ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن الأوساط الأمنية “الإسرائيلية” عبرّت عن مخاوفها من تمكّن الأسرى الفلسطينيين الستة الذين نجحوا في الفرار، فجر اليوم (الاثنين)، من سجن “جلبوع” (شمال فلسطين المحتلة عام 1948)، بالوصول إلى الضفة الغربية المحتلة أو الأردن التي أُبلغت بتكثيف قواتها على الحدود.
وتأتي هذه المخاوف بعد كشف وسائل إعلام عبرية، عن تلقي الأسرى الفلسطينيين الستة، مساعدة من فلسطينيين من الخارج، بما في ذلك استخدام هاتف خلوي تم تهريبه إلى السجن، كما كانت سيارة في انتظارهم، ولا تستبعد أن يكونوا مسلحين.
وقال موقع “واللا” الإخباري العبري إنّ “حادث هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من جلبوع، الذي يُعتبر أحد أشد السجون حراسة، بدأ حوالي الساعة 3:25 صباحًا (بالتوقيت المحلي) وبعد حوالي نصف ساعة انكشف الأمر، بعد قيام مزارعين إسرائيليين بالإبلاغ عن وجود أشخاص مشبوهين في أراضيهم، اعتقدوا أنهم لصوص“.
وأضافت: “عندها فقط تم اكتشاف هروب الأسرى الستة، وبدأت المروحيات والطائرات المسيرة ومئات الجنود بمساعدة الكلاب في إجراء عمليات التمشيط بحثا عن الأسرى، وفي الوقت نفسه طُلب من المستوطنين المساعدة في عمليات البحث داخل المستوطنات، فيما بدأت قوات كبيرة من جيش الاحتلال في عمليات تمشيط في الضفة الغربية لا سيما في جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)“.
وحسب هذه المصادر، فإن الأسرى الستة يعيشون في زنزانة واحدة، بينهم قائد “كتائب شهداء الأقصى” (محسوبة على حركة “فتح”) السابق في جنين، والباقون من حركة الجهاد الإسلامي.
وقالت مصادر أمنية صهيونية “إن فرار الأسرى الستة مربك وخطير خصوصا أن الأسرى الستة، خططوا للهرب منذ فترة طويلة، وحفروا النفق على امتداد عدة شهور، دون أن تلاحظ ذلك سلطة الاحتلال في السجن“.
وأضافت أن الأسرى حفروا النفق من خلال قنوات الصرف الصحي للحمامات .
وأشارت إلى أن أجهزة الأمن “الإسرائيلي” تعتقد أن الأسرى وصلوا إلى منطقة جنين، وأنها تخشى أمرين: احتمال أن يحاول بعض الأسرى تنفيذ هجمات، والخوف من محاولة الهروب إلى الأردن.
وقال مسؤول بارز في شرطة الاحتلال: “لا يسع المرء إلا أن يرتجف من فكرة أنهم ربما دخلوا أحد المنازل في المستوطنات المجاورة، وأخذوا رهائن للمساومة“.
وقال مصدر أردني تحدث لـصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية (لم تكشف عن هويته): “إن (إسرائيل) بعثت برسالة إلى الأردنيين مفادها أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتكثيف وتعزيز قواته على الحدود الشرقية للاشتباه في أن الفارين مسلحين وسيحاولون عبور الحدود إلى الأردن“.
يشار إلى أن سجن “جلبوع” والذي سمي نسبة إلى الجبل المقام عليه، يقع شمالي فلسطين المحتلة، وأُنشئ بإشراف خبراء أيرلنديين وافتتح في العام 2004 بالقرب من سجن شطة في منطقة بيسان.
ويُعد السجن ذا طبيعة أمنية مشددة جدا ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة، ويحتجز الاحتلال فيه أسرى فلسطينيين يتهمهم بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات فدائية.