حذر المتحدث باسم أهالي سلوان في القدس المحتلة فخري أبو ذياب من عملية تهجير 100 ألف فلسطيني من مدينة القدس بعد أن أصدر الاحتلال الصهيوني إخطارات بهدم منازلهم، لافتاً إلى أن 23 ألف منزل في أحياء القدس وضعها الاحتلال على قائمة الهدم، إضافة لمواصلة حصار المسجد الأقصى المبارك بالأحزمة الاستيطانية ومخططات التهويد المستمرة لأحياء البلدة القديمة بهدف تغير واقعها الجغرافي والسياسي والتاريخي.
وعما يحدث في القدس من هدم وتهجير وتطهير عرقي وعمليات تهويد مستمرة، حاورت “المجتمع” المتحدث باسم أهالي سلوان في القدس المحتلة فخري أبو ذياب.
في ظل عمليات الهدم المستمرة والحفريات، لو تحدثت لنا عن جغرافية وتركيبة بلدة سلون في القدس المحتلة، ولمَ هي مستهدفة بشكل خطير من الاحتلال الصهيوني؟
– سلوان هي البلدة الملاصقة للسور الجنوبي والجنوبي الشرقي للبلدة القديمة والمسجد الأقصى، وتمتد على مساحة 5640 دونماً، ويسكنها 59 ألف نسمة من العائلات الفلسطينية العريقة في القدس، وتقسم بلدة سلوان إلى 12 حياً تنبض من بين جنباتها تاريخ وحضارة القدس، وسلوان مستهدفة من قبل الاحتلال وجمعياته الاستيطانية لأهداف سياسية وأيديولوجية دينية، وقد سلمت سلطات الاحتلال أوامر هدم حتى الآن 6817، يضاف إلى أن سلوان بها 6 أحياء مهددة بالهدم بالكامل أو بالطرد والاستيلاء على المنازل، وهي حي وادي حلوة والبستان ووادي الربابة وحي وادي ياصول، وعين اللوزة، وحي وادي حلوة يقع في الناحية الغربية والغربية الشمالية لسلوان، وهو ملاصق للسور الجنوبي للبلدة القديمة من القدس والمسجد الأقصى المبارك، يمتد على مساحة 750 دونماً، وعدد سكانه من المقدسيين 5 آلاف نسمة، تعمل الجمعيات الاستيطانية على تهويده بالكامل، وقد غيرت اسمه وهودته وتطلق عليه “مدينة داود”، وتحفر الجمعيات الاستيطانية وخاصة جمعية “العاد” الاستيطانية أنفاقاً أسفل منازل الحي، ووصل عدد الحفريات والأنفاق إلى 21 حفرية ونفقاً في هذا الحي الذي به 128 منزلاً مهدداً بالانهيار والسقوط نتيجة الحفريات والتشققات والتصدعات بفعل الأنفاق واستمرار الحفريات، ويوجد بحي وادي حلوة 42 بؤرة استيطانية ينطلق المستوطنون في تنفيذ هجماتهم على الأقصى والمنازل المقدسية منها.
6 أحياء في القدس مهددة بالهدم الكامل وبلدة سلوان تتعرض لتطهير عرقي
لحي البستان المهدد بالهدم الكامل حكايات عن عنجهية الاحتلال وعصابات المستوطنين، لو حدثتنا عنه وعن صمود أهله لإحباط مخططات الترحيل والتهويد.
– هو حي سكني يقع في قلب بلدة سلوان، ويمتد على مساحة 70 دونماً، يعيش فيه 1550 نسمة، والاحتلال أصدر أوامر هدم لـ100 منزل فيه، وهذه الأوامر لا رجعة فيها، ولا يمكن الاعتراض أو الاستئناف عليها لدى المحاكم “الإسرائيلية”، والهدف من هدم حي البستان نية الاحتلال إقامة حديقة وطنية توراتية، وقد غيرت ما تسمى بلدية الاحتلال في القدس من “حي البستان” في الدوائر الرسمية إلى “حديقة الملك”، وهذا تزوير للتاريخ والحضارة، وفي إطار محاولات الاحتلال طمس ما هو عربي في القدس، كما أن بطن الهوى الذي هو جزء من الحارة الوسطى لسلوان حيث تزعم الجمعيات استيطانية ملكيتها لنحو 5200 متر مربع، وهذا يعني تشريد 86 عائلة تتكون من 726 فرداً.
