وسط احتفاء مصري، حصل العلامة والمفكر الإسلامي د. حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عضو مجلس حكماء المسلمين، رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، رئيس مجمع اللغة العربية السابق، على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 2022، أمس الأربعاء، وذلك بالاشتراك مع رئيس تنزانيا الأسبق.
وتمنح جائزة الملك فيصل لمن أدى دورًا مهمًا في خدمة الإسلام والمسلمين فكريًا وعلميًا واجتماعيًا، من خلال الأعمال والأنشطة والبرامج والمشاريع المختلفة التي كان لها تأثير إيجابي على المجتمع المسلم، وتأسست جائزة الملك فيصل، التي أطلقتها مؤسسة الملك فيصل، في عام 1979.
وتهدف الجائزة إلى الاحتفاء بالعلماء والنابغين والرواد بدون تمييز لأي فكر أو عرق، الذين يعلون قيم الحضارة الإسلامية، التي تدعو إلى السمو في العلم وتكريم العلماء وتقدير الثقافة والتحضر.
ووفق بيانات رسمية، تم اختيار الفائزين في الفئات الخمس للجائزة؛ وهي: الدراسات الإسلامية، واللغة العربية وآدابها، والطب، والعلوم، وخدمة الإسلام؛ من قبل مؤسسات ومجالس علمية وجامعات ومراكز بحثية.
الجائزة تمنح لمن أدى دوراً مهماً في خدمة الإسلام
احتفاء لافت
وأبرزت الأوساط الإعلامية الرسمية وغير الرسمية بشكل لافت فوز د. حسن الشافعي بالجائزة، وفق ما رصد مراسل “المجتمع”.
وسلطت “وكالة أنباء الشرق الأوسط” الرسمية (أ.ش.أ) الضوء على الفوز، وجريدة “صوت الأزهر” الناطقة باسمه، وصحف ومواقع إلكترونية خاصة، بالتزامن مع بيانات من هيئات رسمية وأكاديميين بارزين وتغريدات من محبي الشيخ الشافعي.
وقالت جريدة “صوت الأزهر”، في بيان: هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها د. حسن الشافعي على جائزة الملك فيصل العالمية على المستوى الشخصي، حيث تسلم جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية وآدابها خلال ترؤسه مجمع اللغة العربية عام 2013، وجاءت الجائزة وقتها تقديراً لجهود المجمع على مدى أكثر من 80 عاماً في خدمة اللغة العربية، وما أصدره من معاجم ساهمت في خدمة لغة القرآن.
وقال مجمع اللغة العربية بالقاهرة، في بيان مساء الأربعاء، على صحفته الرسمية بموقع “فيسبوك”: يتقدم مجمع اللغة العربية بالقاهرة؛ رئيسًا، ونائبًا، وأمينًا عامًّا، وأعضاء، وخبراء، وباحثين، ومحررين، وعاملين، إلى أ.د. حسن الشافعي، رئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، رئيس مجمع اللغة العربية السابق”، بأصدق التهاني؛ وذلك لفوز سيادته بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال خدمة الإسلام (بالاشتراك)، بناء على ترشيح مجلس المجمع لسيادته.
شيخ الأزهر عن الشافعي: هذا مدفع الإسلام وأهل السُّنة
وأضاف المجمع أنه في زيارة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب للملكة العربية السعودية، كان ممن استقبل الوفد المصري بعض الوزراء، وكان منهم وزير الشؤون الدينية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، فقال شيخ الأزهر للحضور مشيرًا إلى د. حسن الشافعي: “هذا هو مدفع الإسلام، مدفع أهل السُّنة”، في إشارة إلى الكلمة التي ألقاها الشافعي في أثناء زيارة رئيس جمهورية إيران الإسلامية محمود أحمد نجاد إلى القاهرة قبل ذلك اللقاء بشهرين عام 2012م.
وثمنت كلية اللغة العربية بالقاهرة أبرز كليات اللغة العربية في الوطن العربي الفوز الثمين للعلامة الشافعي.
وثمن الأديب والناقد الكبير د. خالد فهمي الفوز واعتبره فوزاً لمصر.
وقال، في تدوينة على حسابه الرسمي على “فيسبوك”: حسن الشافعي يفوز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ويرفع رأس مصر عالياً.
وقال الأكاديمي البارز بكلية دار العلوم بالقاهرة د. محمد مصطفى الكنز، في تدوينة له على حسابه الرسمي على “فيسبوك”: التحية للشيخ الإمام سيدي حسن الشافعي، رضي الله عنه، رئيس اتحاد المجامع اللغوية، وأستاذ العقيدة والفلسفة بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف؛ لفوزه بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.. حفظ الله الشيخ، ونفعنا به، آمين.
مجمع اللغة العربية يثمن الفوز.. وأكاديميون يقدمون التهاني
مسيرة حافلة
والعلامة د. حسن الشافعي صاحب مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز.
ولد د. حسن الشافعي في 19 ديسمبر 1930م بمحافظة بني سويف، وحصل على ليسانس اللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1963م، ثم على الشهادة العالية في العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر في العام ذاته.
كما حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من جامعة لندن عام 1977م، وتدرج في المناصب العلمية والإدارية بكلية دار العلوم والأزهر الشريف والجامعات العربية والإسلامية، بالإضافة إلى عضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومجمع اللغة العربية الذي تولى رئاسته عام 2012م، ومجمع البحوث الإسلامية، وعضوية هيئة كبار العلماء في تشكيلها الأول حين عودتها عام 1433هـ/ 2012م، ومجلس حكماء المسلمين.
وللشافعي إسهامات علمية بالغة الأهمية سواء بالتأليف أو التحقيق أو الترجمة في الفلسفة الإسلامية وعلوم اللغة العربية، بالإضافة إلى المقالات والبحوث والمشاركات العلمية.