تشكل المستوطنات التي أقيمت بعد النكسة في ذكراها الـ52 كارثة بيئية على الأراضي الفلسطينية تتمثل بالمياه العادمة التي تضخ باتجاه الأراضي الزراعية.
وأصبح عدد المستوطنين يفوق نصف مليون مستوطن و200 مستوطنة معظمها أصبحت مدناً كبيرة مثل مستوطنة أريئيل.
يقول المزارع أمجد عادل من واد الرشا جنوب قلقيلية لـ”المجتمع”: المياه العادمة من مستوطنة ألفيه منشه تغزو أراضينا من الخط الناقل للمياه العادمة القادم من داخل المستوطنة، حيث تفيض المياه من الخط الناقل عند إغلاقه ولا يتم إصلاحه على الفور.
ويضيف: وتبقى المياه العادمة تضخ باتجاه أراضينا لتشكل مستنقعاً يكون مرتعاً للخنازير والبعوض، وتتحول الأراضي الزراعية إلى مستنقع كبير، ويصعب علينا الوصول إلى أراضينا، وحتى منازلنا تصبح الحياة فيها لا تُطاق، فكل شيء يصبح ملوثاً من هواء وتراب ومياه وأشجار ومزروعات، ويتأخر مجلس المستوطنة في إصلاح الخلل لعدة أيام وتكون المياه العادمة قد انتشرت على مساحات واسعة، ويبقى أثرها لعدة أشهر وتصاب الأشجار بالتلف والتيبس.
ويتابع قائلاً: لا يتوقف الأمر عند تلويث البيئة، بل يتعداه إلى المشكلات الصحية في الجهاز التنفسي لدى المواطنين.
وفي موقع آخر ولكن هذه المرة داخل مدرسة بيت أمين إعزون عتمة، يتكرر تدفق المياه العادمة من مستوطنة “شعاريات تكفا” الملاصقة لها، وتصبح المناطق المحيطة بالصفوف داخل المدرسة واحة من تلك المياه.
يقول مدير المدرسة علاء مراعبة: عندما تغزونا مياه المستوطنة تتحول المدرسة إلى كارثة بيئية، وتغلق نوافذ الصفوف ويصبح الطلبة بداخلها كأنهم في زنازين، ولا يخرجون إلى الساحة الخارجية، وتبقى آثار هذه المياه لفترة طويلة وقد تأثرت أشجار حديقة المدرسة بهذه المياه وتلف الكثير منها.
ويقول سعيد زيدان، رئيس بلدية دير إستيا المشرفة على واد قانا الشهير، في حديث معه: المستوطنات التي أقيمت في واد قانا والمناطق الصناعية التابعة لها تشكل لنا في المحمية الطبيعية كارثة بيئية، موضحاً أن تكرار إغلاق الخط الناقل وفيضان المياه العادمة في واد قانا وتلويث مياه الينابيع السطحية والمزروعات والأشجار وبرك السباحة والتربة وانتشار الروائح، كل هذا شكل في المحمية الطبيعية كارثة بيئية، فالاحتلال يسرق الأرض ويلوث البيئة، والمستوطنات توجد في مناطق مرتفعة وتنساب هذه المياه على أراضينا.
ويضيف: تلويث البيئة بالمياه العادمة يلاحق المتنزهين في المكان، ففيضان هذه المياه الملوثة أيضاً بمواد كيماوية من المصانع التابعة للمستوطنات يزيد من خطر هذه المياه على البيئة، ويصعب تفادي آثارها في المستقبل، كما أن المراعي الخاصة بالأغنام تتأثر بهذا التلوث الخطير، فكل شيء يصاب بالتلف من هذه المستوطنات التي تتوسع على حساب أراضينا وتلوث ما تبقى منها، والاحتلال يدعي أنه يحافظ على البيئة وهو الذي يتسبب باستهداف كل عناصر البيئة.
ويشير زيدان إلى أن محمية واد قانا يوجد فيها أكثر من 5 آلاف شجرة حمضيات وغنية بالأعشاب البرية والينابيع، وفيضان المياه العادمة من الخط الناقل، وعدم إصلاحه بشكل متعمد يتسبب بتلويث هذه المحمية الرئيسة في فلسطين.