– أبو ظريفة: الجدار حول غزة يجعلها أكبر سجن في العالم وقتل الحياة البيئية
– مطر: كل من يقترب من هذا الجدار سيكون في مرمى نيران الاحتلال
استمراراً في مسلسل التضييق وفرض الحصار على الفلسطينيين، شرع الاحتلال الصهيوني بإقامة جدار عائق بطول 65 كيلومتراً، يمتد من بيت حانون شمالاً حتى رفح جنوباً، سيكون مزوداً بأحدث نظم المراقبة والأسلاك المعدنية، مما سيشكل أكبر سجن في العالم بحكم أن قطاع غزة بات مغلقاً من كافة الاتجاهات بالجدران والبحر والحدود.
ويبلغ ارتفاع الجدار العائق الجديد 8 أمتار، شرع في إقامته بعد أن تم الانتهاء من الجدار الفولاذي تحت الأرض بعمق 6 أمتار على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة لتدمير ما أسماها الاحتلال عمليات حفر الأنفاق الهجومية الفلسطينية واكتشافها المبكر.
جدران فوق وتحت الأرض
باستكمال الاحتلال لبناء الجدار والمتوقع مع نهاية هذا العام، يكون قد تم بناء ثلاثة أقسام من هذا الجدار، القسم الأول في باطن الأرض بعمق عدة أمتار وهو مشيد بالحديد الفولاذي والإسمنت المسلح وتم تركيب كاميرات دقيقة بداخله، والثاني في عرض البحر المتوسط شمال مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة لمنع ما أسماها الاحتلال تسلل “كوماندوز” المقاومة الفلسطينية من خلال هذه المنطقة، حيث تم بناء العائق البحري قبل عدة أشهر، والثالث فوق الأرض على طول المناطق الشرقية لقطاع غزة.
ويقول عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وجيه أبو ظريفة لـ”المجتمع”: إن الجدار العائق سيتم من خلاله الاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين على طول القطاع وتحويلها لمناطق عازلة يمنع الفلسطينيين من الاقتراب منها بعمق لا يقل عن 500 متر.
وأشار أبو ظريفة إلى أن هذا الجدار العائق يندرج كذلك ضمن سياسة التصعيد المتدحرج، ونية مبيتة عند الاحتلال لشن عدوان جديد، لافتاً أن هذا الجدار هو قتل للبيئة والطبيعة الفلسطينية، حيث سيمنع هذا الجدار الطيور والحيوانات من التنقل ليحول بذلك قطاع غزة لمنطقة معزولة.
خلق منطقة عازلة
بدوره، أكد عضو الهيئة القيادية لمسيرات العودة سفيان مطر لـ”المجتمع”، أن الجدار العائق هدفه إقامة منطقة عازلة بعمق 500 متر داخل قطاع غزة، ومنع المزارعين الفلسطينيين من الاقتراب من أراضيهم التي ستكون في حكم المصادرة؛ لأن كل من يقترب من هذا الجدار سيكون في مرمى نيران الاحتلال، ويكرس عملية الفصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 1948.
في السياق، قال القيادي الفلسطيني أسامة الحاج أحمد: إن الاحتلال من خلال الجدار العائق يريد تحقيق العديد من الأهداف الميدانية والسياسية، فالأهداف الميدانية تتمثل بإحكام الحصار بشكل كامل على القطاع، وخلق نوع من القوة المعنوية لجيش الاحتلال والمستوطنين بأنهم في وضع آمن من عمليات التسلل للمقاومين الفلسطينيين، والهدف السياسي يتمثل بوجود هامش مناورة من أجل تحقيق أهداف عدة منها التوصل لتهدئة طويلة الأمد مع المقاومة في قطاع غزة وهذا لن يحدث.
ويشار إلى أن الاحتلال ينفذ عمليات توغل يومية على أطراف القطاع وقتل نحو 263 فلسطينياً منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس العام الماضي، ويواصل لهجه التهديد والوعيد ضد قطاع غزة.