قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري: إن الشيخ يوسف القرضاوي كان سداً منيعاً يكشف زيف ومؤامرات ومخططات الاحتلال الخبيثة في القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف صبري (84 عاماً)، في لقاء مع “المجتمع”، أن الشيخ القرضاوي كان يسعى لدعم القدس في المؤتمرات الإسلامية حتى لا يكون المسجد الأقصى وحيداً في مواجهة الاحتلال.
القرضاوي كان سداً منيعاً في مواجهة زيف ومؤامرات ومخططات الاحتلال الخبيثة في “الأقصى”
علاقة وطيدة
وعن علاقته بالإمام القرضاوي، قال صبري: كانت تربطني بالشيخ العلاَّمة يوسف القرضاوي، رحمه الله، علاقة وطيدة امتدت لأكثر من 50 عاماً، عشنا فيها بأخوة ومحبة ومودة، ولم تنقطع العلاقة معه حتى في آخر أيامه، فقد كنت معه في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجمع الفقهي في جدة.
وتابع: كان الشيخ القرضاوي يسأل دائماً عن المسجد الأقصى والقدس وعن الأحداث التي تقع فيها، وخصوصاً في الأيام الساخنة، وقيام الاحتلال بقمع المصلين وقتلهم بالرصاص.
وزاد الشيخ صبري: نحن في فلسطين نعرف قيمة العلاَّمة د. يوسف القرضاوي الذي له بصمات بيضاء، فقد أثرى المكتبة الإسلامية بالعلوم والأصول والفقه، وله مشاركات عالمية ودولية شكّلت رافعة للقدس والمسجد الأقصى.
ولفت صبري إلى أن الإمام القرضاوي كان يعتبر “الأقصى” قضية المسلمين الأولى، فكنا عندما نلتقي يبدأ حديثه عن القدس وعن المسجد الأقصى وما يجري بداخله من تهويد وتدنيس كأنه يعيش تفاصيل الحياة في المسجد الأقصى، فلم تغب عن ذهنه لا شاردة ولا واردة تخص “الأقصى” والقدس.
وقال: كان يعمل على تحشيد الطاقات والإمكانيات لدعم القدس وأهلها وحماية المقدسات، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، ويتحدث عن شوقه ورغبته في الصلاة فيه محرراً من الاحتلال.
أثرى المكتبة الإسلامية بالعلوم والأصول والفقه وله مشاركات دولية شكّلت رافعة للقدس و”الأقصى”
سيبقى أثره بعد رحيله
وأشار صبري إلى أن الشيخ القرضاوي كان يطالبنا بتوحيد الكلمة في القدس ورص الصفوف والصبر على ظلم الاحتلال ووحشيته، وأن دوام الحال من المحال، وسيأتي اليوم الذي تتحرر فيه القدس والمسجد الأقصى كما حدث مع صلاح الدين الأيوبي وتحريره للقدس بعد 90 عاماً من الاحتلال الصليبي وتحويله لحظائر للخيول وذبح من فيه من المسلمين.
ولفت صبري إلى أن الشيخ القرضاوي طلب مني قبل رحيله شهادة مكتوبة في رحاب المسجد الأقصى لتكون ضمن مذكراته.
وتابع صبري حديثه: مكتبة المسجد الأقصى تزخر بمؤلفات الشيخ القرضاوي القيّمة والعلمية، فهو قامة إسلامية بامتياز له الأثر الكبير.
وختم صبري قائلاً: الشيخ القرضاوي سيبقى أثره بعد رحيله في القدس والمسجد الأقصى وفي فلسطين كلها، وسيذكره أهلها في كل المحطات والمناسبات، فالقدس حزينة على رحيله.