ابن سبأ، ابن العلقمي، الديصاني، محمد علي باشا، سباتي زيفي، أتاتورك، عبدالناصر، القذافي، صدام الفتنة الكبرى! خميني إيران الولي الفقيه، بشار وأبوه وجده! اليازجي، البستاني، أبو رقيبة، بن علي، لورانس العرب، البهاء، كاظم الرشتي، عباس فتح، جيهان السادات، حاجي عبدالغفار، سوزان مبارك، الإحسائي، أخيراً حفتر ليبيا، بغدادي “داعش”، الحشد وقياداته، برهامي، رسلان، الجامية، المدخلي، الريس، وانبطاحهم المخزي، فاضل يهوذا، وغيرهم على مر التاريخ من أحزاب وتيارات تدعي نصرة الله وحزبه.. وهم من مصنع صهيون خرجوا!
نعم أيها القارئ الكريم، على مر التاريخ، ما انقطعت دواب الأرض من أجل أن تأكل منسأة الإسلام والدعوة إلى الله تعالى، هاجم البرتغاليون بأساطيلهم المنطقة وخصوا اليمن في عام 1513م، وهاجموا عدن بالذات من أجل احتلالها والسيطرة عليها، وحينها هاجر الكثير من أهالي عدن من مدينتهم وتركوها طلبًا للنجاة، ومن الطبيعي بقيت مجموعات من الشباب والقادرين على حمل السلاح من أجل مقاومة المحتل البرتغالي لبلادهم.
وكانت مقاومتهم شرسة؛ وما كان يتوقعها العدو المستعمر بهذه الشراسة والثبات، وكانت بالنسبة له مقاومة موجعة كمعتدٍ محتل.. نعم، أوجعته المقاومة كثيراً؛ رغم أن كل الدراسات والبحوث تقول: كانت مقاومة شبه عشوائية، ولم تكن منظمة تنظيمًا دقيقًا وحديثًا؛ كما نعلم من شأن في التنظيمات المعلومة لدينا اليوم.
استمرت المقاومة، وتضاعفت ضرباتها للعدو بشكل كبير ومكثف، وكل يوم عن يوم هي في تطور وازدياد مما جعل العدو المستعمر البرتغالي في حيرة وخوف وتردد بالرد عليها بنفس الأسلوب العسكري.
وهذه الحيرة جعلت العدو لا يفكر بالحرب الصلبة مع المقاومة التي أرهقته، وكبدته الكثير والكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد، فلجأ البرتغاليون لخطة مبتكرة من أجل القضاء على هذه المقاومة، وصنعوا سيناريو دائمًا يتكرر مع وعلى أمتنا ومع الأسف، وذلك بسبب جهلنا العميق في عدونا وعدم استفادتنا من التاريخ والأحداث.
جاء البرتغاليون برجل مجهول بالنسبة للشارع العدني وكان اسمه عبدالرؤوف أفندي، وأطلقوا عليه اسماً مألوفاً بالنسبة للشارع المسلم عموماً وأهل عدن على شكل الخصوص، أطلقوا عليه اسم “ياسين”، وكان ياسين هذا مجهولًا لأهل عدن، ولكن المستعمر البرتغالي بذل كل ما يستطيع من جهد مادي ومعنوي دعمًا لهذا “الياسين” المجهول.
دعموه بالمال والسلاح والمعلومات من أجل إظهاره أمام الشعب اليمني في عدن أنه البطل المخلص ولا سواه، كما هي الصورة طبق الأصل ما تعمل له القوى العالمية اليوم من أجل تلميع بطلها المصنّع الجديد حفتر حيث دعمه وتلميع نجوميته للسذج وأهل الانبطاح! من أجل تطبيق جريمتهم العالمية ومشاريعهم الخسيسة في منطقة العرب والمسلمين!
بعد أن تبينت القوة للبطل الجديد والمصنَّع “ياسين”، بدأ ينادي بالجهاد ضد المستعمر من أجل تحرير الوطن الغالي! وبالفعل توافد عليه الشباب، وأصبحت لديه مجاميع جهادية كبيرة يقودها البطل المصنَّع “ياسين”، ثم بدأت تمثيليات المعارك وسيناريوهاتها مع العدو كما هي تمثيليات “العدوان الثلاثي”، “أكتوبر”، وتمثيلية “التوحش الطائفي” إيران والعراق! كلها حروب أبطال من نفس الصنف المصنع في معامل حفرة كنيف العدو، وكلها سيناريوهات مرسومة تدفع الشعوب الساذجة ثمن خسائرها!
