لم تكن الحاجة أم وليد أبو قايدة (62 عاماً) من سكان بيت حانون شمال قطاع غزة تعلم أن موكب زفاف نجلها أكرم سيحوله الاحتلال الصهيوني لموكب تشييع لجثمانها في واحدة من جرائم الاحتلال الصهيوني البشعة بعد أن باغتتها عدة صواريخ من طائرات الموت الصهيونية، التي تواصل قصفها المكثف للقطاع أثناء نزولها من السيارة التي كانت تقلها لزف العروس لابنها.
التفاصيل المروعة للجريمة يسردها لـ”المجتمع” زوجها أبو الوليد أبو قايدة حيث يقول: كانت زوجتي الشهيدة إلى جانبي لاصطحاب عروس نجلي أكرم، وما أن نزلنا من السيارة على باب منزل أهل العروس الكائن في عزبة بيت حانون حتى انهالت علينا الصواريخ الصهيونية، تناثرت الأشلاء وسالت الدماء، وتصاعد غبار أسود من المكان، لتتكشف بعد لحظات هول الجريمة زوجتي أم الوليد استشهدت بعد أن مزقتها الصواريخ وحولت جسدها لأشلاء وطفلتي حنين أصيبت هي الأخرى بجروح خطيرة، وتوقف عن الحديث وقد سالت الدموع من عيناه بغزارة وهو يسرد تفاصيل إجرام الصهاينة، نظرت حولي وإذا مجموعة من الأطفال جرحى يصرخون أعمارهم لا تتجاوز 10 سنوات.
وتابع: أصبت بالذهول وتوقف تفكيري وصرخت: إسعاف إسعاف.. وكانت الكارثة زوجتي التي كانت تعد اللحظات لحظة بلحظة لزفاف نجلنا استشهدت، وطفلتي حنين جريحة، وتحول العرس وزفة العروس إلى موكب لتشييع جثمانها، يرحمها الله، بهذه الكلمات اختتم حديثه معنا.
من جانبه، يروي ابن عم العريس علي أبو قايدة لـ”المجتمع” تفاصيل جريمة الاحتلال الصهيوني حيث يقول: قررنا أن يكون حفل الزفاف بدون مراسم بسبب العدوان، وكنا ننتظر أن يتم حفل زفاف أكرم، وسمعت صوت انفجار ضخم، وهرعت للمكان الذي لا يبعد عني سوى أمتار قليلة، وجدت شهداء وجرحى يصرخون، أم الوليد شهيدة وقد فارقت الحياة على الفور، والأطفال أطرافهم مقطعة وملابسهم التي ارتدوها للزفاف تلطخت بدمائهم، مشهد مرعب يكشف إجرام الاحتلال.
وأشار: لقد شيعنا الشهيدة أم الوليد أبو قايدة، والعالم يتفرج على إجرام الاحتلال.
يذكر أنه ارتقى عشرات الشهداء والجرحى في العدوان المتصاعد على قطاع غزة، بعد استهداف الاحتلال لتجمعات الفلسطينيين ومنازلهم وسياراتهم، في وقت يلتزم فيه المجتمع الدولي الصمت على تلك الجرائم.