لا تتوقف مخابرات الاحتلال في مدينة القدس عن متابعات المرابطات ميدانياً منذ لحظة الخروج من المنزل وحتى العودة، وفي منتصف الليل تقتحم قوات الاحتلال منازلهن ويعيثون فيها فساداً.
تروي المرابطة هنادي الحلواني لـ”المجتمع” ما جرى لها من متابعة من قبل جهاز المخابرات وهي متوجهة للصلاة في المسجد الأقصى قائدة سيارتها قائلة: أرهقتهم وأحرقتهم من جديد في داخل قلوبهم، فهم يحاولون كسر عزيمتي، فعندما خرجت من بيتي قبيل المغرب بساعة تقريباً، رأيت المخابرات تراقبني من بعيد، جلست في سيارتي، حاولت إجراء اتصال سريع، ثم وضعت الهاتف وانطلقت نحو أبواب الأقصى كما هو معتاد.
مخالفة باهظة
وتضيف الحلواني: لم أقطع بضع أمتار، حتى رأيت المخابرات تتعقبني وتوقفني بعرض الشارع، أخبروني أنني خالفت القانون بإمساكي للهاتف أثناء القيادة، مع أن ذلك لم يحصل، وغُرمت 1000 شيكل مخالفة 3300 دولار، ثم فحصوا سيارتي، علماً أنني رخصتها من فترة قريبة، وأوجدوا بها أعطالاً لا تكاد تذكر، وغرموني 1000 شيكل آخر بسبب الأعطال، وأمهلوني حتى أذان المغرب لإصلاحها أو فقدانها.
وتتابع بقولها: لولا نخوة بعض الشباب الذين اجتمعوا حولي ووقوفهم بجانبي لإقناعهم بإمهالي حتى العاشرة من صباح الغد، لكنت فقدت السيارة بلا وجه حق، فهم يحاولون إهلاكنا معنوياً، وجسدياً، ومادياً، وإحراقنا من الداخل.
لا يتصوره عقل
وتشير الحلواني إلى أن ما يجري هو تتبع سريع لا يتصوره العقل، والخوف من أن تكون العقوبات جماعية للمحيط العائلي، فزوجي له محل لبيع الملابس، وأولادي في المدارس، وقد أخبرت زوجي أن مخابرات الاحتلال لها مخطط مرعب في قادم الأيام، وعلينا الاستعداد لمثل هذا المخطط، فهم يتابعوننا بشكل دقيق جداً وعلى مدار الساعة.
لن أستسلم
تقول الحلواني: لن أستسلم لإجراءاتهم العنصرية، وسوف أتقدم بشكوى ضد المخابرات التي وقفت أمام منزلي بمركبات مدنية وتعقبتني واستدعت الشرطة لمخالفتي بحجة أنني استخدمت الهاتف، وهذا غير صحيح، والكاميرات الموجودة تثبت كذبهم.
تحقيق ومحاكمة في آن واحد
وتتابع قائلة: أذكر في هذا المقام ما جرى مع المرابطة مادلين عيسى من كفر قاسم عندما استدعتها مخابرات الاحتلال لجلسة تحقيق في الرملة وهي تنتظر جلسة محاكمة في القدس، وقالت لضابط التحقيق: كيف أكون في الرملة للتحقيق وأنا في القدس أنتظر جلسة محكمة.
مربع باب السلسلة
وتختم: كل هذا الانتقام بحقنا كوننا نكون متواجدين في باب السلسلة الذي يخرج منه المقتحمون من قطعان المستوطنين، فهم لا يريدون أن يكون هناك أي صوت يعكر صفو الاقتحام، ومن يدخل هذا المربع عليه أن يستعد لانتقام مخابراتي وشرطي ومن البلدية والضريبة وكل أذرع دولة الاحتلال.
الصيداوي وباب الحديد
وفي مشهد آخر تم تدمير منزل المرابطة عايدة الصيداوي في منطقة باب الحديد بشكل غير مسبوق بدون سابق إنذار.
تقول المرابطة عايدة الصيداوي لـ”المجتمع”: ما حدث في المنزل عبارة عن زلزال، وأحتاج عدة أيام حتى أتمكن من إعادة ترتيب المنزل، وهذا يعود على حقد مخابرات الاحتلال على المرابطات، اللاتي يقصدن المسجد الأقصى للصلاة فيه، وهذا يزعج الاحتلال والمستوطنين، فيكون الانتقام المباشر منا بالإبعاد واقتحام المنازل وفرض الغرامات.
حرب إبادة
يقول الناشط المقدسي ناصر الهدمي: ما يجري في مدينة القدس حرب إبادة بطريقة ناعمة وبدون ضجيج، فالاحتلال يمارس قوة مرعبة من خلف الكواليس بزعم مخالفة القانون، فالمقدسي لم يعد آمناً في منزله وفي الشارع وفي داخل المسجد الأقصى، فمهام المخابرات والأذرع الأمنية لا تتوقف، وتلاحق الصغير والكبير دون استثناء، فلا خطوط حمراء، وكل من يدخل مربع الدفاع عن المسجد الأقصى ولو بالصلاة داخله يكون هدفاً مخابراتياً وشرطياً بامتياز.