تعصف بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أزمة مالية خانقة، وذلك في ظل توقف العديد من الدول المانحة عن تقديم مساهماتها المالية، ولم تحصل “الأونروا”، وفق تأكيدات المتحدثين باسمها، سوى على ثلث المبلغ الخاص بنفقاتها لهذا العام، وأن 15 من الدول المانحة قلصت مساهماتها بنحو 159 مليون دولار، يضاف إلى ذلك توقف الإدارة الأمريكية عن تقديم مساهماتها المالية التي كانت تشكل ثلث موازنة “الأونروا” التي تقدم خدمات متنوعة لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني في الوطن ومخيمات الشتات.
الأزمة المالية الخانقة
ولمساندة “الأونروا” في الأزمة المالية، أطلقت دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية حملة رقمية تحت عنوان “دعم الأونروا مسؤولية دولية”، وانطلقت الحملة التي بدأت بالتزامن مع اجتماعات الدول المانحة لـ”الأونروا” التي ستعقد على مدار الأيام القادمة؛ لبحث كيفية إنقاذ “الأونروا” من أزمتها المالية، وستستمر الحملة حتى الأول من الشهر القادم.
ويقول رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد أبو هولي: إن اجتماعاً بمشاركة 70 دولة سيعقد في نيويورك، الثلاثاء القادم، لبحث تقديم المساعدات لـ”الأونروا” في أزمتها المالية، وسيعقب هذا الاجتماع عقد مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في جامعة الدول العربية، على أن يعقد اجتماع اللجنة الاستشارية لـ”الأونروا” بمشاركة 30 دولة في الأول من الشهر القادم.
وأكد أبو هولي أن التحرك الفلسطيني بالتنسيق مع الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين ينصب على 25 دولة مانحة لـ”الأونروا” لم تقدم دعماً حتى الآن لها، على الرغم من مساهماتها السنوية، التي كانت تقدر 150 مليون دولار.
وأعرب أبو هولي عن أمله أن تقدم الدول العربية الشقيقة مساعداتها السنوية لـ”الأونروا” التي يفترض أن تبلغ 116 مليون دولار، وذلك حماية لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في حياة كريمة.
التقليصات متواصلة
من جانبها، قالت اللجان الشعبية للاجئين الفلسطينيين: إن “الأونروا” تواصل تقليصاتها في خدماتها الصحية والتعليمية والغذائية المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وأن هذا انعكس بالسلب على حياتهم خاصة اللاجئين في غزة ولبنان وسورية الذين هم بأمسّ الحاجة للمساعدات.
في السياق، قال منسق لجنة اللاجئين في الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة محمود خلف لـ”المجتمع”: بات واضحاً أن هناك عملية استهداف لقضية اللاجئين الفلسطينيين، من خلال تقليص المساعدات المالية المقدمة لـ”الأونروا”، سواء من واشنطن أو الدول التي تسير في فلكها.
ودعا خلف أحرار العالم لإنقاذ “الأونروا” من أزمتها المالية، والعمل على حماية قضية اللاجئين من خلال الحفاظ على الدعم المستمر للمنظمة لمنع الانهيار المستمر في الخدمات المختلفة التي تقدمها بسبب الضائقة المالية.