اقتحم أكثر من 1500 مستوطن المسجد الأقصى المبارك، منذ فجر اليوم الأربعاء، بحماية قوات الاحتلال للمشاركة بـ«مسيرة الأعلام» الصهيونية في ذكرى احتلال كامل القدس 5 يونيو 1967م.
وجاءت اقتحامات المستوطنين ضمن 28 مجموعة، خلال الفترة الصباحية، بالتزامن مع الاحتفال بما يسمى «يوم توحيد القدس».
وشارك في الاقتحام عدد من الشخصيات السياسية الصهيونية، وهم وزير النقب والجليل في حكومة الاحتلال يتسحاق فاسرلوف، وعضو الكنيست عن حزب «عوتسما يهوديت» يتسحاق كروزر، وعضو الكنيست الأسبق موشيه فيجلن، ووزير الزراعة الأسبق أوري أرئيلي.
وشهد الاقتحام جملة من الاعتداءات، على غرار رفع علم الاحتلال داخل المسجد، وإدخال لفائف الصلاة السوداء «التيفلين» إلى المسجد الأقصى، من قبل حاخام تحت حراسة شرطة الاحتلال، إضافة إلى أداء الطقوس العلنية والرقصات الاستفزازية في ساحات «الأقصى» الشرقية.
في غضون ذلك، ذكر «المركز الفلسطيني للإعلام» أن قوات الاحتلال حشدت نحو 3 آلاف من عناصرها لتأمين المستوطنين خلال «مسيرة الأعلام»، وقالت: إنها ستغلق المنطقة من باب العامود إلى باب الساهرة لتأمين مسيرات المستوطنين التي ستنطلق من باب الخليل وفندق الملك جورج وستمر بباب العامود وصولاً إلى حائط البراق.
وقد حولت قوات الاحتلال مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة منذ يوم أمس إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين «مسيرة الأعلام» الاستفزازية، التي دعت إليها الجمعيات الاستعمارية، وفق «وكالة الأنباء الفلسطينية» (وفا).
ودعا ما يسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أتباعه لاقتحام المسجد الأقصى المبارك للمشاركة بـ«مسيرة الأعلام»، قائلاً في تحدٍّ: إنه «علينا ضربهم في أهم مكان لهم»، وفق تعبيره.
وأضاف، في حديث لـ«إذاعة الجيش»، أمس الثلاثاء: «سنسير عبر باب العامود وسنصعد إلى جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، رغم أنوفهم وغضبهم، علينا أن نذهب ونقول: إن جبل الهيكل لنا والقدس لنا، فإذا ما نظرنا إلى أنفسنا كأصحاب المكان، فإن أعداءنا سيقدروننا»، وفق ما نقل عنه موقع «بي بي سي عربي».
عدوان على ملياري مسلم
بدورها، قالت محافظة القدس: إن «مسيرة الأعلام» في شوارع القدس اعتداء على الوضع القائم في المدينة المحتلة، واستمرار لإجراءات الاحتلال الهادفة إلى تهويدها.
وأضافت: «إسرائيل» تستغل العدوان على أهلنا في غزة، للمضي قدماً بتهويد المدينة المقدسة.
وأشارت إلى أن ما أعلنه الوزير المتطرف بن غفير عن نيته المشاركة في المسيرة ودعواته لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، استفزاز لمشاعر ملايين المسلمين واعتداء صارخ على الوصاية الهاشمية في القدس.
من جهته، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن سماح حكومة الاحتلال الفاشية لقطعان المستوطنين بتنظيم ما يسمى بـ«مسيرة الأعلام» في شوارع القدس المحتلة، وما يرافقها من اعتداءات وانتهاكات بحق شعبنا ومقدساتنا، وبحماية كاملة من شرطة الاحتلال؛ تأكيدٌ لعنجهية هذه الحكومة الفاشية، ونهج الاحتلال الساعي لتهويد المقدسات، وعدوان على مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم.
وحذرت الحركة، في تصريح صحفي اليوم الأربعاء، الاحتلال من مغبّة مواصلة هذه السياسات الإجرامية بحق مقدساتنا، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك.
وأكدت أن المقاومة التي تسطّر البطولات في معركة «طوفان الأقصى» الممتدة على أرضنا الفلسطينية، وتلاحِق الاحتلال ومستوطنيه في الضفة الغربية؛ ستجد طريقها لإيلام هذا العدو المجرم، بما يضمن لجم قادته من المستوطنين المتطرفين.
ودعت أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان، خصوصاً في الضفة والقدس والداخل المحتل؛ للنفير العام والتصدي لمخططات الاحتلال تجاه المسجد الأقصى، وجعل اليوم الأربعاء يوم غضب ونصرة لمسرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومواجهة العدوان الصهيوني الرامي لتدنيسه وإحكام السيطرة عليه.
كما دعت جماهير أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، لتصعيد الحراك الجماهيري الضاغط على الاحتلال وداعميه، وفضح جرائمه النازية بحق الأبرياء في قطاع غزة والضفة، وممارساته الفاشية في القدس والمسجد الأقصى.
كارثة جديدة
وحذر أستاذ دراسات بيت المقدس د. عبدالله معروف من كارثة جديدة في المسجد الأقصى.
ونشر عبر صفحته على «فيسبوك» مقطع فيديو لحاخام يرتدي «التيفلين»؛ وهي تميمة الصلاة التي تُرتدى على الرأس مع ملابس الصلوات الدينية أثناء اقتحام المسجد الأقصى المبارك، اليوم الأربعاء.
وتساءل معروف: هل ننتظر أن يحضروا الأدوات معهم المرة القادمة كما حدث في حائط البراق عام 1929م؟!
وذكر المختص بشؤون القدس زياد أبحيص أنه لأول مرة منذ احتلال المسجد الأقصى يدخل حاخام صهيوني لفائف الصلاة السوداء «التيفلين» ضمن المسعى المستمر لنقل الطقوس التوراتية إلى المسجد الأقصى المبارك، تحت حراسة شرطة الاحتلال برعاية موشيه فيغلين الذي سبق أن كان نائب رئيس الكنيست الصهيوني.
وقال الباحث الفلسطيني في العلاقات الدولية أدهم أبو سلمية: في مثل هذا اليوم الذي تنتهك فيه المحرمات ويدنس فيه المسجد الأقصى كانت غزة وما زالت السباقة لنصرة «الأقصى».
وتساءل: من لهذا الجرح النازف اليوم؟ ومن يضمد هذه الجراح، ويوقف العدوان على شعبنا ومقدساتنا وديننا؟
وأضاف أبو سلمية: يحدث هذا القهر يوم أدرك قطعان الخنازير أن ملياري مسلم في سُبات عميق، وبينما يذرف بعضهم الدموع عند مسرى رسولنا يتركون معراجه وحيداً إلا من ثلة مجاهدة تبذل اليوم وسعها كله دفاعاً عنه.
يذكر أن 4277 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى خلال مايو الماضي، وفق بيانات دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس.