تحاول الحكومات المتعاقبة في دولة الاحتلال “الإسرائيلي” استثمار منطقة غور الأردن، وزرع المستوطنات فيها، في محاولة لتطويق الدولة الفلسطينية في قادم الأيام.
وقبل قرابة 10 سنوات، قامت حكومة الاحتلال بإزالة كافة الألغام المزروعة مع الحدود الأردنية، في خطوة اعتبرها عدد من المحللين تغييراً في وجهة النظر الصهيونية من شماعة الأمن إلى الاستثمار الاقتصادي باعتبارها جزءاً من الدولة العبرية.
الوجود الفلسطيني تناقص في الأغوار بفعل سياسات الاحتلال؛ فقبل عام 1967 كان عدد الفلسطينيين أكثر من 320 ألف مواطن، وبعد مضي 46 عاماً على الاحتلال يقارب عدد السكان 60 ألفاً، حسب ما أفاد به نشطاء يعملون في الأغوار.
يقول الناشط عارف دراغمة: أعلنت “إسرائيل” عن حوالي 38% من الأغوار مناطق عسكرية مغلقة، وأكبر قرية في الأغوار هي الجفتلك تعتبر منطقة إطلاق نار، بالإضافة إلى 6 آلاف مستوطن يسيطرون على 50% من مساحة الأغوار، وذلك حسب المجلس الإلكتروني لمجلس المستوطنات، إضافة إلى المناطق البيئية المغلقة، والمناطق الحدودية المغلقة، وما سمح للفلسطينيين به هناك لا يتجاوز 5.36% من مجمل مساحة الأغوار، و”إسرائيل” نجحت إلى حد ما بتطهيرها العرقي في الأغوار، ولكنْ هناك وجود فلسطيني أسطوري مقاوم في هذه الأرض، وكل هذه الضغوط أدت إلى تفريغ الأرض من سكانها.
مقبرة للدبابات
بدوره، قال الخبير في شؤون الاستيطان بشار القريوتي: الجانب “الإسرائيلي” يعتبر 15 – 25 كم من الأغوار شريطاً أمنياً لا يمكن التخلي عنه؛ لعدة اعتبارات مهمة، منها أنها مقبرة للدبابات المعادية في حال نشوب حرب من الشرق، كما أنها من ناحية مائية منبع للينابيع الطبيعية، والزراعة المبكرة كونها منخفضة عن سطح البحر، إضافة إلى أنها مركز للسياحة العلاجية؛ حيث تعتبر مركز جذب للمجموعات السياحية في كافة أنحاء العالم.
وأضاف: “إسرائيل” تريد من السيطرة على الأغوار تجسيد رسالة أن حدود الدولة الفلسطينية القادمة جميعها مع الدولة العبرية، وهي تعمل على إفراغ الأغوار من السكان، وما هو موجود عبارة عن مجموعات من البدو لا يعتبرهم الجانب “الإسرائيلي” سكاناً بمعنى المواطن، وتسعى حكومة الاحتلال إلى تجميعهم في أماكن سكنية، كما حدث مع عرب الجهالين بمنطقة أبوديس، أو كما يحدث في النقب مع البدو هناك.
واعتبر القريوتي أن المبادرات التي يبتكرها أصحاب الأرض في الأغوار خطوة فلسطينية لتجسيد سياسة فرض الأمر الواقع؛ فـ”إسرائيل” تبني البؤر العشوائية الاستيطانية، وبعد ذلك تعمل على شرعنتها كما فعلت في 116 بؤرة عشوائية وتم اعتمادها بشكل رسمي.
ومن الجدير ذكره أن المستوطنين في الأغوار يستولون على الأراضي بشكل مستمر، وبحماية من جيش الاحتلال الذي يمهد للمستوطنين الاستيلاء على الأرض عن طريق إخطارات الهدم، وإغلاق المناطق بذريعة اسم “المنطقة العسكرية”، وإجراء تدريبات عسكرية في أراضي المواطنين المزروعة بالمحاصيل بهدف تدميرها.