دعا “الاتحاد العام التونسي للطلبة” (أكبر منظمة طلابية في تونس) وزارة التعليم العالي في بلاده إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ السنة الجامعية بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس “ابن شرف”، وحماية مستقبل الطلبة من شبح السنة الجامعية البيضاء.
منع الدراسة
وحمّل الاتحاد، في بيان له، اطلعت عليه “المجتمع”، المسؤولية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في تونس، فيما آلت إليه الأوضاع بهذا المعهد بعد أن أقدمت مجموعة من “الغرباء” عن المعهد بتعاون مع منتسبين “للاتحاد العام لطلبة تونس” (يسار) على غلق المعهد ومنع آلاف الطلبة من إجراء امتحانات السداسي الثاني، حسب البيان، وذكّر البيان بأنّ هذه الوضعية حصلت في السداسي الأول وتتكرر منذ سنوات.
تأجيل الامتحانات
وكانت إدارة المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس أعلنت، يوم 3 يونيو الجاري، تأجيل الامتحانات على خلفية أحداث عنف جدّت داخل المعهد، بعد أن عمد “مجموعة من الغرباء” إلى منع أعداد من الطلبة من إجراء الامتحانات.
وذكر مدير المعهد في رسالة إلى وزيرة التعليم العالي أن المجلس العلمي اقترح غلق المؤسسة حتى “إجلاء الغرباء عن المعهد وتوفير الظروف السليمة للعمل وحماية للأعوان والأساتذة والطلبة من أحداث العنف”.
مؤسسة منكوبة
ووصف محسن الخوني، مدير المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس، في مقال نشره بجريدة “المغرب” التونسية، في 25 يونيو الحالي، هذه المؤسسة الجامعية بأنّها باتت “مؤسسة منكوبة بكل المقاييس”.
وقال: إنّ الأساتذة وممثليهم المنتخبين في المجلس العلمي والنقابة الأساسية يعانون أوضاعاً مهنية صعبة ومُهينة أحياناً، مصدرها “أفراد عنيفون”، في إشارة إلى المنتسبين إلى الاتحاد العام لطلبة تونس.
اصطفاف أيديولوجي
وأشار الخوني إلى أن الأزمة تعود إلى سنوات ماضية، ومن أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك رفض طالبة قرار رفت مجلس التأديب لها نهائياً للمرة الثانية وذلك منذ عام 2019م ومساندة منظمة طلابية (الاتحاد العام لطلبة تونس)
وقال مدير معهد ابن شرف: إنّ “لمثير للانتباه والصادم لمشاعر أغلب الأساتذة الباحثين صمت الجامعة العامة للتعليم العالي عن هذه التجاوزات إذ لم يصدر عنها طوال هذه الأزمة أيّ بيان مساندة للأساتذة وممثليهم المنتخبين.
واستنكر الخوني موقف القياديين النقابيين بالجامعة العامة للتعليم العالي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، واعتبر تحركاتهما مدفوعة بالموالاة أو تصفية الحسابات.
وتابع الخوني: لقد بلغ الأمر برأسيها المعروفين إلى تبرير العنف الذي مورس على الجميع في المعهد وطال الكاتب العام للنقابة الأساسية للمدرسين الباحثين بالمعهد.
تهديد بالحرق
وأضاف: ثمة حادثة لن تمحى من ذاكرة المعهد وتتلخص في اجتماع انعقد في يونيو 2019 دعت إليه النقابة الأساسية للمعهد تضامناً معي بصفتي مديراً للمعهد إثر احتجازي وتهديدي بالحرق في مكتبي من قبل زمرة من الأفراد بعضهم طلبة والبقية مجهولو الهوية.
كان الحضور مكثفاً وإدانة العنف شديدة والمساندة مطلقة للأساتذة في حين اكتفى السيدان حسين بوجرة وعبد القادر الحمدوني (الاتحاد العام التونسي للشغل) بالإشارة إلى أن العنف استشرى في البلاد عامّة وليست الجامعة استثناء ممّا فهم منه أنهما يبرران ما وقع ويعوّمان الحادثة فلم يجد تدخلهما استحساناً من الحاضرين ووجه إليهما العديد نقداً صريحاً، ورغم أن الأغلبية كانت ضد رأييهما فقد استمرا في التمسك بقناعتهما.
