حذّر وزير الدفاع التايواني تشيو كو تشينج، اليوم الأربعاء، من أن الصين ستكون قادرة على شن “غزو شامل” للجزيرة بحلول عام 2025، مشيرًا أن مضيق تايوان يشهد “أصعب وضع” خلال العقود الأربعة الأخيرة.
ونقلت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” اليومية عن وزير الدفاع التايواني قوله لأعضاء البرلمان “إنه أصعب وضع رأيته منذ أكثر من 40 عامًا من حياتي العسكرية”.
جاءت تصريحات الوزير وسط تصاعد التوتر في المنطقة، حيث أرسلت الصين طائرات حربية لما يقرب من 150 مرة إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية (ADIZ) خلال الأيام القليلة الماضية.
وتعرف منطقة (ADIZ) بمنطقة الدفاع الجوي لأي بلد، حيث يحق لها مطالبة الطائرات التي تدخل هذه المنطقة بالتعريف عن نفسها.
وتابع الوزير قائلاً: “بحلول عام 2025، ستكون بكين قادرة على الحفاظ على تكلفة مثل هذا الصراع عند الحد الأدنى، مما يعني أنها ستتمتع بالقدرة الكاملة على بدء الحرب”.
وأضاف أن “الشيوعيين الصينيين لديهم بالفعل القدرة على القيام بذلك الآن، إلا أنهم بحاجة إلى التفكير في تكلفة وعواقب بدء الحرب”.
وفي وقت متأخر مساء الثلاثاء، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الصيني شي جين بينغ، عن التوتر المتصاعد بشأن تايوان.
وقال بايدن في تصريح صحفي تعليقًا على المحادثة: “تحدثت مع شي عن تايوان، نحن نتفق.. سنلتزم باتفاقية تايوان”.
وأضاف: “أوضحت أنني لا أعتقد أنه يجب عليه أن يفعل أي شيء آخر غير الالتزام بالاتفاق”.
وفي 23 سبتمبر الماضي، أعلنت تايوان تقدمها بطلب للانضمام إلى اتفاقية “الشراكة عبر المحيط الهادئ”، ما أدى إلى صدام جديد مع بكين.
وتهدف اتفاقية “الشراكة عبر المحيط الهادئ” إلى تعميق الروابط الاقتصادية بين الأعضاء، من خلال خفض التعريفات الجمركية على المنتجات الزراعية والصناعية، وتخفيف قيود الاستثمار وتعزيز حماية الملكية الفكرية.
وتستحوذ “الشراكة عبر المحيط الهادئ”، التي دخلت حيز التنفيذ في 2018، على حوالي 13 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بمشاركة 11 دولة تضم كلا من أستراليا وبروناي وكندا وتشيلي واليابان وماليزيا والمكسيك ونيوزيلندا وبيرو وسنغافورة وفيتنام.
واعترفت الولايات المتحدة رسميًا بـ”جمهورية الصين الشعبية” عام 1979، وحوّلت العلاقات الدبلوماسية من تايبيه إلى بكين، لتعتبر بذلك تايوان جزءًا من الأراضي الرئيسية للصين.
ومع ذلك، وصفت واشنطن التي تعتبر المورد الرئيسي للأسلحة إلى تايبيه، النشاط الجوي المتزايد لبكين فوق مضيق تايوان بأنه “إجراءات استفزازية ومزعزعة للاستقرار”.
وردت الصين على ذلك بالقول إن “تأكيدات الجانب الأمريكي تنتهك سياسة الصين الواحدة، وترسل إشارة خاطئة وغير مسؤولة للغاية”.
وتشهد العلاقات بين بكين وتايبيه توترا منذ عام 1949، عندما سيطرت قوات يقودها “الحزب القومي” على تايوان بالقوة، عقب هزيمتها في الحرب الأهلية بالصين، وتدشين “الجمهورية الصينية” في الجزيرة.
ولا تعترف بكين باستقلال تايوان، وتعتبرها جزءًا من الأراضي الصينية، وترفض أية محاولات لسلخها عن الصين، وبالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية.