وصف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، خلال كلمة ألقاها بحفل المعايدة بمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي نظّمته الحركة، أمس الأربعاء، جلسة سحب الثقة منه بأن هناك “معركة بين الحرية والاستبداد”.
وأشار إلى أن البعض يعتقد أنّ الإسلامي مكانه السجن أو القبر أو الغربة لا الكرسي حتى وإن كان دون سلطة لأنّ الرمزية هي ما تزعجه.
المزاعم والأرقام
وأوضح بأن الاستئصاليين في التجمّع (النظام السابق المبثوث في مفاصل الدولة وبعض الأحزاب المنبثقة عنه كحزب الحر الدستوري) لا التجمّع كلّه يعتمدون على الترهات، لأنّ القول بأنّ رئيس البرلمان يسيء إلى إدارة المؤسسة، ويعطل عملها هي تُهم عارية عن الصحة، إذ إن الدراسات بيّنت أن زيادة لا تقل عن 30% تم تسجيلها في عمل البرلمان مقارنة بالمجلس السابق في الفترة ذاتها.
وقال: رغم الداء والأعداء والتلفزيونات نجحت الديمقراطية في تونس، ونحن في بلادنا ندير الاختلاف بالكلام حتى وإن كان جارحاً أحياناً ولا نديرها بالقتل والذبح كغيرنا.
العيد عيدان
وأردف الغنوشي: من لعبوا معنا خسروا وسيخسرون دائماً، ولذا عيد النهضة هذه السنة كان عيدين؛ لأنّ الحرية انتصرت في تونس على الدكتاتوريين والحاقدين والحانقين والمتربصين بها.
وأكّد أنّ النواب الذين صوّتوا ضدّ لائحة سحب الثقة منه من خارج كتلة النهضة أدركوا أنّ البلاد التي تدير شؤونها حكومة تصريف أعمال في حاجة إلى الاستقرار ولا يمكن في هذا الظرف حل البرلمان.
وأثنى عليهم غيرتهم على تونس جعلتهم يصوتون لصالح الاستقرار رغم اختلافهم في التفكير معنا.
وذكّر بتضحيات النهضة وبحثها دائماً عن التوافق: نحن من أجل الاستقرار تخلينا عن السلطة في عام 2013؛ لأنّ ذلك كان في صالح تونس.
الإقصائيون يخافون المنافسة
وعلّق الغنوشي على دعاة تشكيل الحكومة القادمة دون النهضة قائلاً: هم إقصائيون ويخافون المنافسة، وتساءل: هل هناك من يقصي الحزب الأول والثاني في البلاد؟! هل هذه ديمقراطية؟! كيف تتشكل حكومة دون نهضة وقلب تونس والحزب الثالث والرابع؟! بماذا سيشكّلونها بالحزب العاشر؟! هذا التفكير دليل على أن الديمقراطية في خطر.
واعتبر أنّ الدساترة أبرياء من الإقصاء الذي يمثّله الحزب الدستوري الحر، إلا قلّة قليلة منهم، وأكد أنّ تفكيرهم خطر على تونس التي تسع الجميع.
قنوات مسخّرة للفتنة
وتطرق الغنوشي إلى بعض وسائل الإعلام الإقليمية التي تسعى لإطفاء الشمعة التي لا تزال مضيئة في ثورات الربيع العربي، قائلاً: بعض القنوات في الإقليم لم تغط يوم عرفة وسلّطت اهتمامها على تونس وعلى جلسة سحب الثقة من رئيس البرلمان.
وتابع: هو حق للنواب وممارسة ديمقراطية لا يعترض عليها أحد، لكن هذه القنوات استعدوا لعرس لم يتم، ولم تكن غايتهم نقل مشهد الديمقراطي من تونس لشعوبهم، بل ليفرحوا بسقوط رئيس البرلمان، وهو فرح أثيم والديمقراطية التي مكّنتا من هذا الخطاب الحر ضايقتهم.
تونس وليس الغنوشي
وأكد أن كل دكتاتورية في العالم تخشى من أي صوت حر ولو في آخر الدنيا، ومن ضايقهم ليس راشد الغنوشي بل تونس التي تتمتع بالحرية.
وأشار إلى أنّ حركة النهضة ناصرت في هذا الإطار الصحفي توفيق بن بريك، لا لأنّ أفكاره تتّفق مع أفكار الحركة، بل لأنّ الحرية حق، قائلاً: لقد فرحنا بخروجه من السجن وعودته إلى أهله.
واعتبر الغنوشي أنّ الكثير من الدول العربية يزعجها الشعب التونسي الحر الذي يختار مسؤوليه ويختار عزلهم أيضاً.
وواصل قائلاً: رئيس البرلمان لا يملك السلطة، بل مؤسسة البرلمان هي من تملكها، والنواب هم من يشرفون على الجلسات، ورغم ذلك أزعجهم وجوده هناك لأنّه إسلامي.
وكان رئيس كتلة حركة النهضة نور الدين البحيري قد أكد قبل ذلك أنه يملك أدلة قاطعة تفيد بمحاولة محور عربي بث الفوضى في البلاد.