قال النائب في مجلس الأمة الكويتي أسامة الشاهين بعد تلقيه تهنئة من السفارة الهندية بالأيام الوطنية: “الهند من أكبر الديمقراطيات في العالم، ونشكرهم على تهنئتهم بالأيام الوطنية، ولكن مثل هذا التواصل وهذه التهنئة ليس له قيمة طالما هناك اضطهاد للمسلمين بالهند، والذي يتم برعاية من الحكومة الهندية، ولقد أصدرنا بياناً بالتعاون مع أعضاء مجلس الأمة بالمطالبة بمنع أعضاء الحزب الحاكم بالهند من دخول الكويت، كما ندعو الحكومة الهندية إلى عدم تسميم العلاقة بيننا وبينهم باضطهاد إخواننا المسلمين بالهند”.
لم يكن تصريح النائب الشاهين ضد تصرفات الحزب الحاكم في الهند حيال المسلمات وإلزامهن بنزع الحجاب ومنعهن من الدراسة به التصريح الوحيد أو الفعالية الوحيدة ضد ما يجري لهن، بل هناك انتفاضة شعبية ونيابية لنصرتهن، وأصدر نواب مجلس الأمة عدة بيانات، ومنها بيان بمنع أعضاء الحزب الحاكم بالهند من دخول الكويت، وبيان بنصرة المسلمات الهنديات، كما شاركوا بحملة لطرد السفير الهندي من الكويت.
وفي الجانب الشعبي، أقيمت العديد من الحملات والمهرجانات المطالبة باتخاذ إجراءات حكومية ضد ما تمارسه الحكومة الهندية ضد المسلمات، وأبرزها مهرجان “واعي” الذي شارك فيه العديد من الشخصيات النسائية والنيابية والحقوقية لنصرة المسلمات، ومن المهرجانات الخطابية إلى مشاركة الجمعيات التعاونية التي قامت بمقاطعة البضائع الهندية ومنعت تسويقها.
الكويت في نصرتها لقضايا المسلمين تستشعر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى”، فهي تستشعر ألم المسلمين ومعاناتهم، ويدعوها واجبها الشرعي لنصرة المسلمين وليس بالكلمة فقط، بل يتعداه إلى أن تنصر المسلمين بأعمال لها أثرها في تغيير بعض الإجراءات الصادرة من الحكومة الهندية وغيرها.
ولعل ما يدعو للفخر أن الكويت بحكومتها وشعبها وبرلمانها ومؤسساتها الإسلامية والحقوقية حاضرة في كل أزمة تمر بالعالم الإسلامي، فهي تدعم المسلمين في أفغانستان بحملات جمع تبرعات، وفي الوقت نفسه تنصر المسلمين في الهند، وتسيِّر القوافل الإغاثية لمخيمات اللاجئين في اليمن وسورية، وتقيم المخيمات الطبية في دولٍ أفريقية، كما أنها تتواجد في مخيمات المسلمين الروهنجيا لنصرتهم، وتوفر المستلزمات المعيشية لهم، وكذلك تقيم الفعاليات ضد التطبيع مع الصهاينة، وتستنكر كل اعتداء على إخواننا المسلمين في فلسطين، وصور نصرة المسلمين أكثر من أن تُحصى، فلقب “الكويت بلد الإنسانية” لم يأتِ من فراغ، بل من استشعار معاناة المسلمين في أنحاء العالم.
الكويت منذ تأسيسها كانت قبلة لنصرة المسلمين وتبني قضاياهم، وتتداول القضايا الإسلامية العامة بالكويت جنباً إلى جنب مع القضايا المحلية، ومع كل قضية أو أزمة تمر على فئة من المسلمين إلا وتجد أهل الكويت يتفاعلون معها، وذلك استشعاراً لدورهم وواجبهم تجاه إخوانهم.. وما قضية المسلمات في الهند والتعدي على حقهن في التستر وتطبيق أحكام الله تعالى، ما هي إلا حلقة من حلقات النصرة الكويتية لقضايا المسلمين.
النصرة واستشعار ألم المسلمين نعمة عظيمة، وتعبد لله بهذه النصرة، متمثلين قول الني صلى الله عليه وسلم: “المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه مَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ بها عنه كربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ومَن ستَر مسلماً ستَره اللهُ يومَ القيامةِ”.