزوجين أيهما سيكون أكثر إرادة للتغيير، وترصد له مكافأة، ويجب بيان دور الزوج في معاونة زوجه على التخلص من سلبياته. إن اختيار السلبية المشتركة الأسهل في المعالجة سيولد لديهما الثقة في استمرار برنامج تطوير علاقاتهما الزوجية، ويحفزهما على إطلاق طاقاتهما الإبداعية لتحقيق المودة والرحمة بينهما.
ث) ثم يتناولان السلبيات الخاصة بكل منهما كموضع مشترك بمعنى إنه يتعين على كل منهما مساعدة الآخر وتذليل أي عقبة في طريق معالجته لسلبياته
ج) لا بد من حمد الله والإشادة والاعتزاز بأنفسنا وزيجاتنا بأن الله قد وفقنا وحولنا بعض سلبياتنا إلى إيجابيات، والاحتفال بهذا الإنجاز العظيم ونتبادل الهدايا.
(4) قد يصور لنا الحب أن زوجي الحبيب ملاك، ولا يمكن أن تفوته هفوة، ويسبب أي خطأ كارثة نفسية! يجب أن ندرك أننا بشر، ونحن في الدنيا، وهي دار ابتلاء، وقد حدث في بيوت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما جعله يعتزل أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن لمدة شهر، ولكن أيضا هناك خمسة معالم مهمة تفرق بين بيت يسوده المودة والرحمة وبيت آخر يسوده الشقاق وسوء الأخلاق، وكلاهما يحدث فيهما خلافات زوجية:
)أ) موضوع الخلاف (هل نختلف على الأولى مثل: حبيبتي جزاك الله خيرا، أنت تبذلين جهودا مضنية مع الأولاد، وهذا يؤثر على حقوقي الزوجية…)، أم نريد معصية الله وقطيعة الرحم (يناديها بسخرية لاذعة: أنت يا ست هانم لماذا تعطين أمك مصروفا شهريا من راتبك؟ البيت وأولادنا أولى منها، ولماذا كل أسبوع تعطلين الأولاد عن دراستهم لزيارتها؟)
)ب) كيف يدار الخلاف والطريقة التي يعبر بها من الألفاظ وملامح الوجه واليد… (يا حبيبتي لو سمحت أنت لا تعرفين أن….).
)ج) مدة الخلاف هل هو لا يتعدى دقائق المناقشة فنهدأ ونرجئ المناقشة ونحن أكثر قربا وتفاهما، أم -أعوذ بالله- يمتد لليل ويتبعه هجر للفراش ثم هجر للبيت…
(د) معدل تكرار الخلاف، هل كل منا يتذكر قيمة العفو (حبيبك يبلع لك الظلط وعدوك يتمنى لك الغلط)، وعليه فالخلاف نادر أم هو وجبة بل عدة وجبات يومية؟
(هـ)كيفية المعالجة هل نتذكر (وخيرهما من يبدأ بالسلام)، فبمجرد ما ينزل الزوج للصلاة يعود طيب النفس فيجد زوجته وقد ارتدت أحلى زينتها، أم نتصل بمجلس الأمن ليرسل قوات شيطانية تؤجج الخلاف ونسمع شروطا واشتراطات!!.
(و) الدروس المستفادة من الخلاف: هل بعد ما يوفقنا الله وننهي الخلاف ندرس الأسباب وكيفية معالجتها حتى لا يتكرر فنزداد قربا، أم نتذكر ما دار من ألفاظ وتجريح فنزداد بعدا؟
يتبع بمشيئة الله..