في إطار رؤيتها الإستراتيجية الهادفة إلى بناء قدرات الجهات الشريكة، نظمت الهيئة الخيرية ورشة عمل في لبنان، شارك فيها 42 متدربًا ومتدربة من 21 مؤسسة لبنانية، عرضت خلالها كل مؤسسة تجربتها في مجال البرامج التنموية، للتقييم والنقاش، وتلاقح الأفكار والتجارب، واستلهام الدروس والعبر، بهدف تطوير المشاريع الإنتاجية ورفع كفاءتها.
واستهدفت الورشة التي قدمها رئيس البرامج التنموية في الهيئة الخيرية محمد رمضان تحت عنوان “بناء القدرات الداخلية للجهات الميدانية الشريكة في البرامج التنموية” العمل على تطوير وإنعاش الأنشطة والمشاريع الإنتاجية للمؤسسات الناشطة في هذا المجال، ورفع قدرات ممثليها وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة لإدارة هذه البرامج.
بناء القدرات الداخلية للجهات اللبنانية الشريكة.. ورشة عمل لتطوير المشاريع الإنتاجية
وعرج المدرب على توجهات الهيئة الإستراتيجية في هذا المجال، وبطاقات المشاريع التنموية، والدورة المستندية لدراسة المشاريع، مقدمًا نموذجًا لدراسة أحد المشاريع.
وتعد ورشة العمل التي عقدت في لبنان بالشراكة مع جيل التنمية المستدامة انطلاقة لباكورة مشاريع التدريب ضمن برنامج بناء قدرات المؤسسات العاملة في مجال البرامج التنموية والمستدامة، الذي يستهدف شركاء الهيئة حول العالم.
وسعت الهيئة من خلال هذه الورشة إلى تعزيز جهود التنسيق بين المؤسسات العاملة في مجال البرامج التنموية في ظل أزمة اقتصادية هي الأسوأ من نوعها في تاريخ لبنان، بالإضافة إلى تطوير البرامج التنموية وبناء قدرات المؤسسات الشريكة، وتطوير قدرات المؤسسات المسجلة أو التي تنوي التسجيل لاعتماد الخارجية.
الهيئة الخيرية تسعى إلى بناء قدرات المؤسسات الخيرية وتعزيز قدراتها في مجال البرامج التنموية
وتناولت الورشة عددًا من المحاور التي تركز على بناء قدرات المؤسسات في المجال التنموي والأثر الاقتصادي والاجتماعي للمشاريع الإنتاجية بالنسبة للفرد والمجتمع، وسبل متابعة المشاريع الإنتاجية في مرحلة ما بعد التمويل، وخبرة المؤسسات المشاركة في مجال البرامج التنمية.
وركزت الورشة على أهمية دعم تعافي المشاريع الإنتاجية في الأزمات، ودور برامج التمكين الاقتصادي في تحسين جودة حياة الفئات المستهدفة، وضرورة تحويل هذا البرنامج التدريبي من مشروع وقتي إلى مشروع ذي تأثير أكبر من خلال تحويل هذه الدورة التدريبية إلى سلسلة من الدورات التدريبية للحصول على أكبر قدر من الفعالية.
وخلصت الورشة إلى أهمية الاستمرار في دعم المؤسسات الشريكة وبناء قدرات العاملين فيها، وتأهيل الكوادر الشبابية التطوعية في مجال البرامج التنموية والمستدامة، وتعزيز التعاون الفعال بين الجمعيات المحلية والجمعيات الخارجية في التنسيق المتكامل والدعم المستمر من أجل العمل على سد حاجات الفئة المستهدفة بما يلائم أوضاعهم وحاجاتهم الفعلية.
رئيس البرامج التنموية استعرض التوجهات الإستراتيجية للهيئة ورؤيتها لتعافي المشاريع الإنتاجية خلال الأزمات
في خضمّ الأزمات المتتابعة في لبنان، أثبتت التجربة أن المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة هي الأكثر قدرة من المشاريع الكبيرة على الصمود في مواجهة المتغيرات والأزمات والتقلبات الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تهيئة البيئة المواتية لها، وتيسير الحصول على التمويل في إطار تعزيز دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات.
وكانت الأزمة الاقتصادية في لبنان قد عصفت بالمشاريع الإنتاجية والريادية، وأنهت آلاف المشاريع، إلى جانب أن مصير آلاف المشاريع الأخرى بات على المحك، ومن هنا تأتي أهمية تحركات الهيئة الخيرية للحيلولة من دون تعثر هذه المشاريع.