تحتفي مصر اليوم بالذكرى 48 لانتصارات السادس من أكتوبر 1973م على الكيان الصهيوني، وسط إبراز للمشاركة العربية العبقرية في الحرب وبخاصة لدولة الكويت التي أشارت الصحافة المصرية في تغطيتها إلى مشاركتها اللافتة بالمال والجند والنفط.
مشاركة عبقرية تاريخية
المحلل الإستراتيجي والعسكري اللواء حمدي بخيت أدلى بشهادته في تصريحات خاصة لـ”المجتمع”، مؤكداً أنه كان بجوار الكتيبة الكويتية في الحرب، وأن العرب قدموا الكثير بناء على رؤية واعية من الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لتأكيد الوفاق الوطني العربي.
وقال في تصريحاته: “تجلت عبقرية الموقف المصري والعربي في توحيد الرئيس السادات للجهود العربية في الحرب، واعتبر كل مشاركة مهما تكن جزءاً مهماً في المواجهة لتأكيد أهمية المشاركة العربية في استعادة الكرامة والقيمة والقامة العربية والأرض السلبية وإحداث وفاق وطني عربي”.
اللواء بخيت: تضامن عربي عبقري ومشاعر لا تنسى
وأضاف أنه قاتل في قيادة الجيش الثالث الميداني وكان على الجانب الأيمن منه الكتيبة الكويتية فيما يعرف وادي حجول، في إطار المشاركة الكويتية المستمرة لدعم الجيش المصري في المواجهة بجانب دول أخرى، منها: السعودية والجزائر وفلسطين والسودان.
وأكد أن وجود لحمة عربية في هذا الوقت كنوع من الدعم المعنوي والسياسي والعسكري للجيش المصري أسهم بقوة في الانتصار العظيم كل حسب طاقته، مشيراً إلى أن مشاركة الكويت على سبيل المثال بكتيبة بالمقارنة إلى نسبة إلى عدد قواتها هو أمر عظيم وقرار يعني مشاركة كبيرة.
وأوضح أن الشعور العربي بالنصر في هذا اليوم شعور عظيم لا ينسى، وينبغي أن تسجله كل أمة في سجلاتها ومناهجها فهو تاريخ عسكري بارز وبطولات شعبية عربية لا تنسى أبداً.
تسليط الضوء
وثمنت تقارير صحفية مصرية متعددة الدور العربي في انتصار أكتوبر، وبخاصة المشاركة الكويتية البارزة، وفق ما رصد مراسل “المجتمع”.
تقارير صحفية تبرز الدور الكويتي في حظر بيع البترول
وقال الكاتب الصحفي المصري عادل السنهوري، في مقاله، اليوم الأربعاء، “العرب وحرب أكتوبر”: “ربما لا تعرف الأجيال الجديدة التي لم تعش هذه الأيام وما بعدها عظمة الموقف العربي الذي تجلى في أبهى صوره بوحدة الكلمة والموقف لدعم الجيشين المصري والسوري في معركة تحرير الأرض واسترداد الكرامة”.
وأبرز في مقاله المشاركة الكويتية قائلاً: “شاركت الكويت في مبادرة حظر النفط للدول المؤيدة لـ”إسرائيل”، كما شاركت بقوتين أحدهما في الجيش المصري وأخرى في الجيش السوري وتم تدعيم الجيشين بعدة مدرعات ودبابات، وأمر الشيخ صباح سالم الصباح بإرسال سرب من طائرات هوكر هنتر يتألف من 5 طائرات وطائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز وبقي في مصر حتى منتصف عام 1974م”.
كما أشارت مجلة الإذاعة والتلفزيون الحكومية في تغطية الذكرى 48 للانتصار إلى مشاركة الكويت بجانب الدول العربية في المعركة مؤكدة أنها كانت “ملحمة كبيرة تضافر فيها السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والفن معاً، ولم تكن إلا نتاج تعاون بين مختلف الدول العربية، ومنها الكويت والسعودية والإمارات والعراق وليبيا وسورية والجزائر، بل وجيبوتي والصومال”.
ولفت تقرير بجريدة “أخبار اليوم” الحكومية تحت عنوان “عبقرية التضامن العربي” إلى لحظة التكامل العربي في انتصار السادس من أكتوبر 1973م.
وأبرز التقرير مشاركة الكويت البارزة بالمال والقوات، نقلاً عن مذكرات الفريق سعد الشاذلي رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر.
42 شهيداً للكويت منذ حرب الاستنزاف حتى الانتصار
42 شهيداً
وشاركت الكويت بكوكبة من فرسانها في الدفاع عن مصر، وأرسلتهم إلى منطقة رفح صبيحة يوم الخامس من يونيو 1976م، ليكون لواء اليرموك الكويتي الوحدة العسكرية العربية الوحيدة التي شاركت الجيش المصري في مسرح عمليات سيناء.
وبحسب التقارير المتواترة، فإن عدد شهداء الكويت في حرب أكتوبر وما سبقها من حرب الاستنزاف وصل إلى 42 شهيداً من رتب مختلفة، منهم 14 شهيداً في حرب أكتوبر.
ويرقد شهداء دولة الكويت في الجزء الأول من مقابر الجيش الثالث في الكيلو 61 بطريق السويس -القاهرة.
حظر النفط
وشاركت الكويت في المبادرة العربية لحظر الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة، رداً على طلب رئيس الولايات المتحدة ريتشارد نيكسون من الكونجرس اعتماد 2.2 مليار دولار في مساعدات عاجلة للكيان الصهيوني.
وشاركت الكويت في 16 أكتوبر في خطة رفع الأسعار النفطية من جانب واحد بنسبة 17% إلى 3.65 دولار للبرميل الواحد، وإعلان خفض الإنتاج، وذلك بجانب المملكة العربية السعودية، وإيران، والعراق، والإمارات العربية المتحدة، وقطر.
ووافقت الكويت في 17 أكتوبر في اجتماع وزراء “أوبك” على استخدام النفط كسلاح لمعاقبة الغرب على دعم الكيان الصهيوني في الحرب العربية الصهيونية، وأوصى الاجتماع بالحظر ضد الدول الموالية للكيان الصهيوني وخفض الصادرات.