اللقاء كان مع العامل خالد صدفة عند عودته إلى بلدته نعلين قضاء رام الله بعد إلقاء القبض عليه داخل الخط الخضر أثناء تهربه من أجل العمل.
لا يعرف العامل خالد (35 عاماً) المنطقة الجغرافية التي يتواجد فيها بعد الإفراج عنه في رحلة اعتقال استمرت يوماً كاملاً من قبل أفراد الشرطة الإسرائيلية.
يقول خالد: جمعت مبلغ 300 شيقل (90 دولاراً)، وهي أجرة المهرب أو السمسار الذي يقوم بتهريبنا من منطقة عزون عتمه جنوب قلقيلية، وهي كل ما أملك على أمل العمل هناك وتوفير لقمة العيش لأولادي، وكنت أظن أجرة التهريب 250 شيقلاً ويتوافر معي 50 شيقلاً أتدبر بها أمري مع بقية العمال المهربين.
ويضيف: خرجت فجراً من منزلي في نعلين متوجهاً إلى عزون عتمه من خلال وكيل للمهرب، فأنا شخصياً لا أعرف المهرب بل من خلال وكيل له يقوم بعملية التنسيق، وعند وصولنا عزون عتمه كان هناك حبال للتسلق إلى الجهة الثانية.
ويسرد قائلاً: خلال سفرنا إلى منطقة بني براك نزلنا من سيارة المهرب ومشينا عدة خطوات، وفجأة شاهدنا أفراد الشرطة الإسرائيلية يحاصروننا ويطلبون منا الانبطاح على الأرض وتقييدنا بالسلاسل ونقلنا إلى مركز الشرطة مع ضرب وإهانات وشتائم وأخذ بصمات وركل بالأقدام، وعند احتجازنا لعدة ساعات وفتح ملفات أمنية لنا تم نقلنا إلى منطقة في شمال الضفة بين طولكرم وجنين، وهناك تنقلت في عدة مواصلات حتى وصلت منزلي بخفي حنين، وكان الوضع في منزلي مأساوياً، فالقلق كان ظاهراً على زوجتي وأولادي، فأنا أول مرة أخوض هذه التجربة وبعد ساعات من دخولي مناطق الداخل اعتقلت.
ويتابع خالد حديثه: أنا بائع خضراوات، وقررت خوض تجربة التهرب والعمل في الورش الإسرائيلية لتحسين وضعي، وكانت الصدمة أنني ذهبت للاعتقال المهين بقدمي وعدت بوضع نفسي متعب، فهذه ليست حياة، فالعمال الذين يتهربون هم شهداء مع وقف التنفيذ أو معتقلون، فحياتهم كما أخبروني خلال الساعات التي قضيتها معهم أنهم يضطرون إلى المبيت في المزارع والبيارات والعمارات قيد الإنشاء، ويبقى هاجس الخوف من القوات الخاصة التي تلاحقهم من فرقة حرس الحدود يلازمهم طوال تهربهم في ليلهم ونهارهم.
يشار إلى أن تقارير من اتحاد العمال في فلسطين تشير إلى ارتكاب انتهاكات بحق العمال المهربين ومن يمتلكون التصاريح الأمنية اللازمة، ففي المعابر الحدودية هناك انتهاك في المعاملة والانتظار، وبالنسبة للمهربين فقد استشهد العديد منهم أثناء ملاحقتهم في حوادث سير أو الوقوع من ارتفاعات متفاوتة بهدف الهرب من الشرطة الإسرائيلية.