انتهت انتخابات مجلس الأمة الكويتي 2023، بعد يوم طويل شهدت فيه اللجان الانتخابية حضوراً جيداً، إذ استمرت عملية الاقتراع مدة 12 ساعة، بدءاً من الثامنة من صباح أمس الثلاثاء وحتى الثامنة مساءً في 5 دوائر انتخابية، وفق نظام الصوت الانتخابي الواحد، وذلك لاختيار 50 عضواً لمجلس الأمة في فصله التشريعي السابع عشر، من بين 207 مرشحين.
ودخل 12 عضواً جديداً إلى تركيبة البرلمان، منهم 10 وجوه جديدة تدخل مجلس الأمة لأول مرة، وبلغت نسبة التغيير الأقل في الدائرة الأولى بواقع 10%، ثم في الدائرة الثالثة والدائرة الخامسة بالتساوي بواقع 20%، وبعدهما في الدائرة الثانية بواقع 30%، بينما كانت أعلى نسبة تغيير من نصيب الدائرة الرابعة بواقع 40% مع فقدان المرأة الكويتية أحد المقعدين في المجلس السابق، إذ حافظت النائبة جنان بوشهري على حضورها، بينما لم يحالف الحظ زميلتها عالية الخالد.
ورغم أنّ نسبة المشاركة أضعف من نظيرتها في الانتخابات السابقة، فإنها جاءت عكس المخاوف السائدة قبل موعد الانتخابات من عزوف الناخبين عن التصويت، في ظل حالة الامتعاض من تكرار مشهد الانتخابات في الكويت للمرة الثالثة خلال عامين ونصف العام فقط فلم تتجاوز 24% في معظم الدوائر الانتخابية، وشهدت عودة معظم النواب السابقين كما تراجعت نسبة التصويت من 65% في الانتخابات الماضية إلى 56% في الانتخابات الحالية.
وكان أبرز من عاد إلى البرلمان من مجلس 2022 المنحل عرّاب العمل البرلماني منذ سبعينيات القرن الماضي أحمد السعدون، الذي من المُرجح أن يعاد معه سيناريو التزكية على منصب رئيس مجلس الأمة، كما في المجلس الأخير بعد ترشحه وحيداً، بفضل الإجماع الذي ما زال قائماً عليه من قِبل المعارضة.
وحصل السعدون على المركز الثاني في الدائرة الثالثة بـ6325 صوتاً خلف المُعارض مهلهل المضف، الذي حصل على 7268 صوتاً.
وجاء خلفهما، في المركزين الثالث والرابع على التوالي، كل من المُعارضين عبد الكريم الكندري بـ5878 صوتاً، ومهند الساير بـ5772 صوتاً، كما خطف مقعد البرلمان لأول مرة في الدائرة ذاتها حمد العليان بعد حصوله على المركز التاسع بـ4782 صوتاً.
وحصل ممثلو المعارضة في المجلس المنحل على مراكز متقدمة في الانتخابات وفجّر سعود العصفور مفاجأة بحصوله على المركز الأول في الدائرة الخامسة بـ12784 صوتاً، وهو الرقم الأكبر في تاريخ انتخابات مجلس الأمة منذ تطبيق نظام الصوت الواحد، بعد تحطيمه الرقم القياسي السابق المُسجل باسم أحمد السعدون، الذي حصل على 12239 صوتاً في الانتخابات الماضية.
وجاء خلف العصفور في الدائرة الخامسة كل من المعارضيْن حمدان العازمي في المركز الثاني بـ10863 صوتاً، ثم خالد المونس العتيبي في المركز الثالث بـ8028 صوتاً، فيما خطف مقعد البرلمان في الدائرة أستاذ التاريخ في جامعة الكويت، المعارض عبد الهادي العجمي، بعد حصوله على المركز السابع بـ6341 صوتاً.
واحتلّ المركز الأول في الدائرة الرابعة اسم جديد لم يسبق له نيل عضوية البرلمان هو بدر سيار الشمري بـ8487 صوتاً.
ونجح رئيس مجلس الأمة الأسبق مرزوق الغانم، العائد بقوة إلى المشهد السياسي، بالظفر بالمركز الأول في الدائرة الثانية بـ6661 صوتاً، بعدما اتخذ «قراراً مرحلياً» بعدم الترشح في الدورة الماضية، عقب تشكيله تحالفاً مع رئيس مجلس الوزراء السابق، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، وكان حلّ مجلس 2020م فضاً رسمياً له.
المعارضة التي حققت انتصاراً كاسحاً في هذه الانتخابات، شهدت هي الأخرى مفاجآت غير متوقعة بخسارة عدد من أعضائها الذين مثّلوا صفها الأول في الإطاحة برئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ صباح الخالد، وهم ثامر السويط، ومرزوق الخليفة في الدائرة الرابعة، والصيفي مبارك الصيفي في الدائرة الخامسة، فيما فاز المعارض شعيب المويزري بشق الأنفس، بعد تراجعه من المركز الأول في الانتخابات الماضية إلى المركز الأخير (العاشر) في الدائرة الرابعة بـ5873 صوتاً، في الانتخابات الحالية.
وتراجعت مقاعد المرأة من مقعدين في المجلس المنحل إلى مقعد واحد في هذه الانتخابات، بعد فشل عالية الخالد في الحفاظ على مقعدها عن الدائرة الثانية، بينما جاءت الوزيرة السابقة جنان بوشهري في المركز السادس في الدائرة الثالثة بـ5048 صوتاً.
وتمكّنت حركة العمل الشعبي (حشد)، من الحصول على مقعد في البرلمان عن الدائرة الرابعة بعد فوز ممثلها متعب عايد الرثعان بالمركز الثالث بـ7721 صوتاً.
وحافظت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) على مقاعدها الثلاثة للدورة الرابعة على التوالي، بفوز أسامة الشاهين عن الدائرة الأولى، وحمد المطر عن الدائرة الثانية، وعبدالعزيز الصقعبي عن الدائرة الثالثة، كما فاز أصحاب الفكر الإسلامي المعتدل منها بدر نشمي العنزي، وعبدالله تركي الأنبعي، وفلاح الهاجري عن الدائرة الثانية، وحمد العليان، وعبدالكريم الكندري عن الدائرة الثالثة، وعبدالله فهاد العنزي عن الدائرة الرابعة.
وحافظ «تجمع ثوابت الأمة» (السلفي)، على وجوده في البرلمان بعد فوز ممثله الوحيد محمد هايف المطيري في الدائرة الرابعة، فيما فاز الإسلاميون عادل الدمخي في الدائرة الأولى، وجراح الفوزان، في الدائرة الثالثة.
واستطاع «التجمع السلفي» إلى رفع عدد مقاعده إلى 3 مقاعد، وهم فهد المسعود في الدائرة الثانية، وحمد العبيد في الدائرة الثالثة، ومبارك الطشة في الدائرة الرابعة، كما فاز المقرّب منهم فايز غنام الجمهور في الدائرة الرابعة.
فيما تقلصت مقاعد الشيعة من 9 مقاعد في عام 2022 إلى 7 فقط، وفازت النائبة جنان محسن رمضان بمقعد وحيد للمرأة، مقارنة بمقعدين للمرأة في عام 2022.