أوقفت الشرطة عشرات الأشخاص، واستخدمت الغاز المسيل لتفريق مئات المتظاهرين في بورتلاند، في وقت متأخر السبت، فيما أحيت المدينة مرور 100 يوم على اندلاع الاحتجاجات التي نظّمتها حركة «حياة السود مهمة» المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة.
وسرعان ما أعلنت الشرطة التظاهرة «شغباً» بعدما ألقى متظاهرون زجاجات مولوتوف عليهم، وردت باستخدام وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
وقالت الشرطة: إن شخصاً واحداً على الأقل أصيب بها.
وألقى الشرطيون القبض على عشرات المتظاهرين خلال عمليات كر وفر في منطقة سكنية بشرق بورتلاند.
وأوضحت الشرطة أن المحتجين كانوا «يتصرّفون بشكل صاخب وعنيف؛ وبالتالي تسببوا عن قصد أو عن تهور في إثارة قلق السكان».
وكتبت شرطة بورتلاند على “تويتر”: «هذه أعمال شغب.. الشرطة تطلب من الموجودين الابتعاد والتفرق.. المتظاهرون يلقون زجاجات حارقة».
واندلعت الاحتجاجات الليلية بعد وفاة جورج فلويد أثناء توقيفه من قبل شرطة مينيابوليس في مايو.
وقد أثارت وفاة فلويد احتجاجات مماثلة في كل أنحاء البلاد، لكن في بورتلاند، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة (أكثر من 70% من البيض) نزل الناشطون إلى الشوارع ليلياً للمطالبة بالعدالة العرقية ومحاسبة الشرطة.
وقد وصف الرئيس دونالد ترمب المدينة بأنها محاصرة من قبل «عصابات» متورطة في «الإرهاب الداخلي» رغم أن التظاهرات كانت سلمية في معظمها.
لكن التوتر تصاعد مجدداً في نهاية الأسبوع الماضي بعد إطلاق شرطي النار على رجل حدد أنه من أنصار مجموعة يمينية، وقتله.
وكان مئات الأشخاص تجمعوا، السبت، في حديقة قرب بورتلاند لإحياء ذكرى آرون «جاي» دانيلسون أحد أنصار جماعة «باتريوت براير» اليمينية المتطرفة.
وقتل هذا الرجل البالغ من العمر 39 عاماً برصاصة بعد انضمامه إلى مؤيدي ترمب الذين نزلوا إلى بورتلاند ما أثار مواجهات مع متظاهري «حركة السود مهمة».
ولقي المشتبه به مايكل رينول (48 عاماً) حتفه في ولاية واشنطن المجاورة عندما حاولت الشرطة توقيفه.
وما زالت ملابسات وفاة دانيلسون قيد التحقيق، لكن يبدو أن رينول أقر بإطلاق النار عليه في مقابلة مع «فايس نيوز».
وقال دان (50 عاماً) الذي كان يعرف دانيلسون من خلال «باتريوت براير»: «نحن في خضم حرب أهلية بين الخير والشر، والخير هو كل الناس الذين تراهم هنا»، مشيراً إلى العائلات التي تجمعت قرب مكان مخصص لحفلات الشي رافعة العديد من الأعلام الأمريكية لهذه المناسبة.
وتابع: «الشر هو الليبراليون الذين يتركون هذه المدن تدمر من قبل حركة “أنتيفا” اليسارية المتطرفة أو “بي إل إم” (حركة السود مهمة) أياً كانت تسميتها».
ولولا مراسم تكريم الضحية ووجود مجموعات من الرجال الذين يحملون بنادق ومسدسات، كاد الجو في المنتزه في فانكوفر شمال بورتلاند ليكون أشبه بحفلة.
لكن دان كان متشائماً في شأن الاستعداد للانتخابات الرئاسية.
وتوقع أن «الشهرين المقبلين سيكونان فظيعين، سيكون هناك المزيد من العنف، سيكون هناك المزيد من الأعمال الوحشية».