الأمر لم يتوقف عند تلك الأحياء، ماذا عن أحياء وادي الربابة ووادي ياصول وعين اللوزة التي يخطط الاحتلال لإقامة المئات من الوحدات الاستيطانية فيها؟
– حي وادي الربابة يقع في الناحية الغربية لسلوان، ويمتد على 180 دونماً، وعدد سكانه 987 نسمة، منهم 405 أشخاص مهددين بهدم منازلهم بادعاء أنها غير مرخصة، والاستيلاء على الأراضي لإقامة حدائق توراتية وتهيئة المنطقة للبنية التحتية للقطار الهوائي التهويدي الذي سيمر من على أراضيها، كما أن وادي ياصول الذي يقع في الناحية الجنوبية الغربية لسلوان يمتد على مساحة 310 دونمات، وعدد سكانه يبلغ 1050 نسمة، ويوجد به 84 منزلاً مهدداً بالهدم بعد استلام أصحاب المنازل أوامر هدم بحجة عدم الحصول على تراخيص بناء، يضاف لذلك وجود 283 منزلاً تسلمت أوامر هدم في عين اللوزة.
هل هذا يعني أن معظم المنازل في سلوان مهددة بالتهجير والهدم؟
– بلدة سلوان بالمناسبة تبلغ مساحتها 5640 دونماً، يخطط الاحتلال لهدم 6818 منزلاً فيها، وكل تلك المنازل تقع في محيط الأقصى من الجهة الجنوبية، حيث تعد منطقة سلوان مستهدفة بشكل خطير وذلك لإحكام السيطرة على محيط الأقصى للانقضاض عليه.
عمليات الهدم والتهجير بالتأكيد يقابلها إقامة المئات من الوحدات الاستيطانية لو حدثتنا عنها.
– في سلوان وحدها أقام الاحتلال أكثر من 78 بؤرة استيطانية، من خلال الاستيلاء على عقارات الفلسطينيين أو منازلهم وأراضيهم، وتحولت تلك البؤر لمراكز انطلاق من قبل المستوطنين لاستهداف الأقصى والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم، خاصة وأن هؤلاء المستوطنين مدججون بالسلاح وبحماية كاملة من قوات الاحتلال، كما أن هناك سياسة متبعة من الاحتلال وهو منع الفلسطينيين من البناء ورفض كل المخططات الهيكلية الخاصة بالبناء وذلك في إطار الصراع الديمغرافي بهدف جعل الأغلبية للمستوطنين.
سؤالنا الأخير؛ حالة الصمود والمقاومة والثبات الفلسطيني في وجه الاحتلال لو حدثنا عنها.
– الشواهد كثيرة على صمودهم، حي الشيخ جراح، الأهالي فيه هزموا الاحتلال بصمودهم على الرغم من القتل والاعتداء والاعتقالات، وسجل الشيخ جراح أسطورة في الصمود والمقاومة، القدس وحدها سجلت خلال الشهور الثلاثة نحو ألف حالة اعتقال من قبل الاحتلال الذي يعتدي ويقتحم المنازل وخيام الاعتصام، في محاولة لكسر إرادة الصمود، وكذلك الحال في حي البستان وعلى بوابات الأقصى، والكل يرفع شعار “لن نرحل”، ويؤكدون أن ما يحدث في القدس هو نكبة جديدة، فيما المجتمع الدولي صامت على جرائم التطهير العرقي والتهجير، لذلك يجب على الأمتين العربية والإسلامية دعم صمود أهالي القدس الذين يخوضون معركة شرسة مع الاحتلال، وتوفير كل مقومات الصمود والثبات لهم.