كان لأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه مواقف خالدة في الدفاع عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وردِّ أذى قريش عنه، ومن هذه المواقف ما ورد في صحيح البخاري أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يُصلّي، فقدم عليه عقبة بن أبي مُعيط، وهو أحد أعتى كفّار مكّة، وجعل يخنقه بردائه، فدفع أبو بكر عقبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار يقول: «أتقتلون رجلًا أن يقول ربّي الله وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم».
ومن الصحابة من شهدوا بشجاعة أبي بكر وعدّوه أشجع الصحابة على الإطلاق، وله في ذلك مواقف عظيمة، منها ما كان منه رضي الله عنه في غزوة «بدر»، حيث كان ملازمًا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخشى أن يُصيبه المشركون بأذى، فيُقدّم روحه دفاعًا عن رسول الله، وكان حاملًا سيفه يضرب به كلّ من يقترب من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يريد قتله.
ومن هذه المواقف أيضًا ما حصل من قريش حيث جعلوا يتجاذبون رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويقولون له: أنت الذي جعلت الآلهة إلهًا واحدًا؟ ولم يقترب منه أحد من الصحابة إلّا أبا بكر الذي دافع عنه وجعل يُبعد المشركين عنه، ويقول لهم: ويلكم، أتقتلون رجلًا أن يقول ربّي الله؟!
فانظر إلى شجاعة القلب التي يدفعها الإيمان، فلا غرو وهو أعظم هذه الأمة إيمانًا بعد نبيها، فكذلك هو أعظمها شجاعة وإقدامًا، رضي الله عنه وعن الصحابة الكرام.