غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمة مجموعة الدول السبعة “جي7” في فوضى بعدما سحب الولايات المتحدة من بيان القمة الختامي الذي تم الاتفاق عليه مسبقا، ملقيا باللائمة في ذلك على رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والذي وصفه بـ “غير الأمين والضعيف.”
وذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية أن ترامب الذي حضر إلى القمة التي انعقدت في مقاطعة كيبك الكندية متأخرا، وغادر مبكرا متجها إلى سنغافورة للإعداد لقمته التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يون-أون قد صدم القادة الحضور في “جي7” خلال مؤتمر صحفي عقده أمس السبت وهاجم فيه السياسات التجارية للدول الأخرى.
ومع ذلك فقد بدت الولايات المتحدة متفقة على شكل العبارات والكلمات بشأن القضايا الخلافية وذلك بفضل جلسة المفاوضات التي أجراها مسؤولون من كافة الأطراف.
لكن وبعد مغادرته إلى سنغافورة، غرد ترامب على حسابه الشخصي على موقع التدوينات المصغرة “تويتر” قائلا إنه أخبر ممثليه بألا يوقعوا على البيان الختامي للقمة، ليحول قمة البلدان الصناعية الرائدة في العالم والتي كان يشوبها بالفعل أجواء متوترة، إلى فشل زريع.
وذكر ترامب:” رئيس الوزراء جاستن ترودو تصرف بشكل وديع وهاديء. فقد عقد مؤتمرا صحفيا بعدما غادرت، قال فيه إن التعريفات الأمريكية كانت تمثل نوعا من الإهانة، وهو لن يلق تأييدا في هذا الخصوص.”
وتابع ترامب:” إنه غير أمين وضعيف،” مردفا في تغريدة منفصلة:” أصدرت توجيهاتي لممثلينا الأمريكيين بعد المصادقة على البيان.
وتعهد ترامب، في تغريداته على تويتر، بعدم السماح “للدول الأخرى بفرض تعريفات ضخمة وقيود تجارية على المزارعين والعمال والشركات الأمريكية”.
وبعد دقائق معدودة من تغريدات ترامب، أطلق جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي تغريدة هو الأخر قال فيها:” في قمة (جي7) أخرى حيث تتوقع الدول الأخرى من أمريكا أن تكون دائما (البنك) الخاص بهم. وقد قالها الرئيس واضحة: لم يعد لدينا المزيد.”
تغريدات ترامب وبولتون وجهت ضربة قوية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اللذين اعتقدا أنهما قد توصلا بالفعل لاتفاقية لتهدئة التوترات التجارية بين أمريكا والدول الأوروبية.
وفي البيان المشترك، اتفقت دول المجموعة- كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وألمانيا- على الحاجة إلى “تجارة حرة وعادلة”، وكذلك أهمية محاربة السياسات الحمائية.
وقالت مجموعة الدول في بيانها: “نحن نسعى بكل جهدنا للحد من قيود التعريفات الجمركية وكذلك القيود غير الجمركية ووسائل الدعم”.
وقمة “جي 7” قمة سنوية تشارك فيها كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وألمانيا، وهي الدول التي تشكل أكثر من 60 % من صافي التجارة العالمية.
وتتصدر القضايا الاقتصادية جدول أعمال القمة، على الرغم من أن الاجتماعات دائما ما تتفرع إلى النقاش حول القضايا العالمية الرئيسية الأخرى.
وعلقت عضوية روسيا في المجموعة عام 2014 بسبب ضمها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وأول أمس الجمعة، فاجأ ترامب الجميع بدعوته للسماح لموسكو بالعودة مرة أخرى إلى المجموعة، لكن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قالت إن أعضاء القمة الآخرين يعارضون الدعوة.