انتهت الانتخابات، بفضل الله تعالى، ونجح من نجح، وهناك من لم يحالفه النجاح في هذه الانتخابات، وهذه سُنَّة الحياة، والحمد لله رب العالمين.
نقول شكراً للجميع، وجزاكم الله خيراً الكل ومن غير أي استثناء -وإن كان لنا بعض العتب في بعض مواقع لم يكن التنظيم فيها حسب المطلوب- وعلى رأس من نشكرهم من خادمي العملية، إذا جاز التعبير، وزارة الصحة بكل جهودها وتخصصاتها، ووزارة الداخلية، وكل من ساهم في نجاح العمل من مؤسسات الدولة، ونخص بالشكر أحبابي وملمعي الذهب، وملمعي ما لا يلمع بتلميعهم يكون لامعاً ونجماً؛ العاملين في الإعلام رجالاً ونساء، الإعلام الذي يلمع الجميع، ويظهر قدراتهم، ويبين للمواطن “فتافيت” الأمور ومحاورها، وما عظم منها وما دق في هذه المسالة وغيرها، فجزاكم الله كل خير، وهذا هو عهدنا بكم وفيكم يا أبناء الإعلام بكل مستوياتكم الوظيفية والفنية، وبارك الله فيكم أحبابي، ويعلم الله تعالى كم أحبكم، وأفهم مجهودكم العظيم في مثل هذه الأمور والمناسبات، وبيان الخطوات الأفضل للاختيار الأفضل.
الانتخابات يقوم فيها الناخبون باختيار ممثلهم الأفضل للأمة وللبلاد والعباد، دون النظر إلى صلة القرابة أو “الواسطة البغيضة” أو الطائفية أو القبلية والعائلية، وهذه -الانتخابات- ما عُرفت بها الكويت الحبيبة منذ تأسيسها حكماً أن المشاركة الشعبية في إدارة شؤون البلاد من خلال مؤسسات كبيرة، ومنها المؤسسة الشعبية المنتخبة (مجلس الأمة).
حقيقة الانتخابات من حسن حظنا في الكويت، نعم من حسن حظنا نحن الكويتيين نمارسها بحرية، وهذه من نعم الله تعالى علينا، وهي قدرنا بفضل الله تعالى وحوله وقوته، ولم تكن كما يظن البعض أنها مستجدة؛ بل هي كانت منذ القدم في أمة الإسلام حيث الاستفتاء بين سيدنا عثمان وسيدنا عليّ لاختيار الخليفة بعد سيدنا عمر رضي الله عنهم أجمعين، نعم.. فهناك من اختار سيدنا عثمان، وهناك من اختار سيدنا علياً رضي الله عنهما، إلا أن الأغلبية كانت من خلال الاستفتاء لسيدنا عثمان رضي الله عنه، فهذه مسألة مؤصلة في ديننا وسيرة ومسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح.
مجلس الأمة الكويتي كما هو معلوم، هو السلطة التشريعية والرقابية في الكويت الحبيبة، وكما هو معلوم دستور الكويت يؤكد أنه لا يزيد عدد الوزراء عن ثلث المجلس؛ أي أن الوزراء يجب أن يكون عددهم لا يزيد على 16 وزيراً، فلذلك الحكومة دائماً تبحث عن المحلل للحكومة، ونحن كشعب يجب أن نتقبل ذلك ونتفهمه، إلا إذا كانت هناك تغييرات أو تعديلات في مواد الدستور من خلال السلطة التشريعية لتعديل هذا الوضع إلى الأفضل.
أخيراً..
انتهت الانتخابات كما ذكرنا سالفاً، انتهت بفضل الله تعالى، وأنت أيها المواطن من اختار هذا العضو أو ذاك، وهذه مسؤوليتك أمام الله تعالى ثم أمام التاريخ والتطور الوطني من حيث إنجازات هذا المجلس الذي أنت من اختاره ومن نصَّبه هذا المنصب التكليفي حقيقة، وأنت لن تنتهي مهمتك عند التصويت فقط؛ بل لا بد من متابعة هذا العضو ومتابعة إنجازاته، وما إيجابياته لندعمها ونعززها، وما سلبياته لتوضيحها له ومن ثم الإعراض عنها، فلذلك الدواوين الكويتية لها دورها الفاعل، وعليكم مسؤولية المتابعة الجماعية والكتلية حتى يستشعر العضو أن من يتابعه يستطيع أن يثبته أو يقلعه بلا رجعة في حال عدم اندماجه كعضو مع مصالح البلاد والعباد ومن غير انحياز قبلي أو طائفي أو عائلي مقيت.
أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحب ربنا سبحانه وتعالى ويرضى، وأن يوفق الجميع لما يحب ربنا ويرضاه خدمة للعباد والبلاد.