قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف، اليوم الثلاثاء: إن بلاده سترد على مساعي الغرب وضع حد أقصى لأسعار النفط الروسي بشحن مزيد من الإمدادات إلى آسيا، وذلك في ظل استمرار تبادل الاتهامات بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي بشأن المسؤولية عن تعثر تدفق الغاز الروسي إلى القارة العجوز.
وأضاف الوزير الروسي، في كلمته أمام المشاركين في المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك (جنوب شرقي روسيا): أي إجراءات لفرض حد أقصى للأسعار ستؤدي إلى عجز في الأسواق (بالنسبة للدول التي تطبق ذلك)، وستزيد من تقلب الأسعار.
وأعطى وزراء مالية مجموعة السبع (الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وفرنسا وكندا) الضوء الأخضر، الجمعة الماضي، لفكرة وضع حد أقصى لسعر الخام الروسي لتقليص مصدر الدخل الرئيس للخزينة الروسية.
وقبل أن ترسل روسيا عشرات الآلاف من قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، كان ما يقرب من نصف صادرات روسيا من الخام والمنتجات البترولية تذهب إلى أوروبا، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
وذكرت وزارة المالية الروسية، أمس الإثنين، بأنها حققت إيرادات إضافية للميزانية قدرها 403.4 مليار روبل (6.65 مليار دولار) في سبتمبر الحالي بفضل ارتفاع أسعار النفط.
أوروبا والصين
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قالت، أمس الإثنين: إن مقترحات المفوضية للتغلب على زيادات حادة في أسعار الطاقة ستهدف لوضع سقف لسعر الغار الروسي المرسل إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب.
وتدعم إيطاليا وفرنسا مقترح الاتفاق على وضع سقف لسعر الغاز المستورد من روسيا، لكن محللين قالوا: إن بعض دول الاتحاد الأوروبي تشعر بقلق حيال تلك الفكرة بالنظر إلى خطر أن ترد روسيا بقطع إمدادات الغاز إلى أوروبا.
غير أن الصين أبدت معارضتها، الإثنين، لوضع أي حد لأسعار النفط الروسي، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: النفط هو إحدى السلع الأساسية في الأسواق العالمية ومن المهم ضمان أمن الإمدادات العالمية.
وقد أصبحت الصين من أكبر مشتري الخام الروسي في العالم بعدما قلصت أوروبا بشدة مشترياتها منه.
تبادل الاتهام
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اتهم، قبل يومين، الساسة الأوروبيين بارتكاب أخطاء كثيرة يجب أن يُدفع ثمنها، وألقت شركة الغاز الروسية العملاقة “غازبروم” باللوم في إغلاق “نورد ستريم 1” على العقوبات الغربية والمسائل الفنية التي حرمت خط الأنابيب من معدات تضمن عمله بشكل سليم.
بالمقابل، تتهم أوروبا روسيا باستخدام إمدادات الطاقة كسلاح للانتقام من العقوبات الغربية على موسكو، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية: بوتين يستخدم الطاقة كسلاح بقطع الإمدادات والتلاعب بأسواقنا للطاقة، هو سيفشل وأوروبا ستنتصر.
وتتزامن أزمة الطاقة في أوروبا هذا العام مع موجة جفاف بالقارة العجوز، وارتفاع كبير في المعدلات العالمية للتضخم، في ظل استمرار تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على الاقتصاد العالمي؛ مما يثير التساؤلات عن قدرة بلدان القارة على تخزين الكمية المطلوبة لفصل الشتاء المقبل.