القتل في الحروب وارد، لكن في كل المذابح التي مرت بفلسطين ولبنان، تم القتل فيها غدراً، وبطريقة مشبعة بالتشفي من أناس أبرياء، وليس هناك لغز في الأمر، فكل ما سبق الكلام عنه هو التفسير الموضوعي لحقيقة النفسية الصهيونية ودواخلها المليئة بالعقد حيال كل ما هو عربي ومسلم، وهو في الوقت نفسه شرح لتلك «العقيدة» الفاسدة التي تشكل هذه النفسية! عقيدة قائمة على حشد هائل من نصوص التلمود والتوراة المحرَّفة، التي يرضعها اليهودي صغيراً في «الجيتو» من صدر أمه، لينفث سمومها على خلق الله -خاصة العرب-عندما يشب عن الطوق.
ففي تلمودهم المحرف: «إن اليهودي معتبر عند الله أهم من الملائكة، وإن اليهودي جزء من الله! فإذا ضرب أممي إسرائيلياً فكأنه ضرب العزة الإلهية! (تعالى الله وملائكته عما يقولون) والفرق بين درجة الإنسان والحيوان هو بقدر الفرق بين اليهود وغير اليهود»، «لتنزل وراء الفلسطينيين ليلاً وتمهلهم إلى ضوء الصباح ولا تبق منهم أحداً» (سفر صموئيل: الإصحاح 14)، «الآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها» (سفر العدد: الإصحاح 31)!
ويخاطب جابوتنسكي، مؤسس الحركة الصهيونية التصحيحية، كل يهودي قائلاً: «كل إنسان على خطأ، وأنت وحدك على صواب، لا تحاول أن تجد أعذاراً من أجل ذلك، فهي غير ضرورية وغير صحيحة، لا توجد في العالم إلا حقيقة واحدة وهي بكاملها ملكك أنت»، وأخيراً: «إن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين يستبقون أشواكاً في أعينكم، ومناخس في جوانبكم» (سفر العدد: الإصحاح 33).
وحتى يكون الأمر أكثر جلاءً أتوقف أمام ذلك البيان الذي بثته «القناة السابعة» بالتلفاز الصهيوني، في 17 يوليو 2006م، الصادر عن مجلس الحاخامات في الضفة الغربية (المحتلة)، ويدعو فيه الحكومة الصهيونية إلى إصدار أوامرها بقتل المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين بصفتهم موالين للعدو، مؤكداً أن التوراة تجيز قتل الأطفال والنساء في زمن الحرب.
وقال بيان الحاخامات: «إن الذي يترحم على أطفال غزة ولبنان فإنه يقسو بشكل مباشر على أطفال إسرائيل»!
ولنتأمل هذا النص اليهودي المفعم بالدعوة للإبادة الجماعية: «ونهب الإسرائيليون لأنفسهم كل غنائم تلك المدن، أما الرجال فقتلوهم بحد السيف فلم يبق منهم حي» (سفر يشوع، 11).