واعتبر مدير معهد ابن شرف أنّ مواقف عديدة جعلت منظوري الجامعة العامة بمثابة “فصيل طلابي معين وليس عموم الأساتذة.
وأضاف: الأدهى من ذلك أنهما تحولا إلى لسان دفاع عن الطالبة المطرودة أينما حلاّ بدءاً بالمركزية النقابية واعتبرا كل من لا يرى المشهد مثلهما متواطئ مع الإدارة وكأنني لست أستاذاً أولاً وأخيراً، بل كأنني صاحب مصنع في القرن التاسع عشر والطلبة والأساتذة طبقة مستغلّة.
سجل العنف
لم تكن هذه الحادثة سابقة في تاريخ المعهد؛ إذ إن سجل اليسار في الجامعة حافل بمثل هذه الاعتداءات إلى تحوّلت إلى عدوان مستمر منذ عقود واستمر بعد الثورة، فقد استقدم غرباء عن الجامعة ليساهموا في الاعتداء بالعنف الشديد على بعض الطلبة العزل من منتسبي “الاتحاد العام التونسي للطلبة” ولا سيما إحدى الطالبات المنتسبات لـ”الاتحاد العام التونسي للطلبة”، وقد رفضت إدارة المعهد العالي للغات بتونس تمكين المعتدى عليهم من الصور التي التقطتها كاميرات المعهد؛ مما دفع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة حمزة عكايشي، وكاتب عام الهيئة المؤسسة، وكافة الأعضاء بالمعهد العالي للغات بتونس بورقيبة سكول للدخول في إضراب مفتوح احتجاجاً على رفض الإدارة تسليمهم أشرطة الاعتداء الذي تعرض له الطلبة، ولا سيما عضوة الهيئة المؤسسة أميمة البجاوي وممثل الطلبة فادي أولاد عمر، من قبل منظمة اتحاد طلبة تونس الذين استعانوا بأطراف غير طلابية من خارج المعهد لتنفيذ الاعتداء.
حادثة أخرى
وكان الاتحاد العام لطلبة تونس قد تسبب، في وقت سابق، بإغلاق المعهد العالي للعلوم الإنسانية، ابن شرف، بتونس واستخدم طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس العنف داخل المعهد لمنع الطلبة من الدراسة بالقوة، كما تم اقتحام الإدارة وتحديداً مكتب المدير ومحاولة الاعتصام داخله.
بل واعتدت إحدى المنتسبات له الطالبة المطرودة على مدير المعهد بالعنف الشديد بحضور الكاتب العام للمعهد، وهو ما استوجب شهادة طبية بنحو 20 يوماً من الراحة، وتقدم المدير على إثر ذلك بشكاية في الغرض وتم إيقاف الطالبة، غير أن ذلك لم يرق لزملاء الطالبة ولم يرق لبعض الأساتذة المحسوبين على جبهة اليسار، وأقحموا طلبة اليسار في اعتصام وإضراب متواصل إجباري حيث قاموا بمنع الطلبة من الدراسة بالقوة، وذلك بإفراغ كل قاعات المعهد من الكراسي والطاولات ووضع الحواجز والمتاريس في المنافد المؤدية إلى قاعات الدراسة، وقد واكب هذا الإضراب تنظيم مجموعة من الاجتماعات للأساتذة المحسوبين على اليسار بإشراف نقابة الأساتذة وبحضور ممثل عن الجامعة العامة للتعليم العالي وبدل أن يتضامنوا مع المدير المنتخب الذي تعرض إلى العنف انبروا يمارسون عليه الضغوط بغاية إجباره على تقديم استقالته وبغاية إعادة النظر في قرارات مجلس التأديب وإعادة الطالبة المذكورة إلى الدراسة.