في عام 1920م وقبل أن ينشأ الكيان الصهيوني على أرض فلسطين أُنشئ “مطار قلنديا الدولي”، وبدأ استخدامه عام 1924م، وتم افتتاحه أمام الرحلات الدولية عام 1936م، إبان الاحتلال البريطاني لفلسطين، وهو أقدم مطار أُنشأ على أرض فلسطين.
وبدأت فصول المخططات الاستيطانية التهويدية بعد احتلال الصهيوني للقدس والضفة المحتلة عام 1967م من خلال تجريف الأراضي المحيطة بالمطار وإقامة حاجز عسكري يفصل مدينة القدس عن رام الله يطلق عليه “حاجز قلنديا”، ومحاصرته بالمستوطنات وشق الطرق الاستيطانية في عمق منطقة المطار الذي تم تدميره بشكل تدريجي، وذلك للتمهيد للاستيلاء على منطقة المطار الذي شرع الاحتلال بتحويله لمستوطنة من خلال، إقرار مخططات استيطانية لإقامة عشة آلاف وحدة استيطانية.
تفاصيل المخطط الاستيطاني
يقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف لــ”المجتمع”، إن المخطط الاستيطاني هدفه إقامة عشرة آلاف وحدة استيطانية بعد الاستيلاء على 1240 دونماً من أراضي المطار، لإقامة مستوطنة جديدة ونقل آلاف المستوطنين إليها، ضمن مخططات التهجير والاقتلاع والتفريغ للوجود الفلسطيني في منطقة القدس، وصولاً لمحاصرة القدس بالأحزمة الاستيطانية من الشمال إلى الجنوب، لقتل حلم الشعب الفلسطيني بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
عساف: المخطط يهدف للاستيلاء على 1240 دونماً من أراضي مطار قلنديا
وأشار عساف إلى أن الاحتلال يسابق الزمن لتغيير مشهد القدس السياسي والجغرافي والحضاري، مؤكداً أن كل محاولات الاحتلال لتغيير وتزييف تاريخ وحضارة القدس لن تنجح كسر إرادة صمود وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وأن مدينة القدس تتعرض لحرب تهويد شرسة من قبل الاحتلال زادت وتيرتها بشكل متسارع في الآونة الأخيرة.
بدوره، قال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا لـ”المجتمع”: إن أعمال التجريف في مطار قلنديا شملت شق خمسة طرق استيطانية أربعة منها لربط مستوطنة المطار بالمستوطنات المقامة شرق القدس ومنها إلى المستوطنات المقامة في الأغوار، والطريق الاستيطاني الخامس جنوب قلنديا بمدينة القدس وصولاً لمدينتي بيت لحم والخليل، حيث شرعت قوات الاحتلال بشق طريق استيطاني يمتد من جنوب الخليل وصولاً إلى شرق مدينة القدس وصولاً لطوباس.
الخواجا: الاستيلاء على مطار قلنديا هو لفصل القدس عن رام الله وإقامة مدينة استيطانية كاملة
وأكد الخواجا أن المخطط الجديد يتضمن وحدات استيطانية ومحال تجارية ومنطقة صناعية، وهذا يؤهل المستوطنة المتوقعة إلى الارتقاء لمصاف مدينة استيطانية كاملة تتسع لما لا يقل عن 40 ألف مستوطن يتوزعون على 10 آلاف وحدة، قد يضاف لها 4 آلاف وحدة في المستقبل القريب.
قلنديا مخطط تهجير
من جانبه أكد منسق عام لجان المقاومة الشعبية عزمي الشيوخي أن الاحتلال هدم عشرات المنازل في منطقة قلنديا، وذلك في إطار مخططات الاحتلال الهافة لإقامة مستوطنة جديدة، وتم تهجير عشرات العائلات الفلسطينية من منازلهم، في اطار مخطط الاحتلال لحصار القدس بالمستوطنات، وتغيير كل معالم المدينة المقدسة.
وبين الشيوخي أن مقاومة الاستيطان والاحتلال مستمرة ولن نسمح بنكبة جديدة “أمام عظماء فوق الأرض أو شهداء تحت ترابها”، لافتاً إلى أن كل أدوات المقاومة ستستمر لإحباط مخططات الاحتلال الاستعمارية، ومن حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن أرضه ومقدساته.
الشيوخي: سنواصل مقاومة الاستيطان.. إما عظماء فوق الأرض أو شهداء تحت ترابها
وتقول وسائل الاعلام الصهيونية: إن مخطط إقامة عشرة آلاف وحدة استيطانية في قلنديا تعود مراحله الأولى إلى عام 2004، وأن مشروع إقامة المستوطنة الجديدة دخل المراحل الأخيرة التي تسبق إقرار موعد بدء التنفيذ، بعد أن عاد بقوة في عهد إدارة دونالد ترمب مقاليد رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة السابقة، وقد عزز صعود نفتالي بينيت لرئاسة الوزراء في كيان الاحتلال مخططات الاحتلال الاستعمارية حيث يعتبر بينت مستوطن من الدرجة الأولى، وسيسخر كل الدعم لتعزيز الاستيطان في الضفة المحتلة.