مؤخراً، كانت هناك حالة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي؛ رفضاً لامتثال شركة «آبل» لطلب الحكومة الصينية بحذف تطبيق «القرآن المجيد» من متجرها «آبل ستور».
وتطبيق «القرآن المجيد» تطبيق معروف لقراءة القرآن والجوانب الإسلامية الأخرى كمواعيد الصلاة واتجاه القبلة، وأدعية إلى جانب خدمات دينية للمسلمين منها مواقع المساجد القريبة.
في تركستان.. ليس مجرد تطبيق:
إذا كان حذف تطبيق «القرآن المجيد» في الصين بناء على طلب حكومة بكين يمثل تدخلاً في الشأن الديني للمسلمين، وما يستخدمونه من تطبيقات تساعدهم في المواظبة على قراءة القرآن أو تسهل معرفة وقت الصلاة واتجاه القبلة، إلا أن الأمر في تركستان الشرقية الخاضعة للاحتلال الصيني ليس مجرد تطبيق تتم إزالته من متجر للتطبيقات الإلكترونية، وإنما محو هوية شعب بأكمله، فما يتم نزعه هنا قسراً هي الهوية الإسلامية.
فخلال أكتوبر 2021م، كشف محقق صيني سابق كان مشاركاً في تعذيب مسلمي تركستان الشرقية عن بعض الأساليب الصينية التي يخضع ويتعرض لها المسلمون السجناء في معسكرات الاعتقال، وذلك في مقابلة عرضتها شبكة «CNN” الأمريكية.
وقال المحقق الصيني الذي يدعى “جيانغ”، ونجح مؤخراً في الفرار إلى أوروبا: “تلقينا أوامر من السلطات الصينية بتعليق الرجال والنساء والأطفال في السقف وتعذيبهم، إضافة إلى ضرب المعتقلين وصعقهم بالكهرباء بل والاعتداء الجنسي عليهم، إلى جانب استخدام أسلوب “الإيهام بالغرق” لإجبار المعتقلين على الاعتراف بتهم الإرهاب، رغم أن أياً منهم لم يرتكب أي جريمة في الأساس بل هم مجرد ضحايا لسياسة الاعتقال الجماعي.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل كشف تقرير أعده مؤخراً المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية، ونشرته صحيفة “الجارديان”، أن الصين تستخدم مخبرين شيوعيين من قومية الهان لمراقبة الإيغور والإقامة معهم قسراً في بيوتهم، وهو ما سمي سابقاً “نظام القرابة”، وذلك لإعداد تقارير عن الأسر المسلمة وما إذا كان لديها نزعة إسلامية، وهذا يجعل أفراد هذه الأسر في حاجة إلى إعادة تثقيف من وجهة نظر بكين؛ أي يتم اقتيادهم إلى معسكرات الاعتقال.