أكد سفير باكستان في القاهرة ساجد بلال أن وضع إقليم “جامو وكشمير” ذي الأغلبية المسلمة هو منطقة متنازع عليها وتحتله الهند بشكل غير قانوني منذ 7 عقود، مشيراً إلى أن هذا الاحتلال أسفر عن وضع إنساني خطير للكشميريين، الأمر الذي يتطلب اهتمامًا عاجلاً من المجتمع الدولي.
جاء ذلك في الندوة التي عقدتها سفارة باكستان في القاهرة بعنوان “كشمير تحت الحصار”، لتسليط الضوء على محنة الكشميريين، بمشاركة عدد كبير من الشخصيات المصرية والمثقفين والصحفيين والطلاب والأكاديميين وأفراد الجالية الباكستانية.
وأضاف بلال أننا نستنكر انتهاكات الهند لحقوق الإنسان في كشمير، واستخدامها سبل الاحتجاز القسري والقتل واغتصاب النساء وتلفيق الاتهامات لزعماء كشمير وخاصة ياسين مالك الذي يواجه خطر الموت في الاحتجاز القسري كوسيلة لقمع صوت الحرية في كشمير وكفاح شعبها من أجل حقهم في تقرير المصير الذي نصت عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتابع أن باكستان تدعو المجتمع الدولي إلى تحميل الهند مسؤولية الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان الكشميري، وضرورة الضغط عليها من أجل التحقيق في تلك الانتهاكات المذكورة في تقارير لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لعامي 2018 و2019 وذلك من خلال لجنة تحقيقات تابعة للأمم المتحدة.
مطلوب تنفيذ قرارات الأمم المتحدة
وأكد السفير الباكستاني لدى القاهرة، في ختام كلمته، أن باكستان تطالب بتسهيل التوصل إلى حل عادل وسلمي للنزاع على كشمير طبقاً لقرارات مجلس الأمن وطبقاً لرغبة الشعب الكشميري.
وعقب ذلك، تلا السفير كلمة خطاب الرئيس الباكستاني عارف علوي بمناسبة يوم استقلال كشمير قال فيها: نحيي اليوم ذكرى مرور 3 سنوات على الإجراءات غير القانونية والأحادية الجانب التي اتخذتها الهند، في 5 أغسطس 2019، بضم كشمير للهند وتتعارض هذه الإجراءات مع العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على أن التصرف النهائي في ولاية جامو وكشمير سيتم وفقاً لإرادة الشعب من خلال استفتاء حر ومحايد يتم إجراؤه تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأضاف: منذ احتلال الهند لإقليم جامو وكشمير في عام 1949، تنفذ الهند حملة وحشية من الاحتلال العسكري ومصادرة الأراضي وتدفق غير الكشميريين إلى جامو وكشمير المحتلة بشكل غير قانوني في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة.
وتابع: أدى إرهاب الدولة الهندية الذي لا هوادة فيه إلى قتل أكثر من 650 كشميرياً بريئاً منذ 5 أغسطس 2019، وفرض قيود غير مسبوقة على حرية التعبير، والقيام بالمواجهات وعمليات “التطويق والتفتيش” المزيفة، وممارسة التعذيب الذي يصل لحد القتل للمعتقلين أثناء الاحتجاز، والإخفاء القسري.
تدمير المنازل وحرقها
وتابع الرئيس الباكستاني قائلاً: إلى جانب سجن كبار القادة الكشميريين والصغار، واستخدام بنادق الخرطوش التي تستهدف الشباب الكشميري بشكل خاص الذي يتظاهر سلمياً ضد الاحتلال، وتدمير المنازل وحرقها لإنزال العقاب الجماعي بالكشميريين.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي تناول الوضع المزري في كشمير المحتلة 3 مرات منذ 5 أغسطس 2019، مؤكداً من جديد أن هذا نزاع معترف به دولياً، وأن حله يكمن في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأكد أن رفض الهند منح الكشميريين حقهم في تقرير المصير تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة له آثار خطيرة على السلام والأمن في جنوب آسيا وخارجها.
وأضاف: كما هي الحال دائماً، ستواصل باكستان الوقوف جنباً إلى جنب مع إخواننا وأخواتنا الكشميريين في كفاحهم العادل، ونهيب بالمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات عملية لمساءلة الهند عن انتهاكاتها الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان في الإقليم الإسلامي وتيسير التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع الذي طال أمده.
ثم تلا السفير خطاب رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف الذي قال فيه: إن الحكومة الهندية، تحت سيطرة حزب بهاراتيا جاناتا المتطرف وجناحه العسكري، تدفع بلا خجل أجندة الهندكة لتغيير الهيكل الديموغرافي لكشمير المحتلة في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن والقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة.
محاولات طمس الهوية الإسلامية للكشميريين
وأضاف رئيس الوزراء الباكستاني أن عقلية الهند الاستعمارية الاستيطانية مدفوعة بسعيها إلى احتلال الأراضي المتنازع عليها بشكل دائم وطمس هويتها الكشميرية المسلمة المتميزة، ومن خلال نشر قوات إضافية وفرض قيود إعلامية غير مسبوقة.
وتابع: منذ 5 أغسطس 2019، حولت قوات الاحتلال الهندية كشمير المحتلة إلى أكبر سجن على هذا الكوكب، وقد تدهورت حالة حقوق الإنسان في كشمير تدهوراً خطيراً على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأشار إلى أن الشعب الكشميري لا يزال تحت الحصار العسكري، ولا تزال قيادته العليا مسجونة، ولا يزال شبابه أهدافاً رئيسة لعمليات القتل العشوائية التي تقوم بها قوات الاحتلال الهندية من خلال عمليات “التطويق والتفتيش” المدبرة.
وأوضح أن النضال العادل لشعب كشمير المحتل من أجل تحقيق حقه في تقرير المصير، الذي تكفله العديد من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يتم قمعه من خلال الاستخدام الوحشي للقوة من قبل قوات الاحتلال الهندية.
حق تقرير المصير
وتابع رئيس الوزراء الباكستاني كلامه قائلاً: في الواقع، يجب على المجتمع الدولي الضغط على الهند لوقف انتهاكاتها، ووقف كل التغييرات الديموغرافية والإجراءات غير القانونية التي اتخذتها الهند، في 5 أغسطس 2019، لتمكين الكشميريين من ممارسة حقهم في تقرير المصير من خلال التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن.
ثم تلا أحد المتحدثين قصيدة عن إقبال وكشمير باللغة العربية، أشاد فيها بالعلامة د. محمد إقبال، كشميري النسب والمعروف بشاعر الشرق، وأشاد بالكشميريين وكفاحهم قائلاً: “يا أحرار كشمير أحييكم.. أحييكم”.
توصيات
وفي ختام الندوة توصل المشاركون لعدد من التوصيات، أهمها:
1- إدانة عمليات القتل خارج نطاق القضاء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الهندية بلا هوادة بحق الكشميريين الأبرياء في مواجهات وهمية أسفرت عن 609 شهداء منذ عام 2019.
2- رفض الحكم على الناشط السياسي والعامل في مجال حقوق الإنسان الكشميري ياسين مالك الصادر في 25 مايو 2022 والإفراج عنه.
3- قلق شديد إزاء سياسات وإجراءات الحكومة الهندية المناهضة للكشميريين والمسلمين.
4- حث المجتمع الدولي على دعوة الهند لوقف انتهاكاتها لحقوق الإنسان في كشمير، والقيام بدور فاعل بهدف إقرار حل عادل وسلمي لنزاع جامو وكشمير وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي ورغبة الكشميريين.