يعيش قطاع غزة، منذ فترة طويلة، ظروفاً صعبة نتيجة الحصار والعدوان المستمر من قبل الاحتلال «الإسرائيلي»، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تأتي الجهود الإنسانية والطبية من مختلف أنحاء العالم لتقديم الدعم والمساعدة للمدنيين الفلسطينيين المتضررين.
وتقْدُم وفود طبية من مختلف الدول، بين الفينة والأخرى، للمساهمة في تقديم الرعاية الطبية للمصابين والمرضى في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، وصل وفد طبي كويتي إلى قطاع غزة لتقديم يد العون والمساعدة الطبية للمحتاجين.
ويضم الوفد الطبي الكويتي مجموعة من الأطباء المتخصصين في مختلف التخصصات الطبية، الذين باشروا العمل بشكل فوري بعد وصولهم إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وبدؤوا بإجراء العمليات الجراحية وتقديم الرعاية اللازمة للمصابين، بهدف تقديم العلاج الضروري والتخفيف على الكادر الطبي المحلي.
من اللافت للانتباه أن الوفد الكويتي لم يقتصر على تقديم الدعم الطبي فقط، بل قدم أيضًا مساعدات إنسانية تضمنت مواد غذائية ومستلزمات ضرورية للأطفال والمرضى، هذه الجهود الإنسانية المتكاملة تعكس التزام الكويت بدعم الشعب الفلسطيني في ظل محنته الإنسانية والصحية.
ويأتي هذا التقرير ليسلط الضوء على دور الوفد الطبي الكويتي في تقديم الدعم الطبي والإنساني لسكان قطاع غزة، ولتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتخفيف معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
فبعد ساعات قليلة من وصول وفد طبي كويتي إلى قطاع غزة، باشر الأطباء عملهم في أقسام مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وغرف العمليات، للتخفيف على الكادر الطبي، ومعالجة جرحى العدوان «الإسرائيلي» المستمر.
ووصل الوفد الطبي الكويتي، مساء الثلاثاء 30 أبريل 2024م، إلى معبر رفح البري، ثم باشر عمله في مستشفى غزة الأوروبي في اليوم الثاني من وصوله.
ويشارك في الوفد 14 طبيباً ضمن تخصصات مختلفة، هي الجراحة العامة، والعيون، والمسالك البولية، والمخ والأعصاب، إضافة إلى جراحة الفك.
وقد وصل إلى قطاع غزة الوفد الطبي الكويتي الثاني عبر معبر رفح البري، مصطحباً 7 أطنان من المساعدات لتعزيز المنظومة الصحية الفلسطينية بالقطاع.
وقال رئيس الوفد الطبي الكويتي نائب المدير العام للجمعية الكويتية للإغاثة عمر الثويني، في تصريح صحفي: إن الوفد وصل إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، ويتكون من 17 شخصاً، منهم 14 من الكادر الطبي الكويتي الوطني ما بين استشاري واختصاصي وممرض في عدد من التخصصات الطبية والجراحية الدقيقة والملحة، إضافة إلى المسؤول عن الفريق ومنسقين إغاثيين اثنين.
وأضاف أن الفريق الطبي التابع للجمعية ترافقه 7 أطنان من الأجهزة والمستلزمات الطبية الأساسية والضرورية التي لا يستغني عنها الأطباء للمساهمة في دعم المنظومة الصحية في قطاع غزة، وتوفير الأدوات اللازمة للعمليات الجراحية والرعاية الطبية والأدوية خاصة لبعض الحالات الحرجة والأمراض المزمنة.
وتوقع الثويني أن يجري الفريق الطبي الإغاثي الكويتي عدداً من العمليات الجراحية المهمة في عدد من التخصصات الجراحية، إلى جانب تنفيذ عدد من المشاريع الإغاثية الأخرى وعلى رأسها مشروعا الغذاء والإيواء.
وأعلن الفريق الطبي الكويتي أنه أجرى 40 عملية جراحية في اليوم الأول من زيارته إلى غزة التي تهدف إلى تعزيز المنظومة الصحية ودعم جهود الإغاثة في القطاع، وذلك في مختلف التخصصات بمستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، ومستشفى الكويت التخصصي في رفح بجنوب قطاع غزة، وأنه سيكمل عملياته في التخصصات التي جلبها من الكويت من الأطباء والاستشاريين.
كما جرى تسيير قافلة إغاثية تحمل نحو 5 أطنان من المواد الغذائية والمنظفات وحاجات الأطفال إلى شمال قطاع غزة.
فيما سيَّرت الجمعية الكويتية للوقف الإنساني والتنمية شاحنتَي سلال غذائية للنازحين في مراكز الإيواء بقطاع غزة.
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية د. نصار العبدالجليل: إن مساعدات الشاحنتين بلغت 40 طناً من السلال الغذائية المتنوعة، التي تهدف إلى توفير أساسيات الطعام للعائلات الغزاوية المهجرة بأطفالها ومرضاها وعجائزها من كبار السن.
وأكد العبدالجليل أن تلك الجهود الإغاثية تأتي بدوافع الأخوة الإسلامية، وتعزيز روح التكافل والتضامن بين أبناء الأمة المسلمة، في ظل حصار وحرب ظالمة على قطاع كامل منذ أكثر من 200 يوم.