حينها شاع وذاع صيت “ياسين” البطل كما ذاع صيت محمد علي باشا، وعبدالناصر، وصدام، والأمة تدفع الثمن مع الأسف.
وكما هي العادة من أجل استكمال اللعبة حتى النهاية نادت أوروبا بمؤتمر عالمي من منطلق الإنسانية والسلام! وطلبت من البطل الذي أرغمها على السلام كما الحوثي اليوم! وأخيه البطل حفتر! طلبت من البطل “ياسين” أن يحضر المؤتمر وأطلقوا عليه “مؤتمر لسلام الشجعان!”.
قبل البطل الحضور مع رتوش للسيناريو متحديًا البرتغاليين الحضور، وكأن البطل تحداهم فاستفزهم فحضروا ليوجهوا الرسالة الإنسانية للسلام العالمي كما هي العادة ونراها اليوم أيضًا!
حينها أعلن البطل “ياسين” حكومته في جزء من عدن، وفي نفس الوقت اعترف البطل المصنَّع بحق البرتغاليين فيما تبقى من عدن!
فحكم البطل “ياسين” المناطق الفقيرة والتالفة، وأخذت البرتغال المناطق الغنية، التي فيها أهل المال ورؤوس الأموال والإنتاج! فأصبح العدو المستعمر يحكم الأقوى والأكثر مالًا! والسذج يهتفون يعيش “ياسين” يا يعيش؛ يا يعيش! وتقسمت عدن بين البطل “ياسين” ذليل البرتغاليين وصنيعتهم، والصانع لياسين البرتغالي! كيف هي عدالة؟! لا أدري!
هذه القصة وأمثالها تكررت كثيرًا في تاريخ منطقتنا! يتغير الزمان والمكان وشخوص القصة، ويبقى السيناريو هو هو! لا يتغير الفخ والتمثيلية هي هي، والخيانة هي هي، وذلك لغموض المنهج الذي تسير عليه الأمة، الذي كان يترنح ما بين القومية العربية! والحدود الجغرافية المصطنعة! لا وضوح في المنهج، والمعالم غبشة، وخطوطه وحدوده لم تكن واضحة كما هو منهج الإسلام؛ الكتاب والسُّنة والإجماع.
والمتأمل في وضع العالم العربي ومنطقتنا بالذات اليوم بدواعشها وجاميتها، وحشدها ومداخلتها، وجراحها الكثيرة يكتشف بكل سهولة وجود أكثر من “ياسين”، يراهم في ليبيا والعراق وسورية ولبنان واليمن، فسيرى “ياسين المداخلة”، و”ياسين الجامية”، و”ياسين الدواعش” و”ياسين الحشد”، و”ياسين حزب الله”، و”ياسين المتمثل في حفتر اليوم والحوثي” وغيرهم كثير، تقوم بنفس العملية والدور! لقد تم إنتاجهم وتصنيعهم بنفس الطريقة الاستعمارية القديمة، ومن ثم لدغ الأمة من نفس الجحر عشرات المرات، قد يختلفون في الأسماء لكنهم يتفقون في الهدف والمقاصد والمصنع الذي صنّعهم، فالكل يعمل بجد على تجزئة المجزأ، وتفتيت الشظايا الجغرافية إلى فسيفساء لعدم تدارك الوضع السيئ، ومن ثم لملمة الذات وإعادة النظر، وإصرار العدو المستميت على استمرار إسقاط مفهوم الدولة القوية في المنطقة العربية، وذلك لصالح دويلات تلجأ له باطراد، بكل صغيرة وكبيرة، يسعى لتكوينها وتأصيلها، وصناعة أقاليم وكيانات هشة، تقوم على فكرة التلاعب بحبال الانتماءات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية، ما يجعلنا نترحم على أيام “سايس بيكو”، حينها نسأل الله السلامة والعفو والعافية.
_______________________
إعلامي كويتي.