أشادت جهات وفصائل فلسطينية بموقف الأرجنتين التي ألغت مباراة ودية كانت مقررة السبت المقبل، بين منتخب بلادها لكرة القدم مع فريق الاحتلال “الإسرائيلي”، في مدينة القدس المحتلة.
وشكر رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل رجوب، الاتحاد والمنتخب الأرجنتيني ونجومه ومؤسسات حقوق الإنسان، ولجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني الذين قاموا بممارسة ضغط عادل ومبرر لإلغاء مباراة الأرجنتين، أمس، على ملعب في القدس.
وأكد رجوب أن قرار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، إلغاء مباراته التي كانت مقررة مع منتخب الاحتلال “الإسرائيلي” في التاسع من الشهر الجاري على أرض القدس المحتلة، جاء بعد أن توصل إلى قناعة بأنها مباراة تخدم أهدافاً سياسية.
وأضاف رجوب خلال مؤتمر صحفي في البيرة، اليوم الأربعاء، أن حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” أرادت أن تكون المباراة سياسية بامتياز، لا علاقة لها بالرياضة ولا قوانين الفيفا ولا الشرعية الدولية ولا حقوق الإنسان.
وأكد أنه إذا أراد الاحتلال أن يبقى عضواً في الفيفا، فعليه أن يدرك أنه قد ينجح مرة أو مرتين ولكن العالم لا يمكن أن يحتمل جرائم الاحتلال في تقييد الحركة وهدم المنشآت والاعتداء الجسماني وقتل اللاعبين.
وأضاف “من اليوم الأول أخذنا قرارا بأن إدارة هذه المسألة تكون بعيدة عن أي تسييس وحصرها في الشرعية الدولية التي ترى أن يكون حسم قضية القدس شرقها وغربها، في إطار مفاوضات الحل النهائي”.
وأشار رجوب إلى أن إجراء المباراة في القدس يتعارض مع حقوق الإنسان وخارج حدود دولة الاحتلال المعترف بها، وهو ما يتعارض مع قوانين الفيفا، ومن تلك المبادئ بدأ الاتحاد الفلسطيني بالاتصال بالاتحاد الأرجنيتني والاتحادات الدولية لإلغاء المباراة.
إشادة حمساوية
بدورها، أشادت حركة “حماس”، بالموقف الارجنتيني، وقال إن الضغط الشعبي والحراك الداعم لمقاطعة الاحتلال في العالم هو نوع من المقاومة يمكن أن يحقق إنجازات عملية تساهم في عزل هذا الاحتلال.
ولفتت الحركة على لسان الناطق باسمها، حسام بدران، إلى أن صورة الاحتلال يجب أن تظهر على حقيقتها في كل مكان وفي كل ميدان.
وبيّن أن الاحتلال ليس دولة كبقية دول العالم إنما هي “عصابة تقود مجموعات من القتلة تستهدف المدنيين العزل، وتهدم بيوت الفلسطينيين وتصادر أرضهم وتعتدي على ممتلكاتهم، وتحاصر غزة وتمنع عنها الغذاء والدواء”، على حد تعبيره.
وجدد بدران رفض حركته التام لكل أشكال التطبيع التي تمارسها قلة من العرب على المستوى الرياضي أو الثقافي أو السياحي أو غيرها من أنواع التطبيع المختلفة.
وشدد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، على أن التطبيع هو مشاركة فعلية في جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
من جهته، رحب العضو المؤسس في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، عمر البرغوثي بالخطوة الارجنتينية.
وقال البرغوثي، في بيان صحفي، إن الاحتلال يعمل على توظيف الأحداث الرياضية الدولية للتغطية على جرائم الحرب والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين.
وأضاف الناشط البرغوثي، يتم الاعتداء على لاعبي كرة القدم الفلسطينيين بشكل روتيني وحرمانهم من حرية التنقل لحضور الدورات التدريبية والمباريات واللقاءات الرياضية، ناهيك عن قيام القوات الإسرائيلية بسجن وإصابة وقتل رياضيينا”، على حد قوله.
وأضاف “ما حصل رسالة بليغة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مفادها أن الإنسانية ومصير الشعوب والقانون الدولي هي مسائل مهمة حتى بالنسبة لكرة القدم ولاعبيها ومشجعيها، وهي رسالة للاتحاد ليطرد إسرائيل حتى تنهي انتهاكاتها لقواعد الفيفا نفسها، بما في ذلك مشاركة فرق المستعمرات ضمن دوري الاحتلال الإسرائيلي.
وكان من المقرر أن تعقد المباراة في مدينة حيفا، إلّا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية قررت نقلها إلى مدينة القدس المحتلة، مقابل تقديم تعويض بلغت قيمته 760 ألف دولار، للمنظمين.
وعقب أنباء إلغاء المبارة، اتصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على الفور بالرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري للتدخل، إلا أن الأخير أكدّ أنه لا سلطة لديه للتأثير على القرار.