قدر الله تعالى في هذه الأرض الطيبة أن نكون في أغلى دول العالم، وهذه نعمة يجب أن نشكر الله عز وجل عليها؛ (لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم: 7)، والشعب الكويتي بمجمله، بحمد الله، شاكر لله تعالى، متذكر نعم الله عليه؛ من خلال ما يقدمه هذا الشعب والحكومة من صدقات وتبرعات وصلت أدنى الأرض، ومع ذلك نرى تذمراً من المواطنين تجاه كثير من الخدمات، فللأسف هناك تردٍّ لبعض الخدمات في البنية التحتية، منها الشوارع منتهية الصلاحية، ناهيك عن الأزمة الإسكانية وغيرها الكثير، ولكن أن تصل الأزمات إلى بيت كل مواطن من خلال رفع العديد من المنتجات من الأسواق مثل الدجاج والبيض وغيرهما من السلع بسبب طلب عدد من التجار الذين لا يرقبون في المواطن أو المقيم إلاًّ ولا ذمة رفع الأسعار وسط التطمينات الحكومية بشأن توافر المخزون الغذائي، وأنه يكفي لمدة عام أو أكثر، نرى في ليلة ظلماء وقد فرغت الأسواق من الدجاج.
وينطبق هذا الأمر كذلك على مكاتب استقدام العمالة المنزلية، فوزارة التجارة حددت سعر جلب العاملة المنزلية بـ890 ديناراً، وعندما تذهب إلى المكتب لأخذ طلب يفاجئك صاحب المكتب أو العمالة الموجودة بقولهم: “ما في طلبات، وخل تليفونك نتصل عليك”، وبعد خروجك يتصل علية صاحب المكتب ويقول لك الآتي: “تريد طلباً موجوداً بس بسعر 1200 وأعطيك فاتورة بـ890”! والمواطن المسكين يقبل.
أين دور فرق القوى العاملة ووزارة الداخلية من هؤلاء ومن قبلهم تجار المواد الغذائية الذين رفعوا المنتجات من المحلات؟ أين دور حماية المستهلك ووزارة التجارة من التفتيش على المخازن؟ لماذا لا يكون هناك تعامل مباشر لوزارة التجارة مع الشركات وتترك بضاعتهم “تخيس” عندهم؟ لماذا لا تمنع الشركات من المناقصات الحكومية كالتموين؟
الحكومة القوية تستطيع أن توقف التجار عند حدهم إذا أرادت، فالحكومة التي لا تستطيع أن تلزم مكاتب الاستقدام بتسعيرتها ولا تستطيع أن تجابه التجار لا يمكن أن تدير بنية تحتية للبلاد، لسنا بحاجة لتشكيل حكومة جديدة تتغير بها الوجوه ويبقى النهج نفسه، يجب على الحكومة أن “تحمر” العين للتجار، ويسيرون كما تريد الحكومة والشعب، وليس العكس.
يقول الصحابي معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما: “من أمن العقوبة أساء الأدب”، فلو علم التجار ومكاتب الاستقدام أن الحكومة ستضرب بيد من حديد على كل عابث بالأمن والاستقرار الغذائي والأسري لما استأسدوا، وهنا أسأل الحكومة: من أفشل شركة “الدرة” لاستقدام العمالة المنزلية؟ وليكن يا حكومتنا الغالية شعاركم قول الخليفة الراشد عثمان بن عفان، رضي الله عنه “إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”، فبعض التجار بالكويتي الصريح “يخاف ما يستحي”، فاعزمي أمرك يا حكومة واضربي بيد من حديد على كل من يعبث بقوت الناس، فالشعب هو من يقف في ظهر الحكومة وليس بعض التجار الجشعين، ووفري يا حكومة البديل حتى يتأدب الجشعون من التجار، حتى نجعل دجاجهم وأسماكهم “تخيس”، وأغلقوا فقط 10 مكاتب لاستقدام العمالة المنزلية مع سحب ترخيصهم، وكثفوا الزيارات التفتيشية عليهم؛ يجعلهم يستقيمون.
نكشة:
أعجب من حكومة لا تقدر على تجار ومكاتب الاستقدام